الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التوازن بين التفكير والمشاعر


كثيرًا ما نتقابل مع أشخاص تسيطر عليهم مشاعرهم بشدة، وأحيانا نكون نحن من تغلب عليهم المشاعر على تحكيم وإعمال المنطق فى شئوننا، ونجد أن الحجج العقلانية والحديث المنطقى لا يجد الى عقولهم سبيلًا، فهؤلاء الأشخاص ممن نطلق عليهم عاطفين، يأخذون قراراتهم بناء على مشاعرهم الداخلية، حيث المشاعر هى المحرك الأساسى لعلاقاتهم بالآخرين وأيضًا رؤيتهم للأمور ومجريات الحياة حولهم، فهم يثمنون الأشخاص والموضوعات وفقًا لمشاعرهم وما يحسون به فى اللحظة.

ويجدون صعوبة بل يرفضون حل أى مشكلة من خلال التحليل الموضوعى اعتمادًا على الاستدلال المنطقى أو إعمال للعقل، بل كثيرًا ما يبغضون الأشخاص الذين يحللون الموضوعات بالمنطق ولغة العقل.

ونجد أن هؤلاء الأشخاص يفتخرون بأنهم أشخاص عاطفيين يعتمدون على لغة المشاعر فى تحليلهم للمواقف والأحداث من حولهم.

ونجد أن هؤلاء الأشخاص يصنفون فى علم النفس بأنهم أشخاص معتمدون بشكل أساسى على شخص يقدم لهم قدرا كبيرًا من الاهتمام والرعاية والأمان والحماية، وغالبًا ما تكون الأم.

وعلى الجانب الآخر نجد أن هناك أشخاصا تتحكم فيهم مشاعرهم الداخلية بدرجة قوية فنجد قلوبهم تمتلئ بالكراهية والأنانية والحسد والغيرة والعدائية للآخرين، بل والاعتداء على الآخرين وحريتهم الشخصية أو تشويههم بناء على شعورهم الداخلى العدوانى بل ويشعرون بلذة أثناء ذلك والنجاح مع الأشخاص العاطفيين يتطلب توفير قدر من العلاقة الآمنة، فلابد أن يقدم لهم المساعدة شخص نجح فى تطوير كل من تفكيره وشعوره بنفس القدر من النجاح ويمكنه أن يستخدمهما معًا.

وهناك على الجانب الآخر الأشخاص العقلانيين، الذين يعتمدون على تحليل كل المواقف والأحداث ومجريات الأمور الحياتية وفقًا للمنطق والاستدلال العقلى، ونجد أن هؤلاء الأشخاص يرفضون كل ما يأتى من ناحية مشاعرهم أو قلوبهم، فهم لا يثقون بمشاعرهم الخاصة، ولا يتفهمون أو يتواصلون مع مشاعرهم أو مشاعر الأشخاص الآخرين، بل ينظرون الى المواقف بما يطلق عليه العقل البارد، وغالبًا ما نجدهم يتفاخرون ويتباهون بقدراتهم العقلية وذكائهم ويتعبرونها موهبة خاصة.

وغالبا ما نجد أن هؤلاء الأشخاص العقلانيين اكتسبوا معارفهم وخبراتهم من التصاقهم وارتباطهم بالأب وتأثروا به تأثرًا كبيرًا، خاصة لأنه يبدو كان يعرف كل شيء، ويستطيع تحليل الأمور والمواقف بالحجة والمنطق والرهان، وأن العالم نتحكم فيه بالعقل والمنطق، وهو ما رسخ مفهوم أهمية التحليل والمنطق لدى هؤلاء الأشخاص، بل وجعل لديهم خوفًا من مشاعرهم، حتى قرروا الاعتماد على العقل للسيطرة عليها وعدم الاعتماد على المشاعر فى تعاملهم مع أحداث الحياة.

ويحتاج الأشخاص العقلانيين، على الرغم من نجاحهم فى حياتهم العملية والعلمية، الا انهم يحتاجون الى أحد الأشخاص الموثوق بهم، ولديه تطور وقدرة على استخدام التفكير والشعور بنفس القدر من النجاح، ويحاول أن يساعده على حرية التعبير عن المشاعر بدون الإحساس بالخوف او النقد، شخص يعطيه الفرصة لاكتساب خبرة وأن القدرة على التعبير تجعل هؤلاء الاشخاص أكثر ثراء وجديرين بالحب وتثرى حياتهم وتضفى عليها طابع التنوع وتعدد الجوانب.

وعلى البشر لكى يشعروا بالتوازن النفسي فى حياتهم، عليهم بخلق نوع من التوازن لإكساب جهازهم العصبي القدرة على التوازن والتحكم فى التفكير والشعور ومردود ذلك على تصرفاتهم الحياتية وتعاملهم مع المحيطين بهم، وللحديث بقية..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط