الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحداث بورما..وأوهام الفوتوشوب اللعين ..!


بعدما سقط مخططهم الفوتوشوبي في مصر وبلاد الشام والعراق والذى قادته قناة الجزيرة وجواريها من شيوخ التسلف الرخيص فسمعنا يومها صراخهم حول حلب التي تحترق يا عباد الله ..!
بينما هي تتحرر من قبضة الإرهاب الداعشي ورفح المصرية تحترق يا عباد الله ..!
بينما يحررها الجيش المصري البطل من غزو الإرهاب وسدنته ومموليه الذين أرادوا تحويلها إلى رأس حرب ونقطة ارتكاز لحصار القاهرة وما حولها.

فيما صمتت أفواه المشايخ وتخلفت صور الحقائق ونامت أعين الجبناء وتماهت الضمائر الملوثة من الرشاوي البترودولاريه ليحول الجميع وجوههم ويذهبوا لجعل اليمن منسيا خلف ضمير محشوا ينعق خلف صوت الدولار والدرهم إعلاميا ودينيا ...!

سقط مشروعهم الداعشي الفاشي الذى أراد أن يعجن المنطقة بغبار الفتن الطائفية والمذهبية لصالح أجندات تعمل لصالح الصهاينة ويهندس سطورها ويبلع أهدافها فكر سلفي ممسوس بالجنون الطائفي والتحشيد المذهبي ومعجون بالكراهية وجاهز دائما للتفجير بالتكفير في وجه كل مخالفيه فكان تربه خصبه لحمل المخطط إلى نهايته وصار في ركابه كل المفلسين وضعاف العقول الذين ظنوا أنهم بحناجرهم وخناجرهم وخزائنهم وفتاويهم وفضائياتهم إنما يحسنون صنعا ويحققون بوهمهم خيرا ..!!

ولم يكن سعيهم إلا خسارا ولم يكن هدم المدن الآمنة وتشريد شعوب مستقرة ودفن طفولة بريئة هاربة وسط الأمواج إلا أحبال من عذاب ستبقى معلقه في رقابهم ..!

انتهت المأساة أو أشرفت واسودت الوجوه الكالحة الجالسة خلف تنسيق سطورها وسقطت الأجندة تحت بيادات الجيش العربي السوري البطل وكذا الجيش المصري الصامد والجيش العراقي والحشود المساندة له وحلفاء جبهات الصمود في وجه رعونة المستهدفين للاستقرار والأمن عبر تحشيد النفوس البسيطة وتشغيل الرؤوس الكاسدة وملء الفراغ بعناصر الفتن ...

وبانت الحقيقة
وظهر المخطط ... وأعلن المشهد عن نفسه بأن الإجرام هو من توسد المشهد برمته .. وعمالة مدربة مخابراتيا لجهات أجنبيه تحت راية ثورة أرادت أن تخطف كل المنطقة إلى الفوضى الخلاقة التي هددتنا بها من قبل السيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية
فلم يكن للخاسرين أن يهدأوا ... ولم يكن للممولين أن يكفوا ... ولم يكن للأجندة التي تستثمر في السياسة أن تبلع سطورها ولا لفتاوي المشايخ أن يبرد لهيبها ... لنشاهد اليوم عهر عالمي من نوع جديد .. وازدواجيه عجيبة في تصفيه الحسابات تحت رايات فتنه دينيه تقودها صحافة الغرب ومؤسساته مرة أخرى وأتباعها في بلاد الشرق وحولها رجال السلفية العتيقة بفتاويهم وأحاديثهم الساخنة المثيرة عبر تحويل قطعانهم الداعشيه المجندة الهاربة من بلاد الشام والعراق ومصر وغيرها لحشرها في مشهد جديد لسحق جنوب شرق آسيا بالفتن تحت راية جهاد وليدة بدأوا يحشدون لها الآن كما صنعوا في بلاد الأفغان من قبل ... !!

ليتجلى اليوم المشهد الفوتوشوبي حول بورما وما يقال هناك عن أحداث داميه تتعرض لها أقلية الروهينجا المسلمة التي ترفض الانخراط في التوجه العام للدولة وتميل ناحية الاستقلال بجزء من أراضي البلاد وتواجه السلطات المحلية بالسلاح والعنف ... وإلا فباقي المسلمين في بورما يعيشون في أمان وتصدع مآذنهم في مساجدهم بعاصمة بورما وغيرها من المدن عبر مكبرات الصوت هناك كل حين بالآذان ..!

ومع ذلك فنحن ندين العنف من أي جهة خرج ونقرر أن حقوق الشعوب أمرا غير قابل للمساومة وحق الدولة في حماية الاستقرار كذلك أمرا يجب الحرص عليه لضمان حياة آمنه للجميع .

غير أن الملفت للنظر أن أكثر من 99 % من الصور المتداولة عن أحداث بورما لا صلة لها بالمطلق بما يحدث هناك.

ومعظمها صور لزلازل وقع في الصين أو الهند أو مشهد لطقوس دفن ديني يعتمد حرق الجثث كجزء من الطقس الديني في بلاد جنوب شرق أسيا أو تدريبات للأطفال على التحمل تجري في بعض البلاد الهندية ..وقد تم تجميع هذه الصور التي تظهر كمشاهد مأساويه لتوصم بها الحكومة البورمية ويقال أنها مشاهد لاضطهاد ديني يمارس ضد المسلمين على غير الحقيقة ..!!

لا يمكن لأي قضية أن تنجح من خلال الكذب والفوتوشوب ولنا في أحداث العراق وسوريا ومصر وغيرها والصور التي لفت الفضاء متهمة للدول المكافحة للإرهاب وحولها سالت المآقي واحتشدت المشاعر بالكراهية ما يكفي كي نعتبر ولا نعيد نفس المأساة مرة ثانيه.

نعم هناك حقوق للشعوب يجب أن تراعى وقيم دستوريه يجب أن يلتفت إليها ولكن أليس بعض الذى يحدث في بورما يحدث كله في صنعاء وصعده .. ويحدث جله في غزة وغيرها من مناطق العرب وما يتعرض له الكثير من الأقليات بل والأكثريات الممنوعة من حقوقها ..؟

فلماذا لم تبتهل الصحافة العالمية ومعها العربية التابعة لدفع هذه المظالم جملة واحدة وتتحرك لها الأمم المتحدة أيضا ..؟
ما السبب في ذلك ... نوعيه القاتل أم نوعيه المقتول أم هو الاستثمار السياسي لأي حدث كوني كي يكون في خدمة الكبار من صناع القرار الذين يريدون تهييج الاستقرار حول الهند والصين هذه المرة من خلال تجييش مشاعر البسطاء من المسلمين والجاهزين لبلع أي طعم يحولهم لدواعش مجددا يسرقونا للبكاء على أطلال التفجيرات التي ستموج بها شوارعنا يوما ويكون أبطالها هذه المرة العائدون من بورما ..؟!!

التفوا حول الحقائق لا الأكاذيب يرحمكم الله وإلا فعندما نتيقن أن الإنسان في كل مكان إنسان له الحقوق الكاملة المسكونة في ضمير هذا العالم وأن عالمنا يتحرك للبورمي كما اليمني .. وللفلسطيني كما الأوروبي سندرك حينها أننا حيال حقائق تحتاج للوقوف من أجلها ودفع العرابين ولو من حياتنا لدفع مظالمها .

أما أن يتم اشتغالنا كل وقت بلعبة الفوتوشوب التي تحمل أخبارا خفيه وصورا مكذوبه من أجل تمرير سياسة هنا أو ضرب تكتل سياسي مستقر هناك لتصبح في النهاية الحقيقة والإنسان الشرقي هما الضحية .. فعلينا حيال ذلك فحص المشهد جيدا أمام كل ما يُبث ويسيل بوسائل التواصل الاجتماعي والمعلوماتي التي أصبحت حولنا كحبال المشانق للحقائق المجردة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط