الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة إلى جورج حاوي


الرفيق أبو أنيس بعد التحية..

خلال السنوات الماضية والتي كنت بعيدا فيها بسبب رحلتك الأبدية التي فرضها علينا المجرمون، كنا نمني النفس كل يوم لو أنك موجود بيننا، فقيمك تتبعثر وأفكارك تمحى والأهم أن ابنتك الجميلة "جمول" تغتصب أمام أعين الجميع وقلة من يعارضون.

أيها الرفيق الغالي، ربما تكون جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول" أجمل إنجازاتك، ولولاها ربما كنا لا نزال إلى اليوم ننتظر المحتل الإسرائيلي بأن يسمح لنا بالعبور في شارع الحمرا، أو أن نقطع ساحة النجمة في صيدا، أو نأخذ إذنا من الحاكم العسكري لزيارة الأهل والأصحاب في مناطق صور والناقورة وراشيا، ربما كنا لا نزال إلى اليوم مجبرين في مدارسنا على أن نرفع علم أحد الأحزاب بدلا من العلم اللبناني صباح كل يوم مدرسي وأن نستمع إلى نشيد ممل وقبيح.

أيها الرفيق القائد، لولا جمول التي أطلقتها من بيروت مع كوكبة من الشرفاء لكانت بيروت ربما للآن العاصمة العربية المحتلة الثانية، فأتى السادس عشر من أيلول ليكون منعطفا في تاريخ لبنان والمنطقة، في وقت تخاذل فيه الجميع عن صون شرف بيروت وكرامتها باستثناء الشرفاء ومحبيها وعاشقيها.

لا أعلم ما كانت ستكون مواقفك اليوم وأنت ترى ذكرى إطلاق جمول وقد أصبحت يوما عاديا، نعم عاديا وجدا جدا، بعد أن تكالب أهل الشر على المقاومة وسرقوا الإنجازات، وأصبح بدل هذا العيد ألف عيد وعيد، وبدل راية جمول ألف راية وراية، فزوروا التاريخ وقلبوا الحقائق، وادعوا زورا أنهم حرروا وأطلقوا المقاومة، سرقوا دماء الشهداء وعرق المقاومين.

أيها القائد الشريف، هل تعلم أن جيلا كاملا في لبنان والمنطقة لا يعلم شيئا عن جمول؟ هل تعلم أنه وبسبب تزويرهم للتاريخ، فإن صاحب الفضل في التحرير هم أصحاب الرايات الصفراء؟ هل تعلم أن أحد الأحزاب الدينية الطائفية حول اسمه من حزب أو تنظيم واستبدله بلفظة مقاومة، لتلتصق الصفة به وتمحى ذكرى المقاومين الحقيقيين؟

سيدي القائد، يؤسفني إبلاغك أن مشروع سرقة جمول اكتمل ونجح نسبيا بسبب معاونة بعض المقاومين السابقين وحزبيين حاليين للسلرقين، لا بل الأفظع أنهم يصرون على لفظة المقاومة التي سرقت كاسم لهذا التجمع الطائفي، ويدافعون عنهم بشراسة ما بعدها شراسة.

قائدي ومعلمي، هل تعلم أننا أصبحنا في زمن يعتقل فيه المقاوم لأنه لا يؤمن إلا بمقاومة واحدة، ويتم تهديده وملاحقته لإصراره على قول كلمة الحق والشرف، سيدي هل تعلم أن العملاء يسرحون ويمرحون في الأراضي المحررة، بينما المقاومون لا حول لهم ولا قوة؟

لا أريد الإطالة عليك ولك مني من القلب وردة حمراء في أجمل ذكرى أجمل المقاومات الوطنية. ولك التحية في ذكرى إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.. جمول.

وللحديث تتمة
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط