الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فلنتخذ جهاز حماية المستهلك قدوًة


أكد جهاز حماية المستهلك في مناسبات عدة حرصه البالغ علي ضبط المعايير الأخلاقية للمجتمع، وتجاوزه لدوره الرقابي الأصيل المنوط به في صون حقوق المستهلك والتصدي لجشع التجار، والحفاظ علي سلامة المعاملات الشرائية للسلع والخدمات، لدور آخر لا يقل سموًا وهو الالتزام بمسئوليته الأخلاقية، كأداة قهر اجتماعي تمتلك من القوانين واللوائح الإدارية ما يمكنها من التصدي لمحاولات الإسفاف والابتذال الممارسة من قبل المعلنين ومروجي السلع والخدمات.

لقد كان لزاما سرد هذه المقدمة وأنا أشيد بالقرار الأخير لجهاز حماية المستهلك في التصدي للإعلانات التليفزيونية المبتذلة لإحدي شركات المحمول ،في عرضها لعبارات ومشاهد مسيئة لكبار السن، وكم أثمن مقال الدكتور حسن مكاوي أستاذ الإعلام الذي نشره اليوم 16 سبتمبر،بعنوان" فوضي الإعلانات وازدراء كبار السن" وهو يتعرض بالنقد اللاذع لهذه الممارسات الإعلانية فقيرة الإبداع ،وعديمة المسئولية الأخلاقية.

ولم تكن هذه الواقعة هي الأولي لجهاز حماية المستهلك في تصديه للمارسات الإعلانية المبتذلة، بل قاد رئيسه حملة قانونية وإعلامية ضارية في غضون شهر رمضان 2016 ، وذلك تجاه إحدي شركات الألبان التي تضمنت إعلاناتها التليفزيونية إيحاءات جنسية مفهومة من سياق الكلام باستخدام "لفظ معين" بالإضافة الى استخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان، وكذا الترويج لنتائج غير حقيقية بأن حليب الشركة أفضل من حليب الأم.

كما تصدي "الجهاز" في ذات الحملة القانونية لإعلان تليفزيوني آخر لإحدي شركات الملابس القطنية وهي تعرض لقطات واضحة لملابس داخلية تجسد عورات مجموعة من السيدات، مستخدمًا مؤثرات صوتية تحمل إيحاءات جنسية صريحة، وهي الممارسات الإعلانية المخالفة، وفقا للمادة الثانية من قانون حماية المستهلك رقم( 67 لسنة 2006)، والتي تؤكد علي حق المستهلك في الكرامة الشخصية واحترام القيم الدينية وللعادات والتقاليد المجتمعية، فضلا عن كونها تمثل خرقا صارخا لنص (المادة 6/1 ) من المواصفة القياسية لاشتراطات الإعلان،والتي تنص علي ضرورة التزام الإعلان بالأخلاقيات والذوق العام، وعدم تضمينه أية عناصر من شأنها الحط من الكرامة الإنسانية أو الإساءة للآداب العامة.

لقد أشارت الدراسات الحديثة في مجالات الإعلان والتسويق إلي كون جمهور المنظمة Peopleهو العنصر الأبرز والأهم في مزيجها التسويقي الذي تجاوز حدود الأربع عناصر 4Ps وهي (المنتج، السعر، الترويج، التوزيع)، ومن ثم كان لزامًا إعداد دراسات وبحوث الرضا الوظيفي للمستهلك، قبل الشروع في تصميم الإعلانات وإعداد حملات العلاقات لعامة، لمراعاة مخاطبة الجمهور المستهدف بالاستمالات الاتصالية المتوافقة مع احتياجاتهم، وتلاءم قيمهم وأعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم المجتمعية، دون الاستسهال في استخدام استمالات تعتمد علي الفكاهة والترفيه ،ولكنها في ذات الوقت تخدش حياءه، وتسخر وتتهكم منه ، وتزدري تعاليم دينه، وتسفه من قيمه.

ونحن نرفع قبعات الإشادة لجهاز حماية المستهلك، ينبغي علينا أن نتخذ هذه المنظمومة نموذجا في التنظيم الإداري، والهيكل الوظيفي القائم علي تعيين أوائل خريجي الكليات وحملة الماجستير والدكتوراه، والأهم من ذلك في وعيه الكامل لدوره المجتمعي ومسئوليته الأخلاقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط