الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيد العادلي يكتب: الدسوقي نصار والذين معه..؟!!

صدى البلد

قامت مؤخرا إدارة قويسنا التعليمية التابعة لمديرية التربية والتعليم بالمنوفية بتكريم أحد أبنائها بمناسبة بلوغه سن المعاش كما يقولون، أو كما يطلقون علي من بلغ سن الستين بالوزارة.

التكريم كان عبارة عن ورقة بداخلها عبارات عديدة من الإشادة بالرجل وقالوا إنها لمسة وفاء لمربي أفنى عمره في خدمة التربية والتعليم وتخرج من بين يدية " أقصد هذا المعنى "أجيال عديدة وكان لي الشرف أن أكون من بين آلاف الطلاب الذين ساعدهم الحظ وتخرجوا علي يديه.

الدسوقي نصار .. هو أحد أبناء قرية شبرا بخوم بمركز قويسنا منوفيه، كان يمتلك ملامح الجدية والإصرار والشدة والقسوة التي تتحول إلي إنسانية مفرطة في خدمة أبنائه من الطلبة، لأنه كان يشعر بالسعادة أكثر من أولياء الأمور أنفسهم بنجاح أبنائه من الطلبة المتفوقين دائما، وأطلقوا عليه مربى الأجيال، بعدما سجلت المدارس التي كان يديرها نسبة الـ 100% من الانضباط بشهادة الوزارة نفسها ودائما تتميز إدارته للمدرسة بالجدية والانضباط حيث تجد حضور الطلاب بها بنسب عالية جدا حتى آخر يوم فى الدراسة، لأنه نجح أن يحول كراهية الطالب للمدرسة وهروبه المستمر إلي حب حقيقي وعشق بينه وبين المبني التعليمي الذي يتلقي دروسه بها فكان الطلبة يحرصون علي الحضور والانتظام حبا في التعليم وفي الرجل الذي جعلهم يحبون العملية التعليمية.

كان الرجل يهتم بجمهوريته الصغيرة "شبرا بخوم" اهتماما بالغا قائلا إنها الجمهورية التي أعيش فيها والتي يجب أن يتخرج فيها أبطال يخدمون الأم الكبري مصر وبالفعل تخرج علي يدي الرجل قامات كبيرة تخدم حاليا في الدولة المصرية ومنهم المستشارون والأطباء والمهندسون والصحفيون وكبارات رجال الدولة.

وقد سرد الحفل إنجازات الرجل وأشاد قادته الوزارة وأكدوا أن المعلم الدسوقي نصار كان عبارة عن شعلة نشاط ومن أهم انجازاته اهتمامه الدائم بإعداد لجان الثانوية العامة وتعاونه مع الإدارة التعليمية فى هذا الشأن لمدة عشر سنوات متتالية وقبل خروجه على المعاش بثلاثة أيام فى امتحانات الثانوية العامة الأخيرة قام بتركيب عدد ٦٠ مروحة سقف بلجنة مدرسته شبرا بخوم الإعدادية ووفر جميع سبل الراحة لزملائه القادمين من خارج محافظة المنوفية.

أنا هنا بدوري لن أقدم التهنئة للأستاذ المعلم الدسوقي نصار ولن أشيد به فقط ... لأن الإشادة والتهنئة عبارات تنتهي سريعا مع انتهاء الكلمات ولكنني أطالب هنا بتكريم حقيقي للنموذج المعلم دسوقي نصار وأطالب هنا وزير التعليم بصفته وشخصه بأن يصدر قرارا بإعادة تعيين الدسوقي نصار والنماذج المشرفة من المعلمين الذين وصلوا سن الستين كخبراء في العملية التعليمية والإستفادة من خبراتهم الطويلة في هذا المجال وأن يساهم الدسوقي نصار والذين معه كخبراء خاصة وأن الدولة لديها عزيمة وعزم حقيقي في تطوير العملية التعليمية خلال المرحلة القادمة ولن نجد نماذج مشرفة وقادرة علي العطاء والتطوير أفضل من الدسوقي نصار والنماذج المماثلة وهم كثيرون جدا في مصر ولكن للأسف الشديد الأسلوب التعليمي العقيم والروتين الذي قضي علي أحلام وطموحات أمثال هؤلاء يقف حجرا عثرا أمام مثل هذه النماذج المشرفة.

للمرة الألف أطالب الدكتور طارق شوقي وزير التعليم وأنا أعلم جيدا أنه رجل يبحث عن مثل هذه النماذج المشرفة، وأعلم أيضا أنه رجل دولة ويسعي لتطوير العملية التعليمية وتعاملت مع الرجل عن قرب ولمست أنه يبحث عن مثل هذه النماذج التي تستطيع بالفعل في تطوير التعليم في مصر والارتقاء به.

سيادة الوزير.. أعلم أنكم تبحثون عن المعلم ذلك الجندي المجهول الذي يغرس في نفوس طلابنا أخلاق سامية وينير به عقولهم من علوم شتى بحوار هادف لبلوغ المعالي ومستقبل مشرق نتباهي به بين الأمم.

هذه النماذج مازالت موجود من جيل العظماء من المعلمين وتستطيع أن تستعين بخبراتهم التعليمية وكيف نجحوا في إثرائها في الأماكن التي خدم بها مصرنا الغالية.

سيادة الوزير .. أعلم أنكم تبحثون عن مثل هذه النماذج وتستطيع أن تجدها في القري والنجوع، لكن يبقي فقط ضمير المحيطين بكم وجديتهم في البحث الحقيقي شرط أن يبتعد هؤلاء عن مركزية الوزارة والبحث في القري والنجوع عن مثل هذه النماذج وهم كثير.

سيادة الوزير .. الدسوقي نصار والذين معه مستعدون لخدمة وطنهم في تطوير العملية التعليمية وتقديم خدماتهم لمصرنا الغالية ويجب ألا نهمل مثل هذه النماذج وأن نستعين بهم ونقدرهم التقدير الحقيقي، بدلا من إهانتهم بتقديم ورقة ملفوفة بقطعة قماش من الحرير مكتوب بداخلها كلمات شكر وثناء، ستكون معلقة في شرفة المنزل داخل بروا، رغم أننا نقتل هؤلاء بمثل هذا التكريم ويجب أن نستعين بهم وبخبراتهم الطويلة وبدلا من حبسهم داخل ورقة وقلم رصاص سيتم محو الكلمات التي يكتبها سريعا مع مرور الزمن.. " اللهم أني بلغت اللهم أشهد"..