الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلام على أبناء آدم في العالمين


ترد إلينا الأنباء من العراق اليتيم على موائد الطغاة بأن جماعة سنية تزعم أنها تنصر دينا وتؤسس خلافة قد طردت شعبا من الموصل وهجمت بوحشية على بلدة سنجار وفيها الطائفة الإيزيدية فما رفعت عنهم السكين وقد طاردت الهاربين منهم إلى الجبال والمختبئين في الكهوف من الشيوخ الذين أماتهم العطش والجوع ... فيما وضعت يدها على مئات النساء الهاربات إلى مطار تلعفر وقادتهم إلى جهات غير معروفة لتجهيزهن للأسواق وبيعهن كسبايا .. ...!

نفسها الفكرة التى أشار إليها الحويني بفقهه السلفي كحل للخروج من الأزمة الإقتصادية تلقفتها جماعة داعش التى يجمعها بالحويني نفس المذهب السلفي التابع لابن تيميه وقد عملت بها بكل إخلاص ... فهجمت على الآمنين وحاصرت النائمين وسرقت الأطفال وهدمت الأسوار وفجرت مساجد الأنبياء وضربت آثار الموصل التاريخية عملا بوصايا حزب النور السلفية التى ترى الآثار أصناما لا ذكريات تحكي عن شواهد القرآن حول قوم غابرين ...

فعلت كل ذلك ومعها تراث لا يعرفه ديننا يبيح لها باسم تفاسير الشيوخ قتل المخالفين وفرض الجزية على شعب آمن مستقر مشارك في الحياة دافع للضرائب يقيم هنا قبل آلاف السنين...
صورت لهم أن تفجير دور عبادته دين .. وأن سرقه أموال الناس والاستيلاء على بيوتهم وأراضيهم وأملاكهم غنيمة ...
وأن وضع اليد على الأطفال والنساء واتخاذهم كعبيد وسبايا فقه يتوافق مع صحيح الشريعة ...!!
يقع كل هذا اليوم أمام الإعلام وتراه الدنيا وأمريكا راضيه به ومطمئنة للنتيجة وتدفع باتجاه هل من مزيد ...؟

بعدما تخلت عن العراق في محنته وتركته في ورطته وقد غذت هذه التنظيمات بالسلاح تحت عنوان الثورة السورية ودعمها مشايخ الخليج بالمال والفتاوى الدينية حتى خرج لنا هذا الوحش الملتحي يضرب بجرانه من الموصل إلى مرسى مطروح المصرية ...
وقد مر بلبنان فألقى بفتنه في عرسال ... ولن يوفر أرضا بها مسلمين إلا وسينالهم غيه إذا ظل صامتا أزهرنا وظلت الدولة المصرية بقوتها وقدرتها لا تضع حدا لفكر وفقه حزب النور ومن حوله من المرجفين ...

ينقل مصطفي عيد أحد المتابعين عن قرب لأحداث العراق قائلا هو حفل إبادة جماعية إذن ينفذ في حق ألطائفه ألازيدية في كردستان بالعراق...في 48 ساعة فقط من هجوم جماعه من المسلمين السنة تدعي (داعش) علي بلدة سنجار....
مقتل 40 طفل و500 شاب ورجل يزيدي ذبحوا وتهجير ما يزيد عن 30 ألف من ألآمنين من ديارهم... أسر مئات ألنساء من الطائفة ألازيدية والتعامل معهم كسبايا وفاة 50 شيخ بسبب تدهور أحوالهم الصحية ولا حس ولا خبر من المسلمين عن أحوال تلك البلدة المنكوبة !!
ما هذا الذي يقع بوطننا العربي وقد أوقد النار تحت القدر ليفرز حتى النهاية معادن الثقافات والأفكار وطبائع البشر والهويات ...
أصيب الأزهر ومؤسسات العرب السياسية بالخرس والصم... وكأنها لا تستطيع أن تعيب شيئا تكرر في تاريخنا فصار على أيدي القوم عملا مقدسا ...

لنرى في المقابل الكنيسة التى فتحت الأبواب للمسلمين في غزة ونزعت من على الجدران الصلبان والصور حتى يطمئنوا في صلواتهم بداخل القاعات فلا يشغلهم شئ لا يعتقدونه أو يفرض عليهم تصور يكرهونه في وقت ضيق ...
فيما تنحر سكاكين الدواعش رقاب المسلمين والأقليات في العراق وتنال تفجيراتهم أكمنة الجيش والشرطة في مصر ويهدم بغيهم سوريا ويتسرب كالشر إلى لبنان ويعلن في أمة النبي كل نذير وبهتان ..

لا يجتمع الأزهر ... ولا ينادي المسلمين بالوحدة ... ولا يدعوا لمؤتمر تحتشد فيه الهمم ويبين فيه حقيقة السلفية الضالة التى نزت على منبر رسول الله في غيبه من أهل الحق ... ولا يدعوا إلى سلام في الأرض ... فقط يحقق في تصريحات إبراهيم عيسى حول خرافة عذاب القبر التى رآها لا تستقيم وهواه حتى لو جاء صريح القرآن يدعم قولا لإبراهيم قد رآه ....!!
إن في الأمر خبيئة سوء يا شعب ...
فإن لم ننتفض لأبناء آدم الذين يعذبون في كل دين ومذهب ومله وتنال منهم سكاكين البغاة الظالمين فما هو يا ترى الشئ الذي سيحركنا بعد حين..

إن لم يؤهلنا فهمنا الصحيح للدين بأن نكون بشرا ....!!
فإنسانيتنا وبشريتنا وآدميتنا بفطرتها السوية دين يستقيم مع الرحمة والحق في الأرض
فسلام على أبناء آدم الذين تُركوا أمام الإرهاب بلا مأوى في كل درب وسبيل ...
وسنراقب عن كثب متى يسمعنا الأزهر صوته الذي ذهب ..؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط