الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من دار مصر لسكن مصر .. يا قلب احزن


هذا الأسبوع فتحت فروع بنك الإسكان والتعمير باب سحب كراسات الشروط للحجز فى مشروع "سكن مصر" أحدث مشروعات وزارة الإسكان فى 18 مدينة جديدة لتوفير مسكن فاخر لأبناء الطبقة المتوسطة بأقساط على خمس سنوات دون فوائد أو بقواعد التمويل العقارى على 15 عاما وربما عشرين.

تابع حاجزو المشروع وحداتهم السكنية فى مشروع دار مصر وهو لمن لايعرف واحد من مشروعات الوزارة المخصص أيضا للطبقة المتوسطة وتم فتح باب الحجز فى نهاية عام 2014 وأعلنت الوزارة حينئذ عن أن التسليم سيكون من خلال عام ونصف من إجراء القرعة أى فى يولية من العام الماضي.

نفس الشروط التى طرحت فى مشروع دار مصر هى ذاتها فى مشروع سكن مصر، الفرق فى سعر المتر الذى تراوح بين 3900 جنيه و4200 فى مدينة مثل القاهرة الجديدة ،وهى الأعلى سعرا بين مختلف المدن فى محافظات الجمهورية، أصبح سعر المتر فى سكن مصر يزيد على 4700 جنيه وحتى خمسة آلاف خلاف الصيانة ورسوم مجلس الأمناء والتميز فى الأدوار المتكررة.

جميل ما تفعله الوزارة فى العمل على توفير مسكن ملائم لأبناء الطبقة المتوسطة ومحاولتها وقف توغل شركات القطاع الخاص وشبه الحكومية التى وصل سعر المتر فى إحداها إلى حوالى 12 الف جنيه.

والسؤال الآن هل سيواجه حاجزو سكن مصر ما يواجهه حاليا أقرانهم حاجزو دار مصر..هؤلاء الذين مازالوا ينتظرون منذ أكثر من عام استلام وحداتهم كما وعدتهم الوزارة، بعضهم يدبر الأقساط الربع سنوية من لحمه الحي، وآخرون لجأوا إلى الإيجار الجديد على أساس أنه عام ونصف ويعدى ولكنهم فوجئوا بالاستمرار فى الإيجار الجديد أو المفروش وأصبحوا مطالبين بالاقساط والايجار الشهرى لفترات زمنية زادت عما كان يخططون له.

أى زيارة لموقع دار مصر فى القاهرة الجديدة ستجد عمارات انتهت واتشطبت وأصبحت جاهزة لكن دون دعوة أصحابها لاستلام وحداتهم، وعمارات أخرى العمل فيها يسير بسرعة السلحفاة وعندما تسأل تكتشف أن شركات المقاولات التى حصلت على نصيبها فى المشروع من الباطن بعضها لم يكن على قدر المسئولية وأخرى تركت الجمل بما حمل بعد أن عجزت عن الوفاء بالتزامها فى العمل خاصة بعد تحرير صرف سعر الدولار وتبعاته.

أكثر من جبهة فتحتها وزارة الإسكان فى وقت واحد، سكن مصر، دار مصر، إسكان اجتماعي، عاصمة إدارية ناهيك عن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى الممتدة فى كل ربوع مصر.

وبمناسبة العاصمة الإدارية والتى نعلم جميعا مدى ضرورتها وأهميتها فى تحقيق نقلة نوعية فى تاريخ قاهرة المعز ولكن أليس غريبا أن تنتهى إنشاءات جميع الوحدات السكنية الفاخرة تسليم مفتاح دون أن تدعو الوزارة المواطنين لدفع جدية حجز واستكمالها لعشرين بالمائة من قيمة الوحدة عند الفوز بالقرعة ثم بعد ذلك اقساط كل ثلاثة أشهر على مدى عام ونصف حتى الآن.

أليس غريبا أن تفعل الوزارة ذلك فى عمارات العاصمة الإدارية التى بدأ العمل فيها بعد مشروع دار مصر بأكثر من عام وتحقق كل هذه الانجازات دون أن تجمع الاموال اللازمة لدفع العمل كما هو الحال مع مشروع دار مصر وسكن مصر.

الغريب أن الوزارة أعلنت أن بعض العمارات فى مشروع دار سكن مصر وصل فيها العمل إلى الدور الثاني، وكأنها تخرج لسانها إلى حاجزى دار مصر الذين وصلت المبالغ التى دفعوها حتى الآن إلى ما يزيد على 170 الف جنيه فى المتوسط حتى تاريخه.

وكما فعل الفوهرر هتلر بفتحة أكثر من جبهة فى وقت واحد، ولم يستطع أن يسد فى أى منها، فإن كل خوفى على الفوهرر مدبولى بعد كل هذه الجبهات التى فتحها فى توقيت واحد ايضا وقبل أن ينتهى من مشروع يدخل فى الآخر على أمل جمع أكبر قدر من الأموال لإنجاز إحداها والباقى ربنا عنده الفرج.

وأخشى أن يكون مصير من يفكر فى حجز سكن مصر هو أيضا مصير حاجزى دار مصر وفى النهاية يصبح شعار الحاجزين من دار مصر لسكن مصر.. ياقلب احزن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط