الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين الخولي (حياته)


مولده والبيئة التي أحاطت به:
هو أمين إبراهيم عبد الباقي عامر إسماعيل يوسف الخولي، ولد في قرية (شوشاى) بريف مصر من أعمال محافظة المنوفية، بدلتا النيل سنة 1313ه -1895م فحفظ القران الكريم "بكتاب "القرية.

وقد ولد من أب مزارع حصل من التعليم الأزهري على ما يعادل الابتدائية، ومن أم تدعى فاطمة بنت الشيخ على عامر الخولي عم زوجها و الذي أتم الدراسة في الأزهر مع تخصص في القراءات و اشتغل إماما و خطيبا في جامع السلطان شاه بعابدين مع تدريس القراءات في مسجد المؤيد و كان يسكن "زقاق المسك " بالمغربلين، ومن ثم نشأت بنته في هذا الجو القاهري حتى زفت إلى ابن أخيه "بشوشاى" وعاشت عمرها هناك، وكان لوالد أمين الخولي – في أول الأمر- أثر كبير في هيكلة شخصيته و بلورة فكره، لما ورث الابن من أبيه القوة و العزة و الإباء.

وعاش أمين الخولي طفولته الأولي في القرية ثم انتقل إلى القاهرة في السابعة من عمره تقريبا ليعيش في كنف جده الذي كان من أشهر علماء القراءات في ذلك الوقت، وفي رعاية خاله الشيخ عامر الذي حصل على الأهلية من الأزهر و اشتغل إماما و خطيبا ،فأثرت الظروف البيئية التي عاشها الشيخ أمين الخولي – من جو أسري اتسم بالثقافة والتدين – في تكوين شخصيته الثقافية و الفكرية.

زواج أمين الخولي:
تزوج أمين الخولي ثلاث نساء، تمثل كل واحدة منهما لونا ثقافيا مختلفا عن الأخرى فكانت الأولي بنت عمه وكانت من بنات الريف، وكانت الثانية ناظرة لمدرسه "خواندبركه "وكان ذلك 1922م، وكانت الثالثة الدكتورة عائشة عبد الرحمن تلميذته التي أعجبت بفكره و ثقافته، والممثلة الأولي لمنهجه في تفسيرها "التفسير البياني ".

تعليمه:
بدأ أمين الخولي رحلته التعليمية من القرية، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم بالمعاهد الدينية التابعة للأزهر الشريف، ثم تخرج من "مدرسة القضاء الشرعي"، وهذا المعهد رسم خطته الشيخ محمد عبده، و قام بالتدريس فيه فئة من خاصة تلاميذه.
ومن هنا وجد أمين الخولي نفسه قريبا من اتجاهات الأستاذ الأمام في التفسير و اتجاهاته في دراسة البلاغة، وإن لم يدرك دروسه في التفسير ولا البلاغة، ولكنه تأثر بفكر الإمام محمد عبده علي يد تلاميذه الذين تتلمذوا و تربوا علي أفكاره ففهم ووعي منهج الإمام.

وقد كان للأستاذ أمين الخولي نوع من النشاط الأدبي لعل اجرأه – وهو طالب في القضاء الشرعي – مسرحيته التي كتبها تحت عنوان "الراهب المتنكر" التي مثلتها جوقة عكاشة، و كان يتاح له المرة بعد المرة أن يختبر مدي قدرة الثقافة العربية الذاتية علي التحدي، إزاء التيارات الوافدة من الغرب، إذ لم يكن ملتزما بشئ من هذه التيارات ولم يعكف علي دراستها لذاتها.

واستمرت مسيرة أمين الخولي التعليمية، مستفيدا من دروس الجامعة القديمة؛ راغبا من ذلك تحطيم القوالب الثقافية المستوردة، و الاعتماد علي الثقافة العربية بما يتفق و روح العصر.

وظائفه
تخرج أمين الخولي عام 1920م فعين في المدرسة- التي درس بها - في واحد مايو عام 1920م، و في السابع من نوفمبر 1923م صدر مرسوم ملكي بتعين أئمة للسفارات الأربع المصرية المنشأة في لندن و باريس و واشنطن وروما وكان أمين الخولي إمام السفارة المصرية بروما و بقي نحو سنتين تعلم فيها اللغة الإيطالية حتى أجادها، وانتقل إلي مفوضية مصر في برلين في أول يناير سنة 1926م عقب أزمة دبلوماسية أثارها فتعلم الألمانية وجعل منها وسيلة لمعرفة الثقافات الأجنبية، ولما ألغيت وظيفة الإمام من السفارات والمفوضيات المصرية سنة1927م عاد إلي مصر وتولي التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وبقي يدرس فيها ربع قرن من سنة 1928م إلي سنة1953 ، كانت البلاغة و التفسير من أول ما نهض بتدريسه.

وأبان توليه الأستاذية في الجامعة، و وكالة كلية الآداب و عضوية مجمع اللغة العربية، و إدارة الثقافة العامة بوزارة التربية والتعليم...وبعد إحالته إلي التقاعد سنة 1955م... امتدت معاركه الفكرية إلي ما وراء ذلك من خلال رؤيته الأدبية في تفسير النص القرآني مقرا بوجود السبق لهذه الدراسة عند تناول النص القرآني بالتفسير قبل أي دراسة أخرى.

وفاته:
وكانت وفاة الإمام كما قالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن فاجعة كبيرة في نفوس المثقفين بصفة عامة، ونفسها بصفة خاصة، وكان ذلك في يوم التاسع من مارس عام 1966م، وكان لهذا الحدث أكبر الأثر في نفوس تلاميذه الذين تعلموا منه و نهلوا من علمه، حيث اعترف كثير من العلماء بفضل أمين الخولي عليهم ، فيقول تلميذه شكري عياد:"منذ عشرين عاما أو تزيد، كنا نخرج من دروس أستاذنا أمين الخولي و نحن نشعر أن عقولنا قد مخضت مخضا. لقد تبخرت كثير من المسلمات الباهتة من أذهاننا كما تبخر الضباب تحت شمس قوية..." ، وهذا إن دل فإنما يدل علي وفاء التلاميذ لأستاذهم، فقد نهلوا من علمه وثقافته، وأثر في شخصيتهم الفكرية تأثيرا كبيرا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط