الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهناجر تشهد اليوم الثاني للندوات العلمية لملتقى القاهرة الدولي للخط العربي

صدى البلد

بدأت صباح اليوم السبت ثاني جلسات الندوات العلمية، والمقامة علي هامش ملتقي القاهرة الدولي الثالث لملتقي الخط العربي، والذي ينظمه صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور أحمد عواض، في العاشرة صباحا بقاعة سينما الهناجر.

وترأست الجلسة الأولي الدكتورة أمنية عامر مقررة اللجنة العلمية للملتقي، والقي الدكتور محمد حسن أطروحته حول المصاحف المملوكية وأصول المدرسة المصرية في الخط العربي، واستعرض تاريخ المصحف الشريف في العصر المملوكي من حيث شكل المدرسة الخطية ودراسة الخطوط بشكل اكاديمي، موضحا عناصر دراسة المدرسة الخطية في هذا العصر، من خلال الخطوط المكتوبة سواء علي الأسبلة والخنقاوات والعملات الخ، وأشكال الخط العربي في البيئة المملوكية، وتطورها حتي الوصول إلى كتابة المصحف الشريف.

كما استعرض النتاج الأدبي للفترة المملوكية مثل كتاب "السلوك"، "النجوم الزاهرة" ، "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، من أهم العناصر التي تعطي صورة لفن الخط في ذلك الوقت، مشيرا إلى كتاب "رسالة في الخط وبري القلم" لابن الصائغ، وأهميته للتأريخ لفن الخط العربي في تلك الفترة، وكذلك كتاب "جامع محاسن كتابة الكتاب" للطيبي ، وفيه طبيعة الكتابات في العصر المملوكي وأنواعها، وهو في الأساس مادة جمالية للخط العربي، كذلك كتاب "صبح الأعشي" للقلقشندي، الذي اصبح مصدر جمالي للخط العربي.

كما استعرض ادوات الكتابة في تلك الفترة، والزخرفة علي الخزف والمعادن والشعارات الكتابية والتوقيعات والكتابة علي العمارة وغيرها من أشكال الكتابة والخطوط، واستعرض أشكال المصاحف في تلك الفترة وطريقة التذهيب، والخطوط وفواصل الأيات وغيرها.
وألقى الدكتور محمد العربي أستاذ التربية الفنية المساعد بجامعة الأزهر، ملخص "فضل الحضارة الاسلامية في تطور الخط العربي" نيابة عن الدكتو كرم مسعد والدكتورة تغريد اإبراهيم، شارحا الخط المكي والمدني نسبة إلى مدينتي مكة والمدينة، والخط الحجازي نسبة إلى الحجاز، مضيفا أن أبو الأسود الدؤلي هو من قام بتنقيط وعجم الخط، وابتكار خطوط جديدة مثل خط الطومار والمدور الكبير والخط الرياسي، وخلال الدولة العباسية ضبط الخط ووضع له مقاييس ونبغ خط الثلث، كذلك خط المحقق، وخطوط الرقاع والريحان.

كما ألقي أيضا أطروحته بعنوان "ثقافة الاختلاف واختلاف الثقافة وتأثيرها علي الخط العربي في المدرسة المصرية"، وأبعاد الاختلاف الثقافي التي أثرت علي الخط العربي كنتاج بصري، وقبول الاختلاف من عدمه وأسباب الاختلاف الثقافي، من حالات نفسية أو سياسية أو إجتماعية أو تطبيقية، وأن هناك علاقة ايجابية بين كل تلك العوامل في دراسة الخط العربي، وتطوره من خلال التاريخ، واختلاف المدارس الخطية وتنوعها التي تأثرت بها المدرسة المصرية من مدرسة تركية أو مغربية وغيرها.

وفي الجلسة العلمية الثانية والتي أدارها الدكتور محمد العربي، وقدم الدكتور احمد رجب اطروحته بعنوان" جماليات الخط العربي علي العمائر الاسلامية في مدن طريق الحرير" ، وقال ان الخط العربي هو الأيقونة المشتركة في كافة الفنون الاسلامية، وتعطي الوحدة لكافة الفنون الاسلامية باختلاف الأماكن، مع مسحة محلية، واوضح علي خريطة طريق الحرير، وسبب تسميته بهذا الاسم لأن البضاعة الأساسية هي الحرير، من الصين شرقا حتي البحر المتوسط غربا، مرورا بسمرقند وخيوة وخوارزم وغيرها، وعشرات العلماء مثل بخاري والخوارزمي الذين كانت مدنهم علي طريق الحرير، مستعرضا مدينة شاهي زندة والآثار العربية الموجودة هناك، من تركيبات أثرية استخدم فيها الخط العربي، والأضرحة والمنشآت والخزف التي زينت بلوحات الخط العربي، علي طول مدن طريق الحرير بآسيا الصغري حتي الصين.

وفي اطروحة الدكتورة رضوي يسري بعنوان "بدائع الخطوط العربية بقلعة صلاح الدين الأيوبي" واستعرضت الخطوط العربية في قلعة الجبل، المعروف بقلعة صلاح الدين، وتاريخ انشاء القلعة ومراحل تطورها، من العصور الأيوبية وما تلتها من عصور تاريخية مهمة أثرت في تطور قلعة الجبل والخطوط العربية والنقوش الكتابية علي المساجد والأبواب الموجودة في القلعة.

وفي اطروحة الدكتورة شيرين القباني بعنوان" التحف المعدنية المملوكية وفنون الخط العربي ـ دراسة منتقاة من متحف الفن الاسلامي" وشملت علي محورين الأول الأوضاع السياسية، وتاثير السياسة في الخط العربي، وظهور الخط الكوفي عقب انتقال عاصمة الخلافة الي الكوفة، وفي العصر الأيوبي ظهرت الكتابة بالخطوط اللينة مثل الخط الثلث والنسخ، واستعرضت اسماء الخطاطين في العصور المختلفة، الفاطمية والعباسية والأيوبية وغيرها، وفي المحور الثاني والذي اشتمل علي شرح خطوط التحف المعدنية، وبدء ظهور فن التكفيت، واستعرضت العديد من نماذج الفن الاسلامي، الموجودة علي المباخر وقمقم العطور والصواني وغيرها، والموجودة بمتحف الفن الاسلامي بالقاهرة.

وفي البحث المقدم من محمود الشاقعي غزالة حول "أثر فن الخط العربي في العمائر المسيحيةـ الكتابات في الكنيسة المعلقة نموذجا"، وذكر أن الفنون القبطية والمسيحية تأثرت بالخط العربي والزخارف الإسلامية، وايضا عرض التأثير المتبادل بين الفنين، وكتابة النصوص المسيحية بزخارف عربية تأخذ طابعا إسلاميا وصيغة مسيحية، وذكر تاريخ الكنيسة المعلقة وأنها من أكبر الكنائس في مصر، والمقامة علي بقايا حصن بابليون في القرن الثالث الميلادي، وعرج علي الترميمات التي جرت للكنيسة، بعد ذلك استعرض الكتابات والخطوط علي جدران الكنيسة المعلقة، والتي تتشابه الي حد كبير مع الكتابات الاسلامية.

أعقب الندوات العلمية افتتاح سوق أدوات الخط العربي بقصر الفنون بالأوبرا، ويضم ورق مقهر، أقلام بسط مصنعة يدويا، أحبار وألوان وأصباغ مصنعة من الطبيعة، أمشق وكتيبات علمية، ويشرف علي السوق هذه الدورة الخطاطين أحمد عادل محمد أمين، حسام السيد، ولاء مسعد محمد، بالإضافة لجمعية القلم.

كما أقيمت أول ورش ملتقي الخط العربي لهذه الدورة بعنوان " خط صغنن"، إشراف الفنان أنور الفوال، والورشة موجهه للأطفال، وتعد من أول الورش في مصر والعالم العربي التي توجه للأطفال في مجال الخط العربي، والتي شهدت اقبالا كبيرا من الأطفال