الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلام الرئيس.. وإعلام الستينيات


كثيرا ما يتطرق الرئيس - فى عتاب وطنى ودود - الى الاعلام ودوره فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا.
والرئيس -كشعبه - فى عتابه على الاعلام وعندهما حق.

فالشعب يرى ان الاعلام محبط .. فى واد غير واديه .. يلهث وراء المشاكل والفضائح ولا يزرع الأمل ولا يوضح ما يحدث فى ربوع الوطن على الارض أو فى اروقة الإصلاح الادارى والتشريعي والتخطيط للغد.

والرئيس يرى ان الاعلام نسى انه فى حالة الحروب المتعددة التى تعيشها مصر من ارهاب واستهداف وضغوط اقتصادية طبقا لحالة الاقتصاد العالمي... ويرى الرئيس - كما نعلم جميعًا ان البلدان فى مثل هذه الحالات يقوم الاعلام والفن بدور تعبوى لدعم حركة الشعب والقيادة نحو حلم الغد الآمن.

وقد أدى الاعلام فى الستينيات وما بعدها لثلاثة من رؤساء مصر دعمًا معنويًا هائلًا فى صد العدوان وبناء السد وبدء التنمية والتعمير بعد ثورة يوليو .. ونفس الدور لدعم حرب اكتوبر وما بعدها.. وايضًا لدعم حركة التوسع العمراني فى مطلع الثمانينيات ولَم يكن لمصر آنذاك سوى قنوات التليفزيون الاولى والثانية والاذاعة ولعب الفن دورًا اكبر فى الاغنية والاوبريت والدراما والسينما والمسرح التى دعمت جهود الداخل وعظمت قوة مصر الناعمة فى الخارج وقدمت صورة قوية لدول محورية.

ولو عددنا اعمال الستينيات غناء ودراما وسينما وصورا غنائية فهى كل موروثنا الوطنى حتى الان .. ورغم أن اعلام مصر الحالى يضم23 قناة رسمية و35 محطة إذاعية وسيلا يعد بالمئات من القنوات الخاصة على القمر المصرى أيضا والعالم الافتراضي بأكمله .

ورغم ضخامة المليارات المتدفقة فى سوق الاعلام الا أن الوطن والشعب وحروبه وأحلامه لم تثر شهية اصحاب المليارات لإنتاج قليل من اعمال الدعم والتعبئة خلف مشروعات الوطن الحالية وقيادته.

وللحقيقة نقول ان غياب الاعلام الرسمى ومؤسسات الانتاج التابعة للدولة وتراجع دور هيئة الاستعلامات خارجيا وتوقف بعض الوزارات الداعمة لمثل هذه الاعمال الفنية الوطنية، أضاف بُعدا جديدا لقصور الاعلام والفن في مرحلتنا الحالية خلافًا لما كان معمولًا به فى الستينيات وما بعدها .

فهل يعالج الفن والاعلام قصوره فى إنتاجه اعمالا عن تحديث مصر ..ومشروعاتها الكبرى .. وحركة إصلاحها من الداخل .. وحركة تمدد نفوذها اقليميا ودوليًا.. وبعث الأمل شرحًا وتفصيلًا والحرص على أمن مصر واهلها؟.

وهل تعود وزارات الدولة ذات الصِّلة بإنتاجها المعبر عن ما تحقق لمصر وشعبها داخليًا وخارجيًا سواء المنظور للمواطن أو الواجب اطلاعه عليه؟.

وهل تعود هيئة الاستعلامات مع الجهود الدبلوماسية المصرية والاجهزة ذَات الصِّلة وتجمعات المصريين بالخارج لدعم صورة مصر خارجيًا وعودة قواها الناعمة لسابق عهدها؟.

أم هل نترحم على اعلام وفن الستينيات ذى الوسائل المحدودة والتأثير الضخم ونحن فى عصر اعلام متغول فى ادواته متضائل فى تأثيره . انها مصر .. الوطن .. الشعب .. القيادة .. تستحق الكثير من اعلامها وفنونها وهيئاتها حتى نرضى شعبنا ووطننا وقيادتنا ونرضى الله . . اللهم بلغت اللهم فاشهد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط