الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صعود الهضبة وهبوط السكك الحديدية


سيطر على أحاديث المصريين بمختلف شرائحهم المجتمعية هذا الاسبوع موضوعين رئيسيين، الموضوع الأول هو انهيار مرفق السكك الحديدية المصرية، وحادث التصادم الذي وقع على خط الإسكندرية وراح ضحيته 44 من المواطنين، بخلاف المصابين ، والموضوع الثاني على النقيض تمامًا وهو تأكيد الهضبة على تربعه على عرش الأغنية المصرية والعربية.

وما بين هذا وذاك، اختلفت الأحاديث، وفقًا لاختلاف الشرائح المجتمعية، فنجد أن الأغلبية العظمى من الشعب ركزت على موضوع حادث القطار، وزاد الموضوع سخونة هو تكرار عدد من الحوادث لمرفق السكك الحديدية في ذات الاسبوع، ما بين حريق بقطار، لتوقف حركة القطارات على خط آخر، وهو ما انعكس على اضطراب حركة القطارات بصفةٍ عامة في مصر.

وأصبح الشغل الشاغل لوسائل الإعلام المختلفة هو الحديث عن تلك الحوادث والأعطال، وبطبيعة الحال طفى على سطح الشاشات التليفزيونية سيل من خبراء الطرق والنقل والسكك الحديدية، طبعًا ليدلوا بدلوهم، كل خابور قصدي خبير يجود في آرائه ومقترحاته للنهوض بهذا المرفق الحيوي، بغض النظر عما إذا كان الموضوع يمت بصله إلى مجاله من عدمه، المهم يتكلم ويتحفنا بالأسباب والحلول المقترحة، وتركزت آرائهم على أهمية تطوير الإدارة وصولًا إلى أهمية الاستعانة بالإدارة الأجنبية، كانت فين آرائكم ديه منك له قبل كدة، قبل لما المركب تغرق، ولا جايين تصدعونا دلوقتي بكم الحلول الممكنة.

باختصار إحنا فشلة إداريًا، ومش فالحين غير في الكلام، إنما تنفيذ ومتابعة ماتلاقيش، ولو اشتغلنا أد ما بنتكلم مكنش ده حيبأة حالنا، وهبوط هذا المرفق شأنه شأن أي شيء آخر؛ سببه إهمالنا وسوء إدارتنا وضعف المصادر التمويلية، ولا يخلو الامر من جهل العاملين وعدم تأهيلهم.

وتخفيفًا لحدة المقال، ننتقل إلى موضوع آخر، فهو على النقيض تمامًا، وهو الموضوع الثاني الذي استحوذ على أحاديث نسبة لابأس بها من المواطنين مصريين وعرب خلال هذا الأسبوع أيضًا، وهو تأكيد الهضبة على تربعه على عرش الأغنية المصرية والعربية.

بصراحة أقف احترامًا للجهاز الإداري المصاحب للهضبة، فبالتأكيد له مستشارين، ومعاونين، همهم الأوحد الحفاظ على استمرارية هذا الكيان، الذي أراه نموذجًا للنجاح بكل ما يحمله من معانٍ، استطاع أن يحافظ على عرشه دون أن يهتز ولو للحظات.

وعلى عكس آراء الكثيرين الذين هاجموه نتيجة تناثر أخباره الشخصية، ومفادها ارتباطه بأحد الفنانات، فأنا أرى أن مثل هذه الأخبار استطاعت أن تؤكد تربعه على عرش الأغنية المصرية والعربية معًا، وذلك بغض النظر عما إذا كنت مؤيدة أم معارضة لهذا السلوك، فهو سلوك شخصي من الدرجة الاولى، لا دخل لأحد فيه، وإن كنت أشك في أنها قد تكون أحداث مصطنعة لتأكيد نجوميته ليس إلا، وتحقيق شهرة أكبر للطرف الآخر، فتحية مني لذكاء الهضبة وإخلاص جهازه الإداري المعاون، وحرص الجميع وتفانيهم في الحفاظ على استمرارية نجومية الهضبة، فالجميع يعلم أن الحفاظ على المركز الأول أشد صعوبة من الوصول إليه.

فحقًا تجربة الهضبة في الوصول إلى النجومية والحفاظ عليها، أرى أنه على الكثيرين الاقتداء بها، سواء في الالتزام أو المثابرة وصولًا إلى الإصرار في الحفاظ على الريادة، جايز نصل إلى قمة هضبة النجاح بدلًا من تهديدات السقوط من فوقها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط