الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في شطا ... بقرة بنية فاقع لونها تسيء الناظرين ..!


شطا ... نتوء جغرافي محاصر بالمياه في الشمال المصري المطل على المتوسط تتواصل عبر مسارات محدبة مع مدينة دمياط ...

كسبت شهرتها من الصيد ... وأعيد ترديد اسمها من المشروع الرئاسي الجديد الذى اختارها كمدينة لصناعة الأثاث بجوار الطريق الإقليمي الرابط بين دمياط وجوارها من المحافظات .

بها عدة مصالح حكومية مهمة يضطر المراجعون للذهاب إليها والمعاناة في طوابيرها وكنت أحدهم بعد غياب عن الوطن دام لسنوات .

الإهمال الإداري الذى تمارسه الدولة العميقة بمحلياتها يراكم الفساد فوق كل منصاتها ليعلن تحديه لرؤية الرئيس في الوصول لوطن حضاري جميل .

والروتين الحكومي الذى يحاول تعويق العمل وتعقيد المواطنين ونشر الكراهية التي تخفف من مشاعر الانتماء يمارسها بكل مهارة موظف حكومي بليد وُجد لطعن الأمان الاجتماعي ويعيش كالديدان حول جيوب المواطنين ويعمل كالسوس على إهدار قوتهم وتضييع أوقاتهم .

ذهبت إلى شطا من أجل الحصول على بطاقة رقم قومي جديد فبالمدينة إدارة مختصة لذلك تعجل في عملها احتراما لأوقات المراجعين من المحافظة كما قيل لنا ..!

وبجوار مجمع المحاكم هناك أوقفت سيارتي ..

ومضيت إلى الإدارة المختصة لإنجاز مهمتي وأنا أسير بمحاذاة الرصيف ..

رأيتها بلا صاحب خلفها أو أمامها ... مشقوقة القدمين على طريق معبد لمرور السيارات وبلا إشارات تعبر الطريق وحدها لتحدث سيلا من التعليقات وواقعا عشوائيا من المعوقات وهي لا تهتدي إلى مسارها الصحيح كي تنجز حركتها فتفتح الطريق إذ يتعرج بها هواها خلف قضم حزمة خضراء من الأوراق بجزيرة تقاوم الإهمال والتصحر وتحاول أن تكون خضراء بوسط الطريق ...

وبعد فترة تعبر البقرة لتختفي خلف المساكن القريبة وأنا أرقب المشهد وأتساءل هل بهذه المدينة وحدة محلية تشرف عليها وتنظم شوارعها وتراعي تنسيقها ولا سيما ونحن حيال إدارات مهمة مزدحمة دائما بمراجعة المواطنين ...؟!!

هنا لا يمكن لك أن تحصل على جواب .. ويكفيك أن تعيش لتموت مخنوقا بحبال التساؤلات التي تلتف حول بعضها لتصبح في النهاية لأي مواطن مفكر مجرد مشنقة ..!

إنه العبث الذى يريد أن يُغرق الوطن ويحاصر جهود الرئيس الذى يعمل وحده في بيئة غائب قانونها فاسدة إداراتها التي تعيش بين نفس الأجواء والتشريعات والموظف الذى قامت في مواجهته ثورة تقول له كفى غير أنه لم يكتفِ وأصيب بمرض السعار فصار للإفساد في الوطن ساعيا ومدربا ومتجبرا وكأنه عدو لأرض تقله وسماء تظله وتاريخ يحمي ظهره وأمة عريقة يعيش بها وحولها .

وصلنا إلى الإدارة المختصة لاستخراج بطاقة الرقم القومي ... وكنا حيال الحادية عشرة صباحا قادمين من أطراف المحافظة المتاخمة لمحافظة الدقهلية بين طرق معوجة ومعوقات لا تنتهي عبر المطبات التي وضعها الأهالي على الطرقات العمومية فلا تسمح لنا بالانطلاق .

دخلنا من الباب وإذا بنا حيال اثنين من أمناء الشرطة يتهامسان وهم جلوس بجوار بعضهم فألقينا السلام عليهم واعتبرناهم غرفة الاستعلام لنطلب منهم التوجيه بشأن حاجتنا في استخراج بطاقه رقم قومي سريعة .

بعدما فرغوا من الهمس وما فيه من لوازم المداعبة والتسكع نظر أحدهم وكأنه ينظر إلينا من تحت صخرة على صدره ليقول تعال غدا من الثامنة والنصف صباحا إلى التاسعة والنصف صباحا .

فقلت ولما؟
ألسنا بوقت عمل طبيعي ..؟
ازداد امتعاضه وسكت ليكمل من بجواره قائلا
يتم توزيع 50 استمارة كل يوم صباحا فقط ..؟
قلت 50 استمارة لكل المراجعين من أنحاء محافظة كبيره كدمياط ..؟
قال نعم ..؟
قلت يعني لو جئت إليكم غدا من الثامنة ونصف صباحا وكنا 51 مراجعا والتزمت بالنظام ودوري في الصف وحصل الخمسون قبلي على الاستمارة سأرجع أيضا بلا إنجاز لمهمتي ..؟
قال طبعا ... دي تعليمات المدير ...!!
عدت إلى حيث أتيت ...
ولساني يردد ... يليق بحوارينا ... بقرة بنية فاقع لونها تسيء الناظرين .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط