الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"زلة لسان" توقع بالزوج المخادع ..الزوجة:"عيّشنى فى الفقر 25 عامًا واكتشفت إنه من الأثرياء"

صدى البلد

تنهى"فاطمة" التى تستعد لاستقبال عامها الخمسين أعمالها المنزلية سريعا، ثم تلتقط ملابسها البالية وخمارها الحريرى الذى لا يخلو من الرقع وكومة من أوراق تقاوم الفناء، وتنطلق بعد إلقاء مجموعة من الوصايا على ابنتها الصغرى إلى محكمة استئناف الأسرة بالقاهرة الجديدة، لتلحق بجلسة التحقيق فى الطعن المقدم من زوجها على حكم إلزامه بدفع نفقة عدة ومتعة لها ومؤخر صداقها، وبعد معافرة مع الزحام تسقط الزوجة الخمسينية بجسدها الهزيل على مقعد بأقصى مكان بقاعة الجلسات فى انتظار بدء جلسة التحقيق.

تقول الزوجة فى البداية:"تزوجته كى أهرب من السجن الذى بناه والدى ووضعنى فيه أنا وأخواتى، فقد كان رجلا متشددا وقاسيا، يحرم كل شىء ويرى أن البنت مكانها فى النهاية بيت زوجها، ولايحق لها أن تحلم وتسعى لتحقيق حلمها، وكنت أظن أن هذة الزيجة ستضمن لى أن أكمل تعليمى الذى رفض أبى أن أواصله، فقد كنت أطمح فى الإلتحاق بكليه التجارة، بحيث يصبح لى مصدر دخل ولى شأن، ولذلك لم أبال بـالـ 11 عاما التى كانت تفصلنى عن زوجى أو عمله كترزى بسيط، لم يحظ بقدر كاف من التعليم، ولكن يبدو أن كل حساباتى كانت خاطئة، فبعد الزواج لم يف زوجى بعهده الذى قطعه على نفسه من قبل ورفض أن استكمل دراستى بدعوى أن البيت بحاجة لتفرغى وأن الدراسة ستعطلنى عن أداء مهامى كزوجة، وأيده والدى فى قراره".

تنتزع الزوجة من شفتيها الجافتين ابتسامة حزينة وهى تواصل روايتها:" تخليت عن حلم الإلتحاق بالجامعة وتفرغت للبيت ولإنجاب الأطفال تنفيذا لأوامر زوجى الذى لم يكن يكف عن الالحاح عن إنجاب مزيد من الأولاد رغم ماكان يدعيه من ضيق حاله وقله ماله وعدم قدرته على الإنفاق حتى وصل عددهم خمسة، الأغرب أنه لم يكن يسمح لى خلال السنوات الطويلة التى عشتها معه أن أقترب من محل عمله وعندما حاولت فعلها ذات مرة كان التوبيخ والطرد والضرب أمام العاملين جزائى، ومن وقتها لم تطأ قدمى عتبه دكانه الصغير، ولم أعد اسأله عن أى شأن يخصه، وبت اتحصل على بضعة الجنيهات التى يلقيها إلى فى نهاية كل شهر وأدبربها نفقات البيت وأنا صامتة، حتى بدأت تتناثر الأقاويل فى حينا الفقيرعن امتلاكه مشغل كبير وشقة تمليك بأحد الأحياء الراقيه منذ سنوات".

وبصوت هادئ تكمل الزوجة:"فى البداية لم أصدق أحاديث الناس وحكاياتهم عن زوجى وثرائه، فكيف لى أنا أصدقهم وأنا أرتب له ملابسه الممزقة واقترض حتى أكمل ماتبقى من الشهر، لكن بعد زلة لسان صبيه بشأن مايثار حول معلمه بدأت الشكوك تراودنى، ولأقطع الشك باليقين قررت أن اراقبه، وبالفعل استطعت معرفة مكان المشغل والشقة وذهبت إليه، وهناك رأيت رجل أخر غير الذى أعرف، رجل يرتدى ملابس فاخرة وشعره مصفف بعناية، وعندما رأنى حاول التهرب منى لكنى حاصرته فاعترف بملكيته لتلك الأشياء وتشاجر معنى، وأثناء شجارنا فوجئت بسيدة تلطخ وجهها بمساحيق تتصدى لى وتقول أنها زوجته وتعتدى على هى ومجموعة من النسوة بالسب والضرب، وعلمت فيما بعد أنها صاحبة العقار، وأنها امرأة معروف عنها سوء السمعة وسبق لها الزواج أكثر من مرة".

تنهى الزوجة روايتها معجلة فقد حان موعد جلسة التحقيق فى قضيتها:"وليعاقبنى زوجى على فضحى له وكشف حقيقته، ويجبرنى على طلب الطلاق دون أن يدفع لى مليما من حقوقى المالية والشرعية، كف عن الإنفاق على ودفع 40 جنيها قيمة إيجار البيت، فلجأت إلى محكمة الأسرة وأقمت ضده دعوى نفقة زوجية، وأثناء تداول الجلسات مثل زوجى وأقر أمام المحكمة أنه طلقنى غيابيا منذ فترة، فطالبته بأداء نفقة عدتى ومتعتى وبالفعل صدرحكما لصالحى، وبعدها طالبته بدفع مؤخر صداقى، وبعد الزامه بدفع 2000 جنيه لى كمؤخر استأنف تلك الأحكام".