الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطفى أبوزيد يكتب : تونس مابين مساواة المرأة وتغيير الدين

صدى البلد

بمناسبة العيد الوطنى للمرأة بتونس أطلق الرئيس التونسى العديد من التصريحات والتى أثارت عاصفة مدوية من الجدل، حيث أطلق بعض الإجراءات التى من شأنها أن تساوى بين الرجل والمرأة فى الميراث وكذلك حق زواج المرأة من غير المسلم وقد كلف رئيس الحكومة بإيجاد صيغة ملائمة لا تتعارض مع الدستور ولا مع الدين.

فإذا نظرنا إلى هاتين الدعوتين التى برر لهما الرئيس التونسى على أنهما من الأمور الواجبه للتطور الاجتماعى والحضارى للمرأة التونسية التى باتت تساهم فى الحياة مقارنة بالرجل بنسبة 45 % على حد قوله، فنجد أن تلك الإجراءات هى بالفعل تتعارض مع الثوابت الدينية للشريعة الإسلامية حيث أن الله عز وجل قد شرع لنا فى كتابه وفى محكم آياته ماهى الحالات التى تورث فيها المرأة مثل الرجل وتم تحديدها ولكن أن يتم المساواة فى المطلق بين الرجل والمرأة فهذا يعد تعديا على ماجاء فى الشريعة الإسلامية وتغييرا فى ثوابت العقيدة لقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم " تلك حدود الله فلا تعتدوها " صدق الله العظيم.

فلا يصح الاجتهاد مع وجود نص فى كتاب الله لانه بذلك لايعد الإ الغاء لتلك النصوص المنزلة من قبل رب العزة والتى أنزلها لترسى العدل والمساواة العادلة وحفظ الحقوق بين الناس واذا تعمقنا فى هذا الأمر نجد أن المرأة الأسلام كرمها واعطى لها الكثير من الحقوق الواجبة على الرجل من حق النفقة عليها والتزامه نحوها عند الزواج بدفع المهر التى تحتفظ فيه ويمكن أن تستثمره، أما الرجل فيأخذ من نصيبه لدفع كافة النفقات والتزاماته الواجبة وكذلك حدد الاسلام مواضع كثيرة تورث فيها المرأة مثل الرجل على سبيل المثال الاخوة للام فتورث مثلها كمثل أخواتها الرجال ولهذا فأن هذا الإجراء يدعو الى هدم جزء أصيل فى الشريعة الإسلامية .

واذا نظرنا الى الدعوة الأخرى الخاصة زواج المرأة المسلمة من غير المسلم فإن ظاهرها يدعو الى المساواة بين الرجل والمرأة فى حرية الأختيار فى الزواج ولكن فى الحقيقة هو هدم الى جزء أصيل أخر فى الشريعة اللإسلامية والذى هو فى الأساس يحمى المرأة ويكرمها ويحفظ حقوقها من الضياع والكل يعلم أن الزواج فى الشريعة الإسلامية قائم على المودة والرحمة والسكن وذلك لان الزوج المسلم وفقا لعقيدته مأمور بأن يحترم ويؤمن بالاديان السماوية والأنبياء والرسل والسماح للمرأة الغير مسلمة بأقامة شعائرها فهنا عنصر المودة والرحمة والسكن متوفرة للزوجة الغير المسلمة .

أما إذا تزوجت المسلمة بغير المسلم فهنا عنصر المودة والرحمة والسكن مفقود وذلك لعدم إيمان غير المسلم بالأديان السماوية الأخرى أو من الديانات السابقة والأنبياء والرسل الذين سبقوا دياناته وبذلك لن يكون هناك إحترام وتوقير وتوفير المساحة لإقامة شعائر دينها بكل إحترام وإريحية وحتى وإن لم يصرح بذلك أمام زوجته بذلك فإنها ستظل محاصرة نفسيا وسيكون هذا حاجزا كبيرا بينهما وستشعر بعدم الإحترام والتقدير لذاتها ولدينها ويعتبر الإحترام المتبادل هو العنصر الأساسى لإستمرار العلاقة الزوجية ولهذا حرم الله عز وجل زواج المسلمة من غير المسلم ولقد قال الله فى محكم أياته " سأصرف عن أياتى الذين يتكبرون فى الإرض بغير الحق وأن يروا كل أية لا يؤمنوا بها سبيل الرشد لايتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بأياتنا وكانوا عنها غافلين " صدق الله العظيم

ولذلك تلك الدعوات ليست فى صالح المرأة وحفظ حقوقها وكرامتها وإحترامها وإنما تنتقص منها وإلا فما كان الله عز وجل قد شرع الشرائع التى يسير عليها الناس وتكون لهم النور والمنهاج.