أحمد عبد القوي يكتب : التكنولوجيا والإبداع ..علاقة تبادلية يثبتها الواقع

أن تكون مبدعا ..هذا فضل كبير فى عالم الإنسانية .. وأن يتحول الإبداع إلى عمل مؤسسى فهذا انجاز يستحق التقدير فى عالم سياسات إدارة المؤسسات ليس فقط على مستوى المحلى بل العالمى أيضا.

وقدرة أى شركة على خلق حالة من الإبداع الفكرى والتقنى أمر اصبح الكثير من الشركات تسعى إليه والأكثر لفتا للنظر هو تسخير التطور التكنولوجى لخدمة آلاف، بل ملايين البشر.

هذا التوجه الفكرى حضر إلى ذهنى عندما رأيت حفل نانسى عجرم بقبرص والذى تم إذاعته حصريا على صفحات الفيس بوك بشكل حصرى.

الأمر لم يكن مجرد احتفالية لفنانة مشهورة يتم إذاعته فى أكثر من بلد عبر الفيس بوك.. بل هو تغيير واضح فى فكرة إذاعة الحفلات على مستوى دولى محلى.. فلم يعد الأمر يقتصر على القنوات التلفزيونية أو كاميرات الميديا بل اصبح وراءه فكر جديد يتمثل فى تسخير التكنولوجيا لتحقيق هدف ترفيهى وفنى باسلوب جديد.
 
وما فعلته اورنج العالمية من بث هذا الاحتفال حصريا على صفحات الفيس بوك بمصر والمغرب والأردن وتونس ونجاح هذه التجربة فى تحقيق الاف المشاهدات عبر السوشيال ميديا هو بداية حقيقية لنوع جديد من تسخير التكنولوجيا فى خدمة الاعمال الفنية والإبداعية.

وأرى أن تلك التجربة لابد من التوسع فيها خاصة فيما يخص كل ما هو ابداعى فهناك الكثير من الأعمال الإبداعية تتناسب مع اصحاب الأذواق الرفيعة وتحظى باهتمام ملايين المتابعين عبر السوشيال ميديا وللأسف لا تحظى بالاهتمام المطلوب ولا سيما معارض الفنون التشكيلية أو الحفلات المرتبطة بتقاليد وعادات المجتمعات.

ولدينا بالدول العربية موروث ثقافى وفكرى غير متكرر وله تميزه الفريد ومن شأنه خلق المزيد من التواصل الإبداعى بين الدول العربية بعضها ببعض إذا ما تم استثماره بالشكل الصحيح .

أرى تلك التجربة من زوايا مختلفة اهمها ضرورة تحرك الشركات العالمية بشكل أوسع ضمن مسئوليتها المجتمعية فى الدول التى تعمل بها لتوفير أشكال جديدة من التعلم والتواصل والترفيه أيضا.

ودائما الحياة التكنولوجية بها العديد من الأفكار الجديدة التى تحتاج ان نستوقف امامها للاستفادة منها فى تجارب مختلفة، وهذا هو الهدف الذى لابد أن يرصده القائمون على حقلى التكنولوجيا والإبداع على حد سواء