الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 72 عامًا.. العثور على حطام السفينة الحربية الأمريكية "إنديانابوليس"

صدى البلد

سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، اليوم الأحد، الضوء على نبأ العثور على حطام سفينة البحرية الأمريكية (إنديانابوليس) التي أغرقتها غواصة يابانية قبل نحو 72 عاما.

وذكرت الصحيفة أن السفينة، التي ابتلعتها المياه بعد 12 دقيقة من إصابة طوربيدين لها، فتحت أبواب الجدل وكُتب عنها عشرات من الكتب وظل موقع اختفائها لغزا حتى أمس السبت، عندما أعلن فريق يقوده بول جي. ألين الملياردير والمؤسس المشارك لـ (ميكروسوفت) العثور على حطام السفينة على عمق 18 ألف قدم في بحر الفلبين في اكتشاف ينكأ الجرح الذي خلفته أسوأ كارثة في تاريخ البحرية الأمريكية.

ونشرت حملة البحث التي يقودها ألين صورا لحطام السفينة في قاع البحر، من ضمنها صورة تتضمن جزءا من هيكل السفينة يحمل الرقم 35 وهو دليل لـ22 ناجيا من حادث السفينة ممن لا يزالون على قيد الحياة، على أن السفينة التي قفزوا منها في الساعات الأولى من يوم 30 يوليو 1945 قد عُثر عليها أخيرا.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاكتشاف سيعيد إحياء الاهتمام بحادث السفينة ومحنة الناجين والمُحاكمة العسكرية المثيرة للجدل لقائد السفينة الكابتن تشارلز ماكافي. وكان نحو 400 بحار من 1196 بحارا قتلوا في بداية الهجوم على السفينة لكن هؤلاء الذين قفزوا منها قضوا خمسة أيام في مياه مليئة بأسماك القرش قبل أن يتم إنقاذ 316 منهم فقط بعد أن لمحهم طيار صدفة.

وقبيل إغراقها، كانت السفينة المنكوبة قد أكملت لتوها مهمة شديدة السرية حيث شحنت أجزاءً من القنبلة الذرية المعروفة اختصارا بـ "الفتى الصغير"، التي أسقطت فيما بعد على هيروشيما، من سان فرانسيسكو إلى جزيرة تينيان في غرب المحيط الهادئ. وكانت قوات التحالف تُضيق الخناق على اليابان عندما أمرت السفينة (إنديانابوليس) بالإبحار إلى ليت في الفلبين للاستعداد للهجوم.

لكن غواصة يابانية رصدت السفينة التي كانت تبحر تحت جُنْح الليل، وأطلقت عليها ستة طوربيدات أصاب اثنان منها السفينة الأمريكية التي غرقت في بضع دقائق.

وقال أحد الناجين قبل وفاته في عام 2005: "لقد كنا نسمع الصراخ خاصة في وقت متأخر قبل الغروب.. لقد اشتدت هجمات أسماك القرش في ذلك الوقت مقارنة بالصباح.. كان يسود السكون ثم تسمع فجأة شخصا يصرخ فحينها تعلم أن سمكة قرش هاجمته".

وأضافت الصحيفة أن محطة البحرية التي كانت السفينة تبحر إليها لم تلحظ تأخرها ولم ترسل إنذارا بالبحث عنها؛ ولهذا حلقت الطائرات دون أن تلحظ شيئا، غير أن قائد طائرة قاذفة لمح تسربا نفطيا من السفينة الغارقة وهبط بقاذفته لتحري الأمر وبعدها بدأت عملية الإنقاذ وبدأت سفينة تابعة للبحرية في إنقاذ الناجين. وظلت المأساة كابوسا يطارد الناجين طوال عمرهم.

وواجه قائد السفينة الكابتن ماكفاي مأساة من نوع مختلف، حيث أدانته محكمة عسكرية بالفشل في الإبحار بالسفينة في خط متعرج كإجراء احترازي ليبطل عمل الغواصة اليابانية.

وكانت المفارقة أن شهد قائد الغواصة اليابانية في محاكمة أنه حتى لو كان قائد السفينة الأمريكية المنكوبة "إنديانابوليس" اتخذ مسارا متعرجا لما كان سينجو بسفينته من الطوربيدات. وبعد زمن طويل، برأت البحرية الأمريكية الكابتن ماكفاي في عام 2001 بعد عقود من حملة قادها أنصاره من ضمنهم بعض الناجين من المأساة ولكنه وللأسف جاءت هذه التبرئة متأخرة للغاية حيث كان قد انتحر في عام 1968.