الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هالات من نور حولنا.. تراها كائنات غيرنا


تتحدث الأدبيات الإسلامية عن نور يشع من وجوه الصالحين في الدنيا والآخرة، ويضع الرسامون في الكنائس هالات من نور على رأس السيد المسيح والسيدة مريم عليهما السلام، وشوهدت قبل ذلك هالات مماثلة في صور فرعونية، فما حقيقة هذه الموضوع وإلى أي مدى وصلت الأبحاث العلمية فيه؟

ورغم أن هالات النور حول أجسامنا حقيقية ومتنوعة، إلا أن الأبحاث عليها شحيحة في منطقتنا، بينما يزداد الاهتمام بها في أمريكا واليابان ودول كثيرة حول العالم للتأكد من أشكالها وأنواعها وبواعثها، وبالفعل صمموا كاميرات خاصة لكل نوع منها والتقطت صور حقيقية لها لا يتسع المجال لعرضها هنا.. 

حتى الآن، شاهد العلماء أربعة أنواع من الهالات المختلفة تشع من أجسامنا وتحيط بها: اثنتان ضوئيتان إحداهما حرارية والأخرى كيميائية، واثنتان كهرومغناطيسيتان إحداهما من كل أعضاء الجسم وأكبرها من القلب، وأخرى فكرية أوعقلية من المخ تسمى "الأورة".. إذن، أربع هالات على الأقل تحيط بكل واحد منا، صحيح أننا لا نراها، لكن تراها وتحس بها كاميرات خاصة كما ذكرنا، وبعض الحيوانات والحشرات مثل الكلاب والخفافيش والحمام والثعابين وأسماك القرش والنحل والبعوض، التي وهبها الله حساسية خارقة يطلق عليها أحيانا "حاسة سادسة"، ولسوء الحظ، فإن بعض هذه المخلوقات يستخدم هذه الهالات كدليل يقوده في البحث عن فريسة من بشر وغيره، ليبقى على قيد الحياة إما بالافتراس أو بمص الدماء..

النوع الأول من هذه الهالات معروف منذ زمن بعيد وهو انبعاث حراري من نوع الأشعة تحت الحمراء (infrared radiation) أساسه انبعاث طاقة حرارية من الأجسام الحية، وقد صممت له كاميرات خاصة للرؤية الليلية معروفة في كل العالم وتستخدمها الوحدات المقاتلة في الاستطلاع العسكري لرصد أماكن وتحركات العدو ليلا، كما يمكنها رصد الحيوانات الليلية أيضا وتتميز باللون الأحمر، وأكبر المستفيدين من هذه الظاهرة هو البعوض، إذ تقوده هالة الحرارة حول أجسامنا إلى مكان نومنا في الغرفة أولا، ثم يهبط بكل دقة على النقطة الأكثر توهجا وهي التي يكون جلدها رقيقا والدماء تحتها غزيرة.. 

النوع الثاني من هالات الضوء التي تنبعث من أجسامنا ليست بسبب الحرارة بل من جذور كيميائية حرة (free radicals) ناتجة من التفاعلات الكيميائية داخل أجسامنا، صمم لها عالم ياباني كاميرا خاصة لرصدها، يستلقي الشخص عاريا في غرفة مظلمة وتسلط عليه الكاميرا على مدار اليوم، واكتشف أن هذا النور يكون أكثر إشراقا حول منطقة الوجه والذراعين وراحة اليد، وأقوى ما يكون عند الساعة الرابعة عصرا ويأخذ شكل قالب الوجه ضمن القوالب السبعة المعروفة، وهذا النوع يختلف عن الأشعة تحت الحمراء التي ذكرناها.. ويمكن القول أن قمة نور الوجه التي تبلغ ذروتها عند الساعة الرابعة عصرا، ربما تصادف وقت صلاة العصر، أو ربما قمة النشاط اليومي كما يقول الأجانب. 

وقد حدد سبحانه وتعالى سبعة قوالب رئيسية للوجه هي: المربع والمستطيل والمثلث والدائري والبيضاوي والمعيني والقلبي، وتأخذ الأنوار المنبعثة أشكال هذه القوالب.. 

إضافة إلى هذين النوعين من الأضواء المنبعثة من الجسم، توجد هالتان أخريان تحيطان بأجسامنا لكنهما ليستا ضوئية ولا حرارية، بل كهرومغناطيسية (electromagnetic field) وإن كانت تنبعث من الجسم كله، لكن أقواها هو مجال القلب الذي يمكن رصده عن قرب بجهاز رسم القلب، أو بأجهزة أخرى حساسة من على بعد يصل إلى خمسة أمتار.. ثم هالة العقل التي تسمى "الأورة" التي لوحظ أنها بيضاوية ومن سبع طبقات وسمكها يصل إلى 90 سنتيمترا، وهي خليط من الكهرومغناطيسية والأشعة فوق البنفسجية، ومع أنها أضعف كهربائيا من هالة القلب، إلا أنها الوحيدة من بين كل الهالات التي يمكن لبعض البشر رؤيتها بالعين المجردة إما بالمصادفة أو بالتدريب، وهي الأولى التي عرفها الإنسان وسجلها عبر التاريخ في رسوماته وأدبياته، وتراها الكلاب والقطط أيضا.. 

الطيور تهتدي بالمغناطيسية الأرضية في هجرتها، والحمام يشعر بهالة الإنسان الكهرومغناطيسية، لكن المستفيد منها في العدوان هو سمك القرش نظرا لحساسيته المفرطة لكهرباء الجسم ومغناطيسية الدم وهجومه على البشر بسببها.. واتقاءا لشره، صمم العلماء سترات سباحة واقية (كهربائيا) تضلل القرش وتبعده عن السباحين. 

ويقول العلماء أن شدة توهج هذه الهالات يعطي مؤشرا عن الصحة العامة للجسم والعقل، وأن للإيمان والراحة النفسية دور في تألقها، حيث لا يغيب الجانب الروحاني والإيماني عن هذا النوع من الدراسات، فبعد إجراء أبحاث على عقول المؤمنين بالأديان المختلفة أواخر العام الماضي، تبين توهج منطقتين رئيسيتين في المخ أثناء التعبد والصلاة، وتأكد الباحثون من وجود علاقة بين هذه المناطق الإيمانية في المخ والهالة العقلية البيضاوية "الأورة" وموهبة التخاطر عن بعد..


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط