سكان منطقة العسال بشبرا يصرخون: "طوروا المنطقة وسلمونا أوض أضيق وحمامات مشتركة.. والمقاولين بيسرقوا المشروع".. شاهد

شكا العديد من سكان منطقة العسال العشوائية بشبرا الخيمة من تدهور حالتهم المعيشية والأوضاع السكنية، خاصة بعد تطوير المنطقة الأمر الذي اعتبروه من سيئ لأسوأ، حيث تم هدم غرفهم وإنشاء مبان جديدة ولكن تخصيص غرفة واحدة لكل أسرة.

وتجولت عدسة "صدى البلد" داخل المنطقة لرصد أبرز مشكلاتهم ومطالبهم من المحافظة والمسؤولين، وإذ بنا ندخل المنطقة لنجد عددا من المسنين وكبار السن والشباب جالسين أمام منازلهم بعد التطوير، وعلامات الحزن واليأس تبدو على وجوههم في انتظار من يتحدث عن مطالبهم وينقل صوتهم للمسؤولين.

قال وليد أحمد أبو الوفا إن عملية التطوير لم تصب في مصلحته، قائلًا: "محدش بيعرف يطلع بمصلحة من ورا الحكومة"، لافتًا إلى وجود شروخ وترشيح للمياه في مباني المرحلة الثانية المستلمة منذ عدة أسابيع قليلة، مطالبًا باهتمام أكثر بالمنطقة فهو لم يلمس تغييرًا جديدا عما قبل سوى تضييق من مساحة الغرف في المباني الجديدة.

وأضاف بدر إبراهيم أنه استلم الغرف كما كانت من قبل ولم يلحظ بها سوى تجديد الحيطان، مؤكدًا أن عددًا كبيرًا استلم الغرف بمساحات أضيق مما كانت عليه.

وتابع حسنى علي أحد الأهالى الحديث عن تطوير المنطقة، قائلا: "حرام الفلوس اللي دفعتها الدولة على الكلام الفاضي ده، فلوس واترمت على الأرض، إحنا افتكرنا هيدونا شقق زي العشوائيات التانية، لكن ماستفدناش غير تكسير الشوارع وتضييق الغرف وضرب الصرف الصحي، ياريتهم كانوا سابوا المنطقة زي الأول".

واستكملت حرية عبد الفتاح المشاكل التي تعاني منها بعد التطوير، مؤكدة أن مشاكلها تتلخص في تضيق الغرفة، وتكسير السلم ما يصعب عليها الصعود والنزول، مطالبة المحافظ بتوفير شقة لها، فهم أسرة كبيرة مكونة من 7 أفراد لأن زوج ابنتها مريض غير قادر على العمل وهي التى تعول أسرة ابنتها بمعاش 800 جنيه في الشهر، معربة عن ضيق الحال أكثر بعد التطوير، وأن الغرفة لا تتسع لهم فمساحتها لا تتعدى 15 م2.

وأشار محمد أيمن إلى أن عملية التطوير استنزاف لمال الحكومة، قائلًا إن: "تطوير إيه يا باشا هو علشان الحمام بقى في كل غرفة ومابقاش شرك يبقى تطوير، طب دي معظم الحمامات بتسرب ومعمولة غلط ولا حياة لمن تنادي، ده غير أن الشوارع متكسرة وكل أهالي المنطقة بيعانوا من مشاكل بعد التطوير أكتر من قبل كده، ومفيش خدمات وماخدناش غير سوء معاملة وخدمة، لو شوفت منظر الأهالي طلعلي منهم واحد حاسس بتطوير أو مبسوط، جابولنا المرض بروايح طفح المجاري والنقر والحفر وسبنا المنطقة من 3 سنين علشان نستلمها بالمنظر ده".

وقال شوقي السيد، إنهم طالبوه بالخروج من منزله لعملية التطوير، مضيفا: "خرجوني بقالي 3 سنين ولسة ماطوروش وواخد شقة بره بدفع إيجار 1000 جنيه كل شهر".

وطالب المسؤولين بإنشاء عمارات بطوابق متعددة وتخصيص شقة لكل أسرة  بدلا من غرفة بعد التطوير، مؤكدا: "بعد ما بيطوروا بيدوا الناس أوض بتبقى أضيق من الأوض قبل التطوير وفي ناس واخدة حمامات مشتركة بعد التطوير".

وتابع أن مشروع تطوير المنطقة تحدث فيه سرقات للأسمنت ومستلزمات البناء وغيرها، مشيرا إلى أنه إذا وضع حساب جديد لاتضح أن تلك الأعمال والإنشاءات بنصف التكلفة التى وصلت إلي 90 مليون جنيه كما يقولون.

وأضافت الحاجة "أم أحمد"، إحدى القاطنات بمساكن المرحلة الأولى من التطوير:  "السقف من خشب والمجاري ومياه الحمامات بتنزل علينا من السقف وفي 3 أوض فيها 3 أسر ليهم حمام واحد مشترك، ليه كده دول طورونا للأسوأ"، مطالبة بسرعة تدخل المسئولين وإحلال الأسقف الخشبية بأخرى مبنية.

وأضاف الحاج "محمد سامى": "طالما بيطوروا يبقوا يطورا كويس مش يجوا ياخدوا أوض من الناس ويدوهم أوض أضيق بعد التطوير وحمامات مشتركة الوضع بعد التطوير بقا أسوأ".

وناشد المسؤولين بتطوير المنطقة من خلال إنشاء بلوكات بطوابق متعددة وإعطاء كل أسرة شقة مثل المناطق العشوائية الأخرى الذين تم  نقل سكانها لشقق في الأسمرات، متابعا: "مشروعات التطوير هنا بتتسرق بيجوا يشيلو المون بالليل ويهربوها والمقاول بيشتغل أي كلام والعقارات فيها شروخ والمجاري مغرقة الحيطان".

وقال سامح محمد إنه كان يسكن في غرفة واحدة وبعد التطوير خصصوا له غرفة أيضا في الدور الأرضي.

وتابع سامح قائلا: "طب إزاى هما طوروا وفي الآخر يدونا أوضة واحدة وفي ناس خدت أوض وحمام شرك بينهم، وكمان أنا أوضتي جنب بلاعة الصرف الصحي لو اتسدت هتغرقني أنا وولادي ومراتي".

الجدير بالذكر أن الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، افتتحت المرحلة الثالثة من تطوير المنطقة يوم 10 من الشهر الجاري،  برفقة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق ومحمد  عشماوى مدير صندوق تحيا مصر واللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية.

وأضافت الوزيرة أن تطوير المناطق العشوائية بمنطقة العسال، والممول من صندوق تحيا مصر بقيمة 91 مليون جنيه يتم على 3 مراحل لتسكين نحو 700 أسرة بعد عملية التطوير.

هذا وتعتبر منطقة العسال من أقدم المناطق العشوائية فى محافظة القاهرة وحى شبرا، حيث قام صندوق تحيا مصر بتوقيع اتفاقية تعاون مع محافظة القاهرة، لتطوير منطقة العسال، وقد تم تنفيذ المشروع على 3 مراحل، وتم الانتهاء من الأولى والثانية، واعتمدت أعمال التطوير للمرحلة الثالثة على إعادة تأهيل المنازل المتهدمة، وتطوير سوق العسال القديم على أرض السوق القديمة نفسها لتوفير فرص عمل منتظمة للشباب، حيث سيستوعب ذلك أكثر من 60 بائعا من سكان المنطقة، كما تشمل أعمال التطوير مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء وإعادة تخطيط الشوارع والمبانى ورفع الكفاءة الفنية وصيانة العقارات المتصدعة وتبليط الطرق الداخلية وإضاءتها.