الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجة فى دعوى طلاق: زوجى كاد يقتل ابنه بسبب قطعة «حشيش»

صورة آرشيفية
صورة آرشيفية

صوت حاد يتردد فى أرجاء القاعة الكئيبة، فيجذب إليه أبصار الجالسين فوق المقاعد الخشبية المصفوفة بعناية على الجانبين، ويبسط أيادى الصمت على وجوههم العابسة "هدوء.. الجلسة هتبدأ يا حضرات"، بجانب كرسى الحاجب صاحب الملامح القاسية والشعر الأسود المجعد، جلست "آية"، صاحبة الـ24 ربيعا، برفقة والدها وصغيرها الذى كان يقاوم النعاس خشية إثارة غضب أمه، تنتظر إعلان بدء جلسة دعوى الطلاق للضرر التى أقامتها ضد زوجها الموظف بسبب ضربه وإهانته لها، كانت الزوجة العشرينية ذات الوجه الخمرى والملامح الطفولية التى قد تخدعك عند تحديد عمرها الحقيقى، ترتدى عباءة سوداء فضفاضة مرصعة بأحجار ذهبية، تخفى وراءها جسما ممتلئا، وحجابا لونه باهت.

تقول الزوجة الشابة فى مستهل روايتها: "تزوجته بعد قصة حب دامت لأكثر من 3 سنوات وعشنا معا فى البداية حياة مستقرة وهادئة، لكنها لم تدم طويلا، وسرعان ما تحولت تلك الحياة إلى كابوس وتبدل حال زوجى بعد إنجابى لابنى "آدم"، فلم يعد ذلك الرجل طيب القلب وصاحب العقل المتزن، وصار شخصا آخر غريب الأطوار، يسدد اللكمات والصفعات إلى وجهى بسبب وبدون بسبب ويسبنى على غير عادته، ثم يعود ويلقى على مسامعى كلمات العشق ويطلب منى المغفرة، ويخفى ماله عنى، ويرفض أن يبدل ملابسه فى حضرتى، وأحيانا كان يفضل أن ينام بها حتى لا أعلم ما تحويه جيوبه من أموال، وإذا ابتاع قطعة جديدة من الملابس يخبئها فى مكان المهم ألا أراها".

تواصل الزوجة روايتها بنبرة مجروحة: "وياليته اكتفى بذلك، بل بات يخضعنى إلى تفتيش صارم عندى عودتى من زيارة أهلى، وإذا وجد فى حقيبتى مالًا يستولى عليه فى الحال، ولايحق لى الاعتراض، وإذا تفوهت بكلمة يكون جزائى الضرب، ورغم ذلك تحملت خوفا على مستقبل الصغير الذى لا ذنب له سوى أننى أسأت اختيار والده، لكن ما لم أطيقه هو تعاطيه للحشيش فى حضرة الصغير الذى كاد يفقد حياته بسبب استهتار والده، ففى إحدى المرات استطاع ابنى أن يصل إلى قطعة من مخدر أبيه الذى يخزنه بالبيت وكاد يبتلعها، لولا عناية الله وإنقاذى له فى آخر لحظة، لكان جسده سجينا لأحد القبور الآن، حينها قررت أن أترك زوجى وأضع حدا لمعاناتى معه، وعدت بالفعل إلى بيت أهلى".

ينفجر الصغير فى البكاء فتحاول تحاول الزوجة إسكاته والسيطرة عليه وهى تنهى روايتها: "حاول زوجى بعدها أن يعيدنى إلى البيت، وتعهد بالكف عن الإساءة إلى وإهانتى وضربى والاستيلاء على أموالى والإنفاق على، وأقسم أنه لن يتعاطى أى مخدر مرة أخرى، لكنى لم أصدقه، فكثيرا ما وعدنى بالصلاح لكنه لم يف بأى من عهوده، وأصريت على الطلاق، فلم أعد أمتلك طاقة لإعادة المحاولة معه من جديد، وليضغط على كى أتراجع عن رغبتى فى الانفصال عنه، حاول خطف ابنى لكن محاولته باءت بالفشل، وبعدما يئست من إنهاء هذا النزاع بشكل ودى، لجأت إلى محكمة الأسرة بمصر الجديدة طالبة تطليقى منه للضرر".