الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روح وتراب


مزيج مختلط بنِسَب محسوبة بين روح وتراب كونت البشرية أجيال متتالية تحيا وتموت ثم ينفصل الروح ويتناثر التراب فيعود فيختلط بأديم الأرض من حيث أتي تراب من الأديم يتحكم في الأرض بعضه يحارب البعض الآخر ... خير وشر ممزوج بتراب تلك هي البشر .. حكمة إلهية بالغة تحتاج لمزيد من البحث والتدبر .. لماذا اختار الله عز وجل أديم الأرض لكي يسكن به الروح فيحيا علي أرض فانية لفترة محدودة بزمن يُمَثِل كل منا فيها دوره بمنتهي الدقة ؟ اعتقد أنك لا تستطيع أن تحيا حياة دون أن تكون مزيجا من مكوناتها ربما لا نستطيع أن نتأقلم مع الأرض دون أن نسكن ترابها ... ربما كانت تلك الوسيلة الوحيدة للإعاشة ..

سكنها الجن من قبلنا ، مخلوقات من نار تستطيع أن تحيا في الخفاء دمرت وخربت الأرض حتي صنع الله آدم من الأديم واسكنه الروح وهبط هو وزوجته للأرض لحرب مشتعلة بين سكان جديدة وسكّان سكنوها من قبلنا ... اخرجنا الشيطان من أرضنا وهبطنا جميعًا علي أرض الحرب نمتزج بالأديم الذي يستطيع أن يُطفئ النار حين يختلطان ... براعة متناهية في الصنع جن يتمتع بالقوة والسرعة والقدرة علي التخفي وإنس ممزوج بالتراب اذا اقترب من المولي أعطاه أضعاف ما أعطي للجن من قدرات.

ضعف ممزوج بالقوة يحارب قوة ممزوجة بالضعف .. كل بنِسَب متفاوتة يقاتل كل منهما الآخر وتنتهي الحرب بالوفاة ... وينفصل التراب من جديد وتعود الروح من حيث أتت ... حياة ملفتة من دقة صنعها .. وتبقي قدرات المولي التي تفوق الحدود يؤتي من يشاء بغير حساب وينزع ممن يشاء ما يشاء في أي وقت ... وتتنقل الحياة بين النور والظلام بين اليأس والأمل ... حياة مملوءة بالأبواب المغلقة إذا تحسست طريقك في صبر ويقين تفتح لك الأبواب المغلقة وتأخذ نصيبك من الفرح وأحيانا من الحزن والضيق ... واذا ضاقت نفسك بالحياة فإذا الأبواب المفتوحة تُغْلَق ويظهر الظلام الدامس مع اختفاء الصبر واليقين.

كيف تم خلط الأزمان بين زمن روحي أبدي وزمن أرضي محدود ... اليوم قد يكون بألف سنة وأحيانًا أُخري بخمسين ألف سنة ... زمن يصعب دراسته وتحليله ... يحكم حياتنا وآخرتنا ... قد نشعر بالفرح فيختفي الإحساس بالزمن وقد نشعر بالضيق فنشعر بطول الزمن وضيق الحياة رغم وسعها ... أحلام دنيوية تحكم الفرح والحزن....تسعي للفرح فإذا بالحزن يتمكن منك وتتحول الحياة الي جحيم ...

ويبقي الصبر هو الوسيلة الوحيدة للتغيير ... نصبر علي أمل أن ينفرج الضيق أو يذهب الظلام أو تنكشف الغمة... ويبقي الصبر هو طريق الرحمة أو الثواب لذلك كرم الله عز وجل الصابرين بدخول الجنة بغير حساب أو سابقة عذاب ... بقدر الصبر يكن الجزاء ... اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا وقدرنا علي الصبر والتدبر في حكمة الحياة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط