الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جبهة حمزة


حمزة مين ؟ صاحب الجبهة ! هذا المهندس الاستشاري الذي تعلم في دراسته أن الخط المستقيم أقرب طريق بين نقطتين اختار منذ البداية الخط الأعوج الملتوي باعتباره الأسرع إلى مغارة علي بابا حيث الياقوت والذهب والمرجان .. أحمدك يا رب.

فممدوح حمزة الذي ظهر للمرة الأولى فى عصر مبارك، وكان ناقما على وزير الإسكان حينذاك محمد إبراهيم سليمان، لأنه وقف حجر عثرة أمام منح مكتبه الاستشارى الهندسى الإشراف على مشروعات حكومية، مفضلا المكتب الاستشارى لشقيق زوجته ضياء المنيري, لا يفكر إلا في "المم" ويدرك جيدا من أين تؤكل الكتف, ولذلك حين تصادمت مصلحته الشخصية مع مصلحة نظام مبارك، قرر إعلان الحرب، وخرج مؤيدا ثورة 25 يناير، ناقما على مبارك ونظامه ،

وبعد ثورة 25 يناير بدأ فى الصدام مع المجلس العسكرى، وظهر في مقطع فيديو شهير له، وهو يشرح خطة الإضراب العام وتعطيل العمل فى كل المصالح الحكومية لإجبار المجلس العسكرى على الرحيل، ممهدا كل الطرق لوصول تنظيم الإخوان الإرهابي إلى الحكم حتى أن بعضا مما جاء في هذا الفيديو كان مثار السخرية والضحك حين قال الاستشاري الهمام : " أنا في وسط الميدان عايز ملابس داخلية وكلوتات للنشطاء"! ،

وعندما تسلم تنظيم الإخوان الإرهابي مقاليد الحكم في أيام سوداء - الله لا يعيدها - تخيل الزبون أن علاقته بقيادات التنظيم ستفتح الباب على مصراعيه أمام مكتبه للاستئثار بتنفيذ المشروعات الكبيرة، غير أن الرياح لا تأتي دوما بما تشتهي السفن فسرعان ما أعطت له "الجماعة" ظهرها لينقلب عليها مؤيدا ثورة 30 يونيو، أملا أن تأتيه الفرصة فيظل فى بؤرة الاهتمام لعل وعسى يكون له من الحب جانب،

وحين جاءته الطامة الكبرى وكلف الرئيس عبد الفتاح السيسى القوات المسلحة بتنفيذ المشروعات الكبرى، ضمانا لسرعة الإنجاز وتحقيق الجودة العالية بأقل التكاليف، انزعج الباشمهندس، ورأى أنه خرج بخفى حنين وأن زمان "الهبر" راح لحاله ، فأعلنها بلا حمرة خجل على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى " تويتر" عندما سأله أحد المواطنين "أنت فين" ؟ ، فأجابه: "السيسى خلانى عاطل"،

وبما أن الأخ الاستشاري عاطل فلا بأس من البحث عن سبوبة أخرى ، ولتكن " جبهة التضامن للتغيير" ولا مانع من استقطاب عدد من السياسيين الفاشلين ونحانيح الثورة وشباب التيار الديمقراطى والحركات اليسارية ووعدهم بالحصول على التمويل اللازم خلال الفترة المقبلة، مقابل أن يكثفوا عملهم قبل الانتخابات الرئاسية ٢٠١٨، وأن يكون هدفهم الأساسى تشويه كل ما أنجزه الرئيس عبدالفتاح السيسى من مشروعات لتأليب الرأى العام ضده،

ووصل الأمر بممدوح حمزة إلى الحديث عن شخصية مدنية لتنافس فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ، وهو بالمناسبة أمر لا أزمة فيه على الإطلاق , فالساحة مفتوحة أمام الجميع ومن يجد في نفسه القدرة والكفاءة فليتقدم ، لكن الأزمة الحقيقية تكمن في ما قاله ممدوح حمزة بأنه سيكون الممول الرئيسى لحملة هذا المنافس ، فمن أين يأتي بكل هذه الأموال سواء التي سيمول بها حملة المرشح المدني المنتظر أو التى ينفقها على الحركات السياسية والشباب مع أن معظمهم تقريبًا عواطلية ؟!

الطبيعي في الأنظمة الديمقراطية أن تكون هناك معارضة والطبيعى أيضا أن تكون لهذه المعارضة أهداف تنموية، وخطة واضحة لعلاج الأزمات وأوجه القصور التى يرونها فى الدولة، لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا : "هل "جبهة التضامن للتغيير" هذه تمثل كتلة للمعارضة ؟ وإذا كانت فعلا كتلة حقيقية للمعارضة فلماذا تتجاهل فى وثيقتها الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ؟ وأين حلولها وخططها الكاملة لعلاج مختلف الأزمات ؟

نعم الدولة بالتأكيد تحتاج إلى معارضة , شرط أن تكون حقيقية وبناءة , تشجع وتشيد بما تم إنجازه باعتباره إضافة إلى رصيد الوطن , وتنتقد في الوقت ذاته ما تراه من أوجه قصور وتقترح الحلول المناسبة لعلاج ذلك القصور , لكن الواقع للأسف يؤكد وبوضوح أن "جبهة حمزة" لا هدف لها سوى افتعال الأزمات فى الدولة لتقويض أركان استقرار الوطن ، ولا تهمها من قريب أو بعيد مصلحة المواطن الغلبان فى شىء ولا تتعدى كونها سبوبة من سبوبات الاستشاري العاطل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط