الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارات الرئيس الأفريقية لدعم الدور المصرى


مصر جزء لا يتجزأ من القارة السمراء , ومن يعى ويعلم تاريخيا أن مصر كانت لها اليد الطولى فى القارة الإفريقية من خلال إحتضان كافة الدول من دعم حركات التحرر والإستقلال فكانت القاهرة منبر الحرية والنور الذى يضيء لكافة الدول الإفريقية الطريق فى نيل حريتهم وإستقلالهم عن الاستعمار الذى كان ينهب خيرات وثروات الدول الإفريقية.

 وهنا فى تلك الفترة إبّان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت مصر هى قائدة القارة الإفريقية بأسرها نظرا للعلاقات القوية والمتينة التى كانت مصر تحافظ عليها مع باقى دول القارة من خلال إمدادهم كافة أنواع الدعم اللوجيستى والعلمى.

ولكن بدأت تلك القيادة فى التراجع فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وذلك لإنشغال مصر فى ذلك الوقت فى حربها مع إسرائيل وما تلا ذلك بعد حرب اكتوبر المجيدة وتوجهت مصر نحو التنمية والاستثمار والبناء بعد أن أنهكتها الحروب واستنزاف الكثير من موارد الدولة الذى كان موجها للمجهود الحربى على حساب باقى قطاعات الدولة وهو ماجعل مصر تتراجع قليلا على الإهتمام بمتابعة دورها القيادى مع الدول الإفريقية.

ولكن التراجع الحقيقى وبشكل واسع حدث فى حكم الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك حيث كان الإهتمام الأكبر هو تقوية العلاقات مع الدول الكبرى إقتصاديا وصناعيا وذلك للمصالح السياسية والتى كان يعتمدعليها فى عمليات إستيراد المنتجات والسلع وذلك مع مستحدثات تغيير الأنماط الإستهلاكية للشعب المصرى مع التطور الهائل فى التكنولوجيا فى العقود الماضية على حساب الأهتمام بمتابعة تقوية العلاقات مع الدول الإفريقية حتى لا يتضاءل الدور المصرى الريادى فى تلك الدول.

ولهذا التراجع كان له آثاره الجلية بعد أحداث 25 يناير وما تلاها خلال السنة التى تولى فيها جماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر من أعمال عنف فى البلاد وانشغال مصر وانحسارها داخليا جعلت بعض الدول الإفريقية تقدم على القيام ببعض التحركات التى من شأنها الإضرار بحقوق مصر التاريخية فى ملف المياه , والذى يعد من مقتضيات الأمن القومى المصرى حيث قامت بعض الدول بإنشاء سدود تضر بحصة مصر من المياه فى نهر النيل الذى يعد الشريان الأساسى للقارة الإفريقية بأكملها ومن هنا بدأ شكل آخر فى العلاقات بين مصر وباقى الدول الإفريقية.

وعندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية قيادة البلاد فى ظروف عصيبة من عمر الوطن كان يعلم أنه لابد من رجوع مصر لدورها الريادى والقيادى فى القارة الإفريقية ولذلك يقوم الرئيس السيسى بمجهود كبير فى تكثيف الزيارات الإفريقية لتدعيم وتقوية العلاقات التى تدهورت فى الفترة الأخيرة ففى خلال السنوات الثلاث الماضية قام الرئيس بالعديد من الجولات فى العديد من الدول من بينها أثيويبا وإرتيريا والصومال وجيبوتى والودان وجنوب السودان كما قامت مصر بإستقبال العديد من رؤساء الدول الافريقية من خلال التطلع للتعاون الاقتصادى والصناعى بين مصر والدول الإفريقية.

وكانت تلك التحركات لها أكبر الأثر فى رجوع مصر لعضوية الإتحاد الإفريقى بعد تعليق عضويتها , وكذلك ظهرت ثمار عودة العلاقات مع الدول الإفريقية فى دعم تمثيل مصر فى مجلس الأمن بعضوية غير دائمة وعضوية مصر فى مجلس الأمن والسلم الإفريقى ورئاسة مصر للجنة تغير المناخ فى الإتحاد الإفريقى , كما دعمت الدول الإفريقية ترشيح مصر للسفيرة مشيرة خطاب كممثلة للقارة الإفريقية لرئاسة منظمة اليونيسكو كما تعمل مصر من خلال رسم ملامح جديدة فى السياسة الخارجية مع الدول الإفريقية والتى تهدف الى كسب الجميع بما يحقق مصالح مصر المشتركة مع تلك الدول.

ولهذا نجد الرئيس السيسي لا يدخر الوقت والمجهود فى سبيل بناء علاقات قوية ومتينة من أجل تحقيق المصالح المصرية والتى تحافظ على استمرار الدور المصرى الفاعل فى جميع الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال التعاون فى مجالات التنمية الإقتصادية والتعليمية والمساعدات الطبية والغذائية ولهذا تعد تلك الزيارات المكوكية للرئيس السيسى إنجازا كبيرا فى تدعيم العلاقات المصرية الإفريقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط