الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التصريحات الإعلانية في الهيئات الإعلامية


رغم مرور 4 أشهر، و11 يوما زيادة ، على تشكيل الهيئات الإعلامية ، التى خرجت ترجمة لقانون التنظيم المؤسسى رقم 92 لسنة 2016 ، إلا أن تلك الهيئات ، والتى تتمثل فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئتين الوطنيتين للصحافة والإعلام ، يغلب عليها طابع التصريحات ، التى لم تخرج – عندى – عن كونها عملية تهدف من ورائها كل جهة من الجهات الثلاث ، للإعلان عن نفسها.

فحتى الآن لم نرَ إنجازات حقيقية لتلك الهيئات ، التى حدد لها القانون أهدافا واختصاصات ، نظن – وليس كل الظن إثما – أنها حال تطبيقها ، كفيلة بضبط الأداء الإعلامى بشكل عام ، سواء كان ذلك يتعلق بنوعه المكتوب فى الصحافة ، أو المرئى فى القنوات التليفزيونية ، أو المسموع عبر أثير الإذاعات المختلفة.

لكن الحاصل هو أن تلك الهيئات تبارت فيما بينها فى التصريحات الصحفية والإعلامية، التى تجاوزت الإعلان النظرى عن جهودها ، إلى ما يشبه المعارك على الأدوار ، تحت دعاوى التداخل والتشابك فى المهام والإدارة.

فهذا هو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، الذى أبدى اعتراضا على نظام إدارة المراسلين الأجانب ، وهى المهمة التى انتقلت إليه وفقا للقانون الجديد ، غير أنها مازالت متداخلة مع الهيئة العامة للاستعلامات ، التى كانت صاحبة الاختصاص قبل صدور قانون التنظيم المؤسسى.

كما سبق وأن أبدى المجلس أيضا اعتراضا على عمل الهيئة الوطنية للصحافة ، فيما يتعلق باختيار رؤساء مجالس وتحرير المؤسسات المملوكة للدولة ، وشب خلاف بينهما ، ففى حين ترى الهيئة وفقا لاختصاصاتها أنه أمر تختص به وحدها ، أبدى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إصرارا على ضرورة مشاركته فيها.

وهذا هو المجلس الأعلى كذلك ، يعترض على عمل اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين ، ويؤكد أنها ليست لها سلطة اتخاذ قرارات ، فى حين ردت اللجنة بحقها وفقا للقانون.

ولم تكن تلك الخلافات مجرد آراء ، وإنما تحولت إلى تصريحات للصحف ، حتى تحول الأمر فى النهاية ، إلى حرب تصريحات فيما بين المسئولين عن تلك الهيئات.

وبهذا يبدو عمل الهيئات الإعلامية وقد تحول إلى تصريحات إعلانية عن جهود نظرية تقدمها للوسط الصحفى والإعلامى ، فى وقت يعانى فيه الإعلام على اختلاف أنواعه ، أزمات حقيقية ، سواء كانت تتعلق بالسلوك المهنى ، أو بمشاكل العاملين فيه ، أو حتى بأزماته المالية التى تشكل عبئا على الشعب ، وذلك أخذا فى الاعتبار أن أغلب المؤسسات التى تعانى ديونا هى مملوكة للدولة ، وفى المقدمة منها المؤسسات الصحفية ، وجهاز ماسبيرو.

الأوضاع التى يعانى منها الإعلام فى حاجة إلى فض اشتباك بين الهيئات المسئولة عن ضبطه ، وفى حاجة إلى ترجمة الأهداف والاختصاصات التى نص عليها قانون التنظيم المؤسسى إلى إجراءات تنفيذية على أرض الواقع، حتى يتم ضبط الأداء الصحفى والإعلامى ، بما يخدم الدولة ، التى تمر بظروف استثنائية تتطلب أداء إعلاميا يتوافق مع المعايير الأخلاقية لمواثيق الشرف ، ومع ما تتعرض له الدولة من تحديات.

زمن التباهى بالأدوار والمناصب ولّى وانتهى ، ويجب أن يعى المسئولون، كل فى مكانه ، أن المناصب تكليف ولم تعد تشريفا ، وأن العمل يسبق التصريحات التى يجب أن تكون إعلانا عن واقع ملموس، بعيدا عن التصريحات الإعلانية التى تعتمد عليها الهيئات الإعلامية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط