الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسلام مقلد يكتب: الراقصة غزل والطفلة جنى

صدى البلد

فى دنيا لا تعرف الرحمة إلا للأقوياء فقط أو من هم أصحاب نفوذ، لكى ينتزعوا حقوقهم من فم الأسد أو شىء يجدونه أمامهم دون رقيب من أحد عليهم، وأصبحنا نقول على تلك الدنيا "يلا السلامة".

فالأولى فنانة استعراضية ليس لها شهرة كبيرة فى وسطها الفنى بما انها "راقصة درجة ثانية" لم تصل إلى حد التنافس مع عمالقة مهنتها، إنها الآن بين يدى الله، ولا نملك إلا أن نقول "ربنا يرحمها" ولا يجوز غير ذلك عليها".

منذ يومين دخلت غزل الفنانة الإستعراضية لإجراء جراحة "كحت للرحم" عقب إجرائها عملية إجهاض منذ أسابيع كما تناقلتها وسائل الإعلام، فخطأ طبى تسبب فى وفاتها أثناء إجرائها للعملية بسبب طبيب البنج.

هنا قامت الدنيا ولم تقعد على تلك الحادثة، وهرعت كل أجهزة الدولة لمعرفة المتسبب فى تلك الواقعة وإجراء عمليات تفتيش وفحص لمثل تلك المستشفيات الخاصة والوقوف على مدى سلامة تراخيصها ليتبين أن المستشفى الخاص الذى أجرت به العملية، دون ترخيص وتم إغلاقه، والتحقيق مع مديرة المستشفى و3 ممرضات وطبيب آخر، وذلك بسبب تعاطف المشاهير معها فى مجال مهنتها الذين روجوا لوفاتها، حتى تم غلق المستشفى وبدء التحقيقات مع المتسببين فى ذلك رغم إخلاء سبيلهم من النيابة بكفالة مالية.

والثانية الطفلة "جنى" التى لم يتعد عمرها الـ 6 سنوات مريضة بالسرطان، أجرت عملية جراحية فى رأسها لكن لم تنجح فى القضاء على المرض ليجد والدها نفسه متجها نحو الملاذ الأخير له ولكل الشعب المصرى صاحب الفضل فى وصوله لتلك المرحلة من التقدم وعلاج مرضى السرطان من الاطفال، وهى مستشفى 57357 المستشفى القائم بأموال المصريين، ولكنه يجد الصدمة والمفاجئة أمامه برفض المستشفى دخول نجلته للعلاج داخلها بحجة انها لا تقبل أطفال مرضى وتم بدء علاجهم خارج المستشفى.

وهنا وقف الأب المكلوم أمام المستشفى يستجدى القائمين على المستشفى لكن دون جدوى من ذلك، وخرج علينا مدير المستشفى عقب وصول صوت الأب للسوشيال ميديا بانه المستشفى لا تتحمل أخطاء مستشفيات أخرى ولا تستطيع قبول الطفلة للعلاج داخل المستشفى، تصريح أقل ما يقال عن بانه "عذر أقبح من ذنب"، ولا يجد الأب شيئا وطرق كافة الأبواب ولكن دون جدوى من ذلك سوى قيام الفنانة الإستعراضية فيفى عبده بتحمل علاج الطفلة على نفقتها الخاصة، حتى تفاجئنا اليوم بوفاة الطفلة بعد أقل من شهر من بدء علاجها، لتذهب لربها صاحب الرحمة وأفضل من عباده ممن رفضوا أن يرحموها هى ووالدها من المرض.

شتان بين تعامل الأجهزة المعنية وخاصة وزارة الصحة تجاه هاتين الواقعتين، فالأولى تحركت الوزارة بتشكيل لجان لبيان سبب وفاة ومحاسبة المتسببين فى ذلك، وعلى الجانب الآخر لم يتحرك أحد تجاه الطفلة ومحاولة انقاذها أو محاسبة المتسبب فى رفض مستشفى 57357 علاجها، ومنحها فرصة للحياة بشكل طبيعى مرة أخرى.. فهنا علينا أن نطرح سؤالا عن المواطن الغلبان الذى أصبح ليس لها حق فى الحياة بشكل يليق به.. أم أصبح ميتا على قيد الحياة؟.