- الجابون ترأس حاليا الجماعة الاقتصادية لوسط أفريقيا
- تعاون مصري - جابوني مشترك في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب
- وضع رؤى مشتركة وتنسيق المواقف الثنائية لحل المشاكل التي تواجهها القارة الأفريقية
- مصر تقدم العديد من المنح الدراسية لطلاب الجابون بالأزهر الشريف في كافة فروع العلم والمعرفة
تحمل الجولة الإفريقية للرئيس عبد الفتاح السيسى والتى تستغرق 4 أيام يزور خلالها "تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد" العديد من الدلالات الإستراتيجية للسياسة المصرية على مختلف الأصعدة الأفريقية والإقليمية والدولية.
وتمثل الجولة ترجمة حقيقية لحركة السياسة الخارجية المصرية فى قارة أفريقيا، فى إطار انفتاح مصر على القارة وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها فى كافة المجالات وتكثيف التواصل والتنسيق مع دول إفريقيا، كأحد أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية.
وجاء فى تقرير للهيئة العامة للاستعلامات أن أهمية زيارة الرئيس السيسى للجابون تأتى بإعتبارها أول زيارة لرئيس مصري إلى الجابون منذ بداية العلاقات بين البلدين قبل ما يزيد عن أربعة عقود، وتحديدًا في عام 1975 عندما تم تبادل الدولتين للتمثيل الدبلوماسي ، وافتتاح السفارة المصرية في ليبرفيل، وذلك بعد عامين من قيام الرئيس الجابوني الراحل الحاج عمر بونجو بأول زيارة لمصر في ديسمبر عام 1973.
بصفة عامة يمكن القول إن التقارب المصري الجابوني واهتمام البلدين بتعميق أواصر العلاقات الثنائية بينهما ينبع من عدة عوامل أساسية، وهى: اعتبار الجابون لاعبًا رئيسيًا مستقرًا من الناحية السياسية في منطقة وسط افريقيا وهو ما يمثل أهمية استراتيجية لمصر في هذه المنطقة، كما أن هناك حاجة مصرية - جابونية مشتركة للتعاون في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب، ووضع رؤى مشتركة وتنسيق المواقف الثنائية لحل المشاكل التي تواجهها القارة الافريقية بصفة عامة ومنطقة وسط افريقيا بصورة خاصة.
كما أن توافر الموارد الطبيعية بالجابون وخاصة في المجالات التعدينية والبترولية والخشبية وغيرها يفتح آفاقًا للاستثمار بين الجانبين المصري والجابوني، فضلًا عن أن الجابون ترأس حاليا الجماعة الاقتصادية لوسط أفريقيا، وهو ما يعطيها أهمية اقتصادية إضافية.
ويعطي الحضور المصري في الجابون على مدار عقود العلاقات الأربعة والنصف الماضية، ولاسيما في المجالات الطبية والثقافية والتعليمية، زخمًا وأهمية خاصة لهذه العلاقات.
الرئيس بونجو فى القاهرة والزيارات المتبادلة
تطرق تقرير هيئة الاستعلامات لأبرز محطات الزيارات المتبادلة بين الجانبين والتى تأتى على رأسها زيارة رئيس الجابون "على بونجو" لمصر فى 18/2/2016 ولقاؤه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات بين مصر والجابون فى مختلف المجالات والقضايا الأفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما تم توقيع عدد من الاتفاقات الثنائية التي هدفت إلى إعطاء دفعة للعلاقات بين البلدين وتركزت بصفة رئيسية على المجالات التعليمية والصحية.
وعبر الرئيس السيسى خلال مباحثاته مع الرئيس الجابوني عن أن الزيارة أتاحت الفرصة لاستعراض مُجمل العلاقات الثنائية، ولاسيما في ظل الفرص الحقيقية للتعاون بين البلدين فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية لكى يرتقيا إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، وهو ما يتطلب تكثيف الجهود لزيادة معدلات التجارة البينية، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص فى البلدين، مشيرًا إلى أنهما أكدا كذلك على ضرورة تطوير التعاون فى قطاع الرعاية الصحية فى ضوء نجاح تجربة المستشفى "المصري- الجابونى"، ومؤكدًا في الوقت نفسه على أهمية التعاون فى مجالى الزراعة والثروة السمكية.
وفى 19/1/2016 قام النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الصحة والتضامن الاجتماعي الجابوني "بول بيوج مبا" بزيارة لمصر، استقبله خلالها وزير الخارجية المصري سامح شكري.
كما عقد بيوج مبا عددا من اللقاءات مع وزيري الصحة والتضامن الاجتماعي ومع كبار مسئولي وزارة الصحة والمجلس التصديري للدواء، بالإضافة إلى زيارته الميدانية لعدد من المستشفيات ومصانع الدواء وجولة بالمعالم الأثرية المصرية.
وفى 17/11/2015: قام وزير الخارجية الجابوني "إيمانويل نجونديه" بزيارة لمصر، استقبله خلالها وزير الخارجية المصري سامح شكري، وبحثا معا سبل التعاون بين البلدين والتطورات على الساحة الإقليمية والدولية، فضلًا عن تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
خلال الفترة من 21-23 يناير 2011 قام الرئيس الجابوني علي بونجو والسيدة قرينته بزيارة للقاهرة، وقد هدفت الزيارة إلي تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين، وقد رافق الرئيس الجابوني وزراء التعليم والصحة والاقتصاد.
مجالات واتفاقيات التعاون بين البلدين
فى المجال التعليمى والثقافى يوجد برتوكول تنفيذى لاتفاق التعاون الفنى والثقافى خلال الفترة بين 2016 – 2018 وقعه وزيرا خارجية البلدين.
هذا بالاضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين فى مجال التربية والتعليم الفنى وقعها وزير التربية والتعليم المصرى ووزير الخارجية الجابونى.
تقدم مصر العديد من المنح الدراسية لطلاب الجابون فى الأزهر الشريف فى كافة فروع العلم والمعرفة، كما تدعم الإذاعة الإسلامية فى الجابون بمواد إعلامية متميزة باللغة الفرنسية، وتزود المكتبة الاسلامية فى الجابون بكتب ومراجع إسلامية وأفلام مصرية عن الإسلام مترجمة إلى اللغة الفرنسية، وتقدم دورات تدريبية خاصة للدعاة الجابونيين.
كما أوفدت مصر 65 مدرسًا مصريًا إلى الجابون يتولون تدريس العلوم واللغة العربية. وقد شاركت مصر في 19 ابريل 2017 في وضع حجر الأساس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العاصمة الجابونية في ليبرفيل والتي تعد أول كنيسة قبطية في منطقة وسط افريقيا.
وأكد السفير المصري في كلمته على أن بناء الكنيسة يُعد رمزًا لوحدة عنصري الأمة مسلمين وأقباطا، وتأكيدا على مبدأ المواطنة والتصدي للإرهاب.
على صعيد التعاون الأمنى قدمت مصر دورات تدريبية فى مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة ومنع الصراعات وحفظ السلام لعدد من الكوادر الأمنية الجابونية.
مع كل ما سبق ، فمازال حجم التبادل التجارى بين البلدين دون مستوى العلاقات السياسية والثقافية والذى لا يتعدى عدة ملايين من الدولارات.
ومن أجل زيادة حجم التعاون الاقتصادى بين البلدين التقى الرئيس الجابوني خلال زيارته الأخيرة لمصر بممثلي الشركات المصرية وعدد من رجال الأعمال لمناقشة التعاون المشترك في مجالات الانشاءات والصناعات الغذائية.
وقد كان من أبرز نتائج الزيارة التوقيع على البروتوكول المعدل للتعاون بين الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية ووزارة الصحة الجابونية لإنشاء المستشفى المصرى الجابونى، الذى يعمل منذ عدة سنوات ويعمل به عدد كبير من الأطباء المصريين، وتقوم مصر أيضًا بتدريب الممرضات الجابونيات.
وتعتبر أبرز بنود الصادرات المصرية إلى الجابون أتوبيسات النقل العام والزجاج بأنواعه وجذوع النباتات والبويات وأدوات السباكة وأجهزة الطبخ والأجهزة الكهربائية والمونيوم والأثاث الخشبي وبيكربونات الكالسيوم، أما الواردات المصرية فتشمل المصنوعات من حديد أو صلب.