الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يكيدون كيدا .. ويظل جيشنا يميتهم كمدا


فلاش باك >>>
أثناء ثورة "٢٥يناير" وقف الجيش المصري مع الثورة وحماها وحمى ثوارها وميادينها، واحترم وقدر ونفذ مطالبها، كان الشعار السائد وقتها " الجيش والشعب ايد واحدة " لم تكن شعارات مزيفة، ولم تأت من فراغ، بل كل شعار كان يؤكد مدى شعبية هذا الجيش ودوره الأهم في تلك الثورة .

استمرت المؤسسة العسكرية متمثلة في "المجلس العسكري" في التحكم في زمام أمور البلاد والعباد، خوفا من أن تسقط مقاليد الأمور بعد أن تعم الفوضى، فمصر كانت وقتها مهددة بذلك وعلى شفا بئر سحيق، لا يعلم مداه أحد.

لم يكن في مصر كلها أجدر بقيادتها في تلك الفترة الإنتقالية التي أعقبت الثورة على مدى حساسيتها، غير "القوات المصرية المسلحة" بكل وفاء وإخلاص وحكمة وقوة، ولم تنس مهمتها في حماية حدود مصر والزود عنها ضد أي عدوان غاشم من الخارج أو من الداخل .

عندما وجد المجلس العسكري هذا الحشد من تيار "الاسلام السياسي" من الإخوان والسلفيين، فضل ألا يدخل معهم في صدام، وأتاح لهم الفرصة على طاولات الحوار ، وتركهم يمارسون حلمهم الذي انتظروه كثيرا، فكانت الثورة بمثابة الموجة الذهبية التي اعتلوها وقفذوا فوق دماء الشهداء، وبحكم الديمقراطية تركهم الجيش يخوضوا انتخابات وبحماية قواته ، وتحت إشرافه، وانتصرت إرادة الأغلبية، الأغلبية التي استطاعت جماعة الاخوان والسلفيون بأساليبهم الخاصة ان يجمعوها باللعب على أوتار دينية ومادية وغيرها من الأساليب التي استغلت رغبة الشعب المصري وتطلعه إلى استقرار وأمان وحياة سياسية جديدة بعد التخلص من شبح التوريث وطغيان عائلة "مبارك" وفلولهم .

إعتلى "الريس مرسي" وجماعته كرسي حكم مصر، لكن يبدو أنه لم يكن على قدر هذا المكان، ولم يكن لديه الحنكة السياسية التي تؤهله عمليا لإدارة دولة في حجم مصر بتاريخها المعروف وحاضرها بكل إشكالياته ، فنحن لسنا في عصر المماليك ، لم يكن "الريس مرسي" بقوة الشخصية التي يمكنها التخلص من طغيان مكتب الإرشاد وقياداته، فلم يكن صاحبنا غير صورة وبرواز وفي الخلف جماعة تحكم بالفكر الإخواني الخالص بالتواصل مع فروعها في كل مكان، فلم يكن حكم مصر بالنسبة لهم الا مقرا رسميا لعرش الجماعة، لم يتخلص مرسي من عقدة طاعة الأمير، فالسمع والطاعة والولاء التام للمرشد العام للجماعة والخضوع التام لإرادة الفكر الإخواني وليس لإرادة الشعب المصري .

استمر الحكم الإخواني لمصر مدة "سنة كبيسة"، عمت مصر الفوضى داخليا وخارجيا ، ولا حياة لمن تنادي فهم مازالوا غارقين في حلمهم الذي تحقق فجاة، فمن خلف اسوار السجون والمعتقلات إلى عرش مصر ! وبرغم هذا الوضع المتردي ظلت القوات المسلحة تساندهم وتحميهم خوفا من إطاحة الشعب بهم في توقيت صعب ، وعلى اعتبار أن هؤلاء أتوا من صناديق انتخابات لكنها ملطخة بدماء ذبائح الشيوخ وأكياس الأرز والسكر والتمر وبركة موائد مولانا، فما كان من الجيش غير ان يحفظ سمعة مصر أمام العالم فصبروا عليهم حتى أن "الرئيس عبدالفتاح السيسي" كان وزيرا للحربية في حكم الإخوان ، ربما كان يتأمل فيهم خيرا لكن هيهات هيهات! فبعد أن تأكدت القوات المسلحة " المتمثلة في شخص ومنصب الجنرال السيسي " بأن الإخوان يجرون مصر إلى دروب الويلات، واودية الضياع، وأن مصر حتما ستصبح فقط المقر الآمن لجماعة "حسن البنا" ربما لخمسة قرون قادمة !فكان لابد من وقفة لإنقاذ مصر . "ايها الإخوان شكرا لكم على حسن تعاونكم ، لقد اخذتم فرصتكم كي تتطهروا من أذناب فكركم المدمر ،لكنكم لم تفعلوا، فارحلوا واتركوا مصر لمن هو أجدر منكم وأحق بقيادتها" .

انهار الحلم الإخواني وتبدد بعد أن كاد يبقى ويستمر، كانوا قبل تحقيق هذا الحلم يحاربون في الخفاء وبأساليب سياسية ملتوية، ومواجهات عنيفة مع قوات الأمن، لكن بعد أن وصلوا الحكم ولم يكادوا يهنأوا حتى سحبته منهم إرادة الشعب الحقيقية، فلم يكن ذلك بالامر الهين عليهم وعلى تابعيهم ، فثاروا ثورة عارمة بكل غضب وحمق، واعتصامات كانوا مدركين أنها حتما ستفض، فاشتاطوا غضبا عارما فكانوا على أتم الإستعداد للتعاون مع الشيطان "كعادتهم دائما " في سبيل استرداد ما أخذ منهم ، فكانت داعش وتركيا وقطر ، ثلاثي الحضن الحاقد لإحتواء هذا الكيد، بما يضمروا جميعا لمصر من حقد وشر، فالحلم عندهم باق، بل ازداد حلمهم إرهابا ووحشية .

فما تواجهه مصر الآن ماهو إلا نتيجة لصرخات يطلقها الاخوان واتباعهم ، ندما وحسرة على سنة عاشوها حكاما بهلوانيين لمصر!
أبدا لن يتوانى جيشنا العظيم في الوقوف في صف الشعب ولن يألو جهدا أبدا في نصرة شعبنا وحماية حدود مصر ومقدساتها ومؤسساتها، ولا عجب؛ فهو من نسيج هذا الشعب وليس دخيلا عليه، فلم يكن الجيش أبدا جيشا حزبيا أو طائفيا، بل كان وما زال جيشا وطنيا مخلصا، أبيا عزيزا .

رحم الله شهدانا الأبرار من رجال جيشنا الوفي ورجال شرطتنا الكرام، رحم الله كل من طالته يد الارهاب من كل شعوب الدنيا .
وستحيا مصر رغم أنف كل حاقد .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط