الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا.. محاولة العودة الصعبة


كانت أفريقيا فى الماضى القريب تمثل أحد أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية وكانت تلك الرؤية تنطلق من الحفاظ على أمننا القومى وكذلك عمقنا اﻻستراتيجى ومصالحنا المصيرية التى كانت فى عقل حكام مصر منذ قرون طويلة إيمانا من أهمية تلك القارة وخاصة أنها مصدر الحضارة والقصد منابع النيل التى قامت على جانبيه حضارة مصر التى أبهرت البشرية وخاصة فى مجاﻻت الزراعة وانتقلت إلى مجاﻻت أخرى بالتبعية ومنها الإنشاءات والصناعات الحرفية وصناعه الدواء وتحنيط الموتى.

وانتقل اﻻهتمام فى مصر الحديثة فى عهد محمد على وأوﻻده لتأمين منابع النيل الذى كان ومازال يحمل معنى الحياة للمصريين لذلك كانت حملته على السودان التى عرفت فنون الإدارة والتنظيم فى هذا العهد وتم تشكيل النظام السياسى واﻻقتصادى للسودان التى كانت ومعها معظم دول القارة عنوانا ﻻهتمام حكام مصر.

ومع اﻻستقلال الفعلى لمصر بحثت مصر عن تحقيق اﻻستقلال لدول القارة التى عانت من ويلات اﻻستعمار وتبعاته ...لذلك كانت مصر حاضنة لكل حركات التحرير اﻻفريقية وقبله جموع أباء اﻻستقلال فى القاهرة إضافة الى مساندة حق الأفريقيين فى الحرية واﻻستقلال فى كل المحافل الدولية والإقليمية ...وساندت مصر عن قناعة كل تلك الحركات واعترفت بحق اﻻفارقة بالكفاح المسلح لتحقيق اﻻستقلال عن المستعمر وويلاته التى كانت واضحة أمام العالم الذى كانت إنسانيته غائبة أمام ممارسات القوى اﻻستعمارية التى نهبت ودمرت الأساس اﻻجتماعى واﻻقتصادى للكيانات اﻻفريقية التى عرفت مايشبه التنظيم السياسى قبل مجئ اﻻستعمار الذى دمر كل شئ لصالحه عقب حضوره للقارة باحثا عن كنوزها فى القرن الرابع عشر من خلال استرقاق اﻻفارقة تلك الصفحة التى تشهد على عدم انسانية الدول التى مارست هذه التجارة العفنة التى مازالت تداعياتها مستمرة حتى الآن، وخاصة ثقافة العنصرية والتمييز ضد السود فى كل بقاع العالم .

ثم جاءت الحقبة اﻻستعمارية لتمثل استمرارا لسياسات النهب المنظم للقاره التى تحمل الكثير من أبناءها كل العمليات التى أدت ﻻستمرار التبعية حتى مع رحيل اﻻستعمار.

وبالفعل تحقق حلم اﻻستقلال ولم تتحقق وعود التنمية أن اﻻستعمار ترك إرثا كبيرا من الصراعات اﻻثنية التى استمرت حتى الآن وتعمد اﻻستعمار ذلك من خلال تقسيماته الحدودية التى لم تحافظ على حدود القبائل التى عانت من تداخلها عبر البلاد مما أدى فى النهاية إلى استمرار حالة الصراعات الاثنية التى تعتبر إحدى سمات القارة اﻻفريقية وبدﻻ من قبول اﻻختلاف والتنوع وحسن إدارته حدث العكس ولم تستطع أغلب دول القارة تحقيق اﻻندماج الوطنى حتى اليوم. .....تلك الحالة مازالت مستمرة حتى اﻷن ....
وبعد رحيل الرئيس عبد الناصر شهدت حقبة السادات تراجعا في العلاقات على واقع أولوية الدائرة العربية وخوض مصر حربا طويلة مع الكيان الصهيونى وبعد رحيل السادات شهدت العلاقات تراجعا وانحسارا وزادت حدة هذا التراجع عقب حادث اغتيال مبارك فى أديس أبابا.

منذ ذلك ومصر بعيدة عن القارة ...وبعيدا عن أسباب ذلك فإن العودة تبدو صعبة لأن هناك قوى أخرى تعملقت وأصبحت أدوارها وتأثيراتها فاعلة لذا تبدو العودة صعبة ولكن التحركات تبدو على أسس ومعايير تنطلق من فهم وإدراك أهمية القارة على الصعيد السياسى واﻻقتصادى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط