الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وطن السناتر لا يتسنتر .. وحوله وزارات فاسدة..!


لم أكن أعرف أن شهوة الإهمال ستصل بنا إلى هنا .. وأن غياب الضمير من الممكن أن تغيب خلفه كل الدولة.. وأن التراخي في مواجهة ظواهر الإهمال والجشع ومخالفة القانون سوف تأخذنا إلى إنشاء وطن مواز ليصبح الوطن التاريخي على الهامش ..

لم نكن نصدق أيضا أن معامل الأبحاث التي تتخذ من الدود بيئة لتجاربها أنجح بكثير من وزارة التربية والتعليم المصرية التي يجتاحها الفساد وهي تُصر في كل مرة على أن تتخذ من الطالب المصري ومناهج الدراسة بيئة لتجاربها الفاشلة مع توفر نماذج تعليمية مشرفه جاهزة للتطبيق في كل بلاد العالم المتحضر ولا ينقصها أبدا سوى نقل النموذج أو أي من النماذج المطبقة وتعميمها بشكل حرفي لو أرادت ...!

انتصب في مدارسنا السلم الوظيفي المزدحم بدرجاته المحتلة بقامات بلا قيم ... ومعلمين بلا تعليم ... وفصول تنفق عليها الدولة الملايين وهي خاوية على عروشها محتلة بخيوط العنكبوت التي تتسكع على جدرانها ...
لتبقى هذه الوزارة الكثيفة العمالة الوحيدة بين كل الوزارات التي تلتهم المليارات من ميزانية الوطن كرواتب وحوافز ونفقات بلا مقابل وعطاء بلا إنتاج ...

وفي النهاية يبقى أبناؤنا الطلبة تتنازعهم الطرقات والحواري وما تخبئه من حوادث وأزمات وهم يدورون بين أزقة الدروس الخصوصية التي أصبحت سناتر تتحدى القانون ويضع فيها الكثير من المستغلين يدهم على مئات الآلاف من الجنيهات شهريا بعيدا عن عين الدولة التي لا تعرف ما يحدث هنا وما قد يكون طعنا للأمن القومي وبعيدا عن اقتصاد الدولة أيضا عبر خط جاهز من التهرب الضريبي كون السناتر محمية بقوة البلطجة والمدارس مهجورة بقوة العصبجيه الفاسدة التي تحتل الوزارة بفشلها في إدارة العملية التعليمية برمتها ..

إن التكلفة التي تتحملها الأسر المصرية اليوم في مدارسنا العامة عبر ما ينفق على الدروس الخصوصية والكتاب الخارجي تكاد تتساوي إلا قليلا مع التعليم الخاص .. فضلا عما يعانيه الطلاب من تشرد فوق الطرقات لا يوفر لهم وقتا للراحة ولا وقتا لمطالعة ما حصلوه في دروس خاصة يتنقلون بينها من هذا إلى ذاك ومن هذه القرية إلى تلك المدينة ومن هذا الحي إلى تلك الناحية ليصل في النهاية الطالب موجوعا بآلامه باحثا عن النوم ..!!

خسائر تنتج خسائر في منظومه إفك وضلال تعرفها الدولة وتسكت عنها وعليها نقول ..
ماذا لو تم وضع تشريع يطبق عبر شرطة سرية تنشئها الوزارة بعد تطهيرها من نفس طواقمها المتكدسة ومحكومة بجهاز رقابي لا يعرف غير القانون وتقوم فورا بوضع الغرامة مع الإيقاف النهائي عن العمل والسجن لأي مدرس يفتح سنتر موازيا يمارس فيه دورا تعليميا مكانه في مدارس الوزارة ..؟

ونقول ماذا لو تم إيقاف طباعة الكتاب المدرسي وتم الاعتماد على الكتاب الخارجي بضوابط معينة إشرافيه وتقديريه لقيمته وتم توفير المليارات التي تنفق على كتاب دراسي لا يفتح إلا عند باعة الفول والطعمية وانفاق هذه المليارات على تحسين أوضاع المدرسين المالية والبيئة التعليمية ..

ونقول ماذا لو تم فرض رسوم إضافية على طلاب مدارسنا ولتكن خمسمائة جنيه سنويا على كل طالب ويتم توجيهها لتحسين أوضاع المعلمين والآليات التعليمية المساعدة وسيكون المبلغ بالمليارات ... مقابل أن تقوم المدارس بدورها التعليمي وتتوقف نهائيا الدروس الخصوصية ويتم ربط عمل المدرسين في الفصول بأجهزة رقابه وكاميرات مراقبه وتفعيل أدوات المحاسبة والرفد الفوري لأي مدرس لا يقوم بمهام عمله على الوجه الكامل بعد وضع التشريعات الخاصة بذلك لتعود المدارس لعملها والوزارة لدورها .

نقول لماذا نهمل نظام النقاط .. والذى يسمح بوضع حد أدنى للرواتب والباقي نقاط مرتبطة بالتميز في تقديم الخدمة لكل موظفي الدولة ليحصل الكسول على حده الأدنى ويحصل المتميز على عدة آلاف مفتوح الطريق أمامها لتتضاعف وفقا لنقاط تميزه للارتقاء بالخدمة التي يقدمها للمواطنين.

ما الذى يمنعنا من انتاج الأفكار الجديدة والجديرة بانتشال الوطن من بين هذا التشتت بين الإهمال والفوضى والذى يكاد يأتي على أسسنا من القواعد ..؟
لماذا نرى الخطايا فلا نواجهها بل ننشئ البيئة التي تجعلنا نتعامل معها ونعاشرها ..؟

لماذا نصر على أن نبقى في وطن لا يتسنتر ليأخذ من المنتصف الفكري والإبداعي والإنتاجي وجهته واتزانه .؟
لماذا نتطرف فكريا فننتج بالفكر السلفي إرهابا وننتج بالبلطجة إرعابا وننتج بالإهمال والفوضى والفساد سناتر تعليميه تواجه وزارة مهجورة مدارسها في وطن هجر الإبداع بوزاراته وإداراته ...؟

طهروا النظام الإداري بمبيد قاتل للفساد قبل أن تغيب عنا حتى فريضة الاستشعار بالخطأ يرحمكم الله .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط