الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة الإسرائيلية الأفريقية.. قراءة مستقبلية


منذ إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي في يوليو عام 2016 أثناء زيارته لبعض دول القارة الأفريقية عن القمة الإسرائيلية الأفريقية في أكتوبر 2017 في دولة توجو والحديث مستمر بين الأفارقة وبالتحديد النخبة عن العلاقات الإسرائيلية الأفريقية وكيفية تطوير تلك العلاقات مع الكيان الصهيوني ، والحقيقة الموضوعية بغض النظر عن رأيي في تلك المسألة فإن الكيان الصهيوني قد نجح منذ نشأته الاستيطانية عام 1948 في احتواء القارة الأفريقية من خلال أهداف واضحة وتعاون واضح مع الولايات المتحدة الأمريكية في وضع أسس النجاح لتلك العلاقات التي بدأت قبل نشأة الكيان الصهيوني وبالتحديد منذ عام 1903 ، وتغلغلت اسرائيل في عمق القارة وأنشأت سفارات في معظم دول القارة لرعاية المصالح المشتركة.

وتلعب إسرائيل علي وتر التوافق العقدي بينها وبين بعض المجموعات الإثنية في القارة وخاصة في إثيوبيا متمثلة في جماعة الأمهرا التي تصنف نفسها بأنها شعب الله المختار وكذلك الدنكا جنوب السودان علي أساس انحدارها من نسب يعقوب عليه السلام.

واعتمدت اسرائيل علي مداخل عسكرية لدعم دول القارة في مجال التدريب ودعم بعض الحركات المسلحة لتحقيق أغراضها والتدخل في جنوب السودان ودعمه منذ نشأة حركة أنيانيا حتي الانفصال عن الشمال يشهد علي ذلك ، وأيضا التمركز العسكري في شمال أوغندا يعطي للكيان الصهيوني فرصة للتواجد في الأحداث ومناطق المصالح المصيرية للدول العربية ، وأيضا في كينيا التي تعتبر قاعدة دبلوماسية واستخباراتية في القرن الأفريقي والشرق لمراقبة التحركات الإقليمية والدولية في تلك المنطقة الحيوية ، ثم كانت الجوانب الأخرى والتي منها الاقتصادية التي عمدت إلي دعمها من خلال المشاريع المشتركة والحصول علي امتيازات للبحث عن البترول والسيطرة عموما علي الصناعات الاستخراجية بالقارة إضافة إلي تدعيمها للعمل الانساني (اللاإنساني بالأساس) من خلال دعم مؤسسات المجتمع المدني الموالية لها والترويج للديمقراطية المزعومة كمنفذ لها في الإطار السياسي.

كل هذه المداخل دعمت من الحضور الإسرائيلي في أفريقيا في الماضي والحاضر والمستقبل بدرجة تجعلها تطلب والقصد هنا اسرائيل أن تحصل علي صفة العضو المراقب في الاتحاد الأفريقي.

وفي النهاية خطط الكيان الصهيوني منذ سنوات بعيدة لما نراه الآن علي الساحة الأفريقية وساعده الغياب المصري منذ رحيل عبدالناصر ، وتبقي القمة الإسرائيلية الأفريقية عنوانا ونتيجة لجهد استمر سنوات وسنوات وأيضا رسالة إلي دولنا العربية وخاصة مصر بأن إسرائيل الآن أصبحت أقوي من ذي قبل ، وهنا أشيد بتوجهات السياسة الخارجية المصرية ناحية القارة وحرصها علي التواجد والتحرك لإعادة الفاعلية والتأثير للعلاقات المصرية الأفريقية وخاصة في مناطق شرق القارة ودول حوض النيل والغرب الأفريقي لأن تلك المناطق تمثل بعدا أمنيا واستراتيجيا ومصيريا لمصالحنا مع القارة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط