الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جولة السيسي المرتقبة غدا الاثنين ترفع بورصة العلاقات المصرية الأفريقية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تشهد بورصة العلاقات المصرية الأفريقية ارتفاعا ملحوظا في الوقت الحاضر كثمرة للزيارات التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للعديد من دول القارة السمراء ، وما تعكسه تلك الزيارات من اهتمام كبير توليه مصر لتنمية علاقاتها الأفريقية الثنائية في كافة المجالات والأولوية المتقدمة التي تحظي بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية خاصة فى إطار عضوية مصر الحالية بمجلسي الأمن الدولي والسلم والأمن الأفريقي.

وتؤكد زيارات السيسي المتعددة للدول الافريقية على العمق الاستراتيجي الأفريقي لمصر وحرصها على تعزيز علاقاتها مع جميع الأشقاء الأفارقة في مختلف المجالات إيمانا منها بوحدة الهدف والمصير المشترك وحرصا على تكثيف التواصل والتنسيق بينها وتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية بينها ودول القارة وبحث القضايا المشتركة التي تهتم بها وعرض رؤيتها لمستقبل القارة والتعامل مع الأزمات والتحديات التي تواجهها وسبل التغلب عليها.

وفي إطار ذلك .. يبدأ الرئيس السيسي غدا الاثنين جولة إفريقية جديدة يزور خلالها 4 دول هي تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد والالتقاء مع قادتها ؛ لبحث تدعيم التعاون بين مصر وهذه الدول على كافة الأصعدة وخاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري ، حيث من المتوقع أن يتصدر الملف الاقتصادي مباحثات قمة الرئيس مع رؤساء تلك الدول.

وتكمن أهمية اللقاءات مع زعماء وقادة ورؤساء دول القارة السمراء في العمل على تنشيط الاقتصاد الأفريقي وحماية المعابر التجارية والموانئ البحرية وتحقيق العمق الاستراتيجي للبلاد ، وهي رؤية يدركها جيدا الرئيس السيسي بحكم إلمامه بقواعد ومقومات الأمن القومي المصري.

وتشهد العلاقات التجارية بين مصر والدول الأفريقية زيادة ملحوظة حيث بلغت في عام 2016 نحو 4.8 مليار دولار مقابل 4.5 مليار دولار في عام 2015 ، حيث كان للصادرات المصرية النصيب الأكبر في زيادة حجم التبادل التجاري بقيمة بلغت نحو 3.4 مليار دولار بينما بلغت قيمة الواردات 1.3 مليار دولار.

وفي هذا الإطار .. تم فتح 5 مكاتب تجارية جديدة في تنزانيا وغانا وأوغندا وجيبوتي وكوت ديفوار ، كما تم افتتاح أول مركز لوجستي بكينيا لتسهيل حركة التجارة ما بين مصر ودول شرق إفريقيا فيما يجري حاليًا دراسة إنشاء مركز لوجستي بغانا أو كوت ديفوار لتنمية العلاقات التجارية مع دول غرب أفريقيا وبلغ حجم استثمارات مصر في دول القارة أكثر من 8 مليارات دولار.

وقد شهدت بورصة العلاقات المصرية الأفريقية أدنى هبوط لها فى تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي ، وباتت اليوم القضايا الأفريقية من أهم الملفات التي تشغل السياسة الخارجية المصرية حيث تتمتع دول أفريقيا بأصوات لها وزن في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية بالإضافة إلى تأمين حدودها من الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وكانت أول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس السيسي بعد توليه رئاسة الجمهورية في عام 2013 إلى إثيوبيا للمشاركة في القمة الأفريقية التي عقدت في أديس أبابا وبعدها تتابعت زياراته للعديد من دول القارة ومن بينها السودان ، جنوب إفريقيا ، أوغندا ، ونيجيريا .. وبدا واضحا أن الرئيس السيسي يعمل على إعادة مصر لأحضان القارة السمراء مرة أخرى في محاولة لاستعادة دورها فيها.

وفي الختام .. يمكن القول إن الدائرة الأفريقية باتت تمثل حجر الزاوية في الدبلوماسية المصرية كما كانت منذ أكثر من خمسين عاما في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي أنشأ منظمة الوحدة الإفريقية منذ 53 عاما وساند جميع حركات التحرر في إفريقيا وجمع حوله كل القادة الأفارقة ، وامتدت مساعدات مصر لتلك الدول لتشمل المساعدات العسكرية حيث ساعدت العديد من الدول الإفريقية في بناء قواتها المسلحة وشاركت ضمن قوات حفظ السلام في مناطق التوتر في إفريقيا.