الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

للمرة الأولى.. مجلة «تايم» الأمريكية تفضح قناة «الجزيرة».. شيطان قطر الإعلامي ونافذة إسرائيل الوحيدة على المنطقة.. خبراء إعلاميون يؤكدون: القناة القطرية تبث الفتنة وتفتقر للمصداقية

صدى البلد

  • القناة تستضيف الإرهابيين كنجوم السينما
  • مدير مكتب "الجزيرة" في فلسطين: إسرائيل كانت معزولة حتى تأسيس القناة

في يونيو 2015، ظهر زعيم تنظيم القاعدة في سوريا، أبو محمد الجولاني، في أول لقاء تليفزيوني له أذاعته قناة "الجزيرة" القطرية، جالسًا على كرسي خشبي مذهب أمام مذيع القناة "أحمد منصور"، ليروج لفكر التنظيم الإرهابي برعاية القناة القطرية.

تحت عنوان "هل ستنجو قناة الجزيرة من الأزمة الخليجية"، نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرًا مطولًا انتقدت فيه شبكة قنوات "الجزيرة" القطرية، وذلك للمرة الأولى، حيث أكدت أنها بمثابة "منارة" للفكر المتطرف والإرهابي وأنها عكفت على بث الفتن وترويع المشاهدين في الوطن العربي.

قالت "تايم" إن هذا اللقاء أثار ضجة واسعة، إذ قامت "الجزيرة" باستضافة الجولاني في أكبر دعاية للتنظيم الذي حظرته الولايات المتحدة الأمريكية، وظل زعيمه على قوائم الإرهاب حتى في الوقت الذي ظهر فيه على شاشات القناة القطرية، مشيرةً إلى أن القناة أثبتت وبحق أنها تروج للفكر المتطرف والخطاب الطائفي.

واستغربت المجلة الأمريكية من "الأريحية التامة" التي احتلت الحوار بين منصور والإرهابي الجولاني، واصفة الحدث بأنه "تمامًا كاستضافة نجم سينمائي شهير".

وأضافت المجلة أن تعنت "الجزيرة" وإصرارها على الترويج للإرهاب الفكر المتطرف واستضافة شيوخ الفتنة، ألقى بها في غمار الأزمة القطرية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي اندلعت في مطلع شهر يونيو الماضي بسبب سياسات الدوحة الداعمة للإرهاب.

وأشارت "تايم" إلى قائمة المطالب الـ13 التي أعلنتها المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات، والتي كان على رأسها إغلاق "الجزيرة"، لكن في المقابل لا تزال قطر رافضة لتلك المطالب على اعتبار أنه انتهاك لسيادتها المزعومة، بيد أن "الجزيرة" اكتسبت أهمية استراتيجية من خلال استضافة الإرهابيين والعناصر المتطرفة بشكل اعتيادي، في الوقت الذي لا يمكن أن تقدم أي وسيلة إعلامية على مستوى العالم، سواء أكانت غربية أو عربية، على اتباع هذا النهج، في ظل ما تعانيه الشعوب المختلفة من أزمات وكوارث بسبب الإرهاب.

كانت "الجزيرة" هي القناة الوحيدة التي أرسلت مصورًا صحفيًا إلى أفغانستان لتوثيق تدمير تماثيل بوذا الضخمة عام 2001، ناهيك عن أنها تمكنت من الحصول على أشرطة مشبوهة لزعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، يعلن فيها مسئوليته عن أحداث 11 سبتمبر، بيد أنها ظلت تذيع هذه التسجيلات بشكل حصري على مدار الفترة التي ظل فيها بن لادن مطاردًا.

وتزامنًا مع الحرب الأمريكية على حركة طالبان، عكفت "الجزيرة" أيضًا على توفير منصة للإرهاببين لبث سمومهم وأفكارهم المتطرفة وأكاذيبهم عن الأحداث التي تجري في المنطقة، كما أنها أطلقت صفة "الشهادة" على قتلى الحرب في العراق، لإعطاء صبغة دينية على المشهد، بدلًا من التعامل بشكل احترافي في تناول المواد الإخبارية.

وأوضحت "تايم" أن نقطة التحول الجذري في تاريخ القناة كانت ثورة 20 يوليو عندما أطاح الشعب برئيس جماعة الإخوان الإرهابية، المعزول محمد مرسي، الذي لم تتوان القناة القطرية عن دعمه طيلة فترة الانتخابات السابقة على توليه للرئاسة أو حتى الآن.

واستشهدت المجلة على هذا الأمر باستقالة نحو 30 موظفا من طاقم "الجزيرة" بسبب دعم مرسي والإخوان، موضحين في أسباب الاستقالة أن القناة تصر على سياسة التحيز وعدم الحياد، فيما أكد بعضهم أن "الجزيرة" لا تبث سوى أكاذيب.

في السياق نفسه، قالت "تايم" إن العديد من مشاهدي القناة الذين انبهروا سابقًا بمحتواها الإعلامي، فقدوا الآن الإيمان بها وبسياستها التحريرية، ونقلت عن الخبيرة الإعلامية بالجامعة الأمريكية، رشا عبد الله، قولها إن "الجزيرة فقدت الكثير من الاحتراف والمصداقية على مدار سنين عديدة، لقد أصبحت متحيزة بشكل كامل".

وقال مايكل وحيد حنا، وهو زميل بارز في مؤسسة القرن، وهي مؤسسة أبحاث في نيويورك، إن القناة "مارست دورًا غير مفيد من حيث السرد واللغة التي عززت الطائفية والمواقف المتشددة في المنطقة، الأمر الذي أشعل الفتن والنزاعات في مناطق عديدة، نسبة لتشجيع سرد الأخبار من الجزيرة".

كانت "الجزيرة" زعمت مؤخرًا أنها تلقت إخطارًا بإغلاق مكتبها في إسرائيل، وهو ما اعتبره مراقبون "تمثيلية فاشلة" لتعويض القناة القطرية خسائر المشاهدات الضخمة في الفترة الماضية، بيد أن القناة القطرية عكفت على توفير منصة "حصرية" للمسئولين الإسرائيليين في العالم العربي، وهو الأمر الذي أكده مقال نشره مدير مكتبها في فلسطين، وليد العمري، بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، والذي أثار جدلًا واسعًا في العالم العربي.

واعترف العمري، بأن القناة كانت بمثابة فرصة لإسرائيل لعرض وجهة نظرها أمام العالم العربي والإسلامي، وذلك طيلة سنوات عديدة، قائلًا إن "إسرائيل كانت دولة معزولة عن العالم إلى أن تم تأسيس الجزيرة".

وأكد أن الجزيرة أنقذت أناسا ودولا من تهم ونظريات ومؤامرات نسبت إليها بما في ذلك إسرائيل، مشددًا على أنه حتى ظهور قناة الجزيرة في العام 1996 لم ير معظم الجمهور العربي منذ ولادتهم إسرائيلي واحد على شاشة تلفاز، قبل أن تتيح لهم القناة القطرية ذلك.