الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرامي الذي علّم الوزير !


لم أكن أتخيل أن معلمي ومعلمتي طوال فترة دراستي قبل الجامعية حراميّة ! وكنت أعتقد أن معلمي ومعلمات الوزير طارق شوقي أجلاء وشرفاء، فقد علموه إلي أن أصبح يحتل منصبا رفيعا بدرجة وزير! ، وكنت أظن أنه سيرد لهم الجميل بكلمات امتنان وشكر! إلا أنه أبي واستعصى على معلميه ومعلمي مصر جميعا أن يرد لهم جميلا!

معلموك يا سيادة الوزير ومعلمونا وعمومهم، تعبوا وعلموا وأعطوا ومنحوا من وقتهم وعلمهم واهتماماتهم وإحساسهم الكثير من أجلنا ، ولا يريدون جزاء أو شكورا أو انحناء منا أو من معاليك، فقط يريدون عدم الطعن في كفاءتهم والحفاظ علي ذمتهم وسمعتهم الحسنة المطليّة بسبائك الذهب الخالص .

فأمي" نبيلة " – الاسم والصفة - وأخوالي "أيمن ونبيل وبكر" وأعمامي" شكري وأحمد وكمال" نماذج من المعلمين، لم أرهُم في يوم يسرقون أو يتلصصون أو يتربحون بطرق غير شرعية أو يخلون بواجباتهم الوظيفية بأي شكل من الأشكال، بل مرابطون علي الرزق الحلال ، والتفاني في العمل ، والنبل في التعامل مع الطلاب والمجتمع بأكمله، بالرغم من معاناتهم من شظف العيش ومعوقات المهنة وانخفاض دخلها وعدم توفير وزارتك الراحة النفسية لهم والتي من شأنها أن تؤهلهم للإبداع والابتكار في تعليم طلابهم دون تقصير ودون لجوء البعض للدروس الخصوصية التي تلهث الوزارة وراء محاولات مكافحتها دون وضع بدائل حقيقية .

هؤلاء عينة من المجتمع التعليمي ولكل منكم نفس العينة داخل أسرته فلربّما أبوك أو أمك .. أخوك أو أختك .. جدك أو جدتك .. ابنك أو بنتك .. خالك أو عمك.. خالتك أو عمتك ، يمتهنون هذه المهنة العظيمة وليسوا بحرامية أو لصوص أو سرّاقين أو غير أكفاء، وبالتالي وجعك توصيف الوزير لهم .

هؤلاء جميعا كانوا سببا أصيلا ورئيسيا بعلمهم ومعاملاتهم وتأدية واجباتهم بشرف وأمانة وتفان، في تخريج رؤساء الجمهورية، ورؤساء الوزراء، والوزراء ، والمثقفين، والإعلاميين، والصحفيين، والأطباء، والصيادلة، والعلماء، وأساتذة الجامعات، والمهندسين، والعظماء في تخصصاتهم، والتجاريين ، والاقتصاديين ، والسياسيين، والسفراء........إلخ "نقوم بدل ما نرد لهم جزء من حقوقهم وأوله الشكر وأبسطه الصمت .. أن نصفهم بالحراميّة!".

لا وألف لا ! فحوار الحرامية سيجعل الوزير إلي مماته_ أطال الله في عمره _ مختوما بأكلاشيه ( وزير الحرامية)، وتلك وصمة عار له قبل العاملين بالوزارة ومديرياتها المختلفة.

وزير التربية والتعليم – العزيزة وزارتك علينا - تصريحاتك أخرجت المعلمين من فصول طاعتك إلي فِناء معصيتك، لأقول لك بعد أن فوّضت قلمي للدفاع عن الشقيانين من المعلمين حسبيَ الله ونعم المُغيث .

وللحديث بقية في مقال آخر نرد على الصحافة الكويتية المطالبة بترحيل المعلمين المصريين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط