الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السودان.. مسارات متناقضة


يعتبر السودان أحد أكبر دول القارة الأفريقية على اﻻساس الجغرافى من حيث المساحة ويكتسب أهميته كرابط بين الشمال العربى والجنوب اﻻفريقى ويحاول منذ اﻻستقلال الوصول إلى تحقيق اﻻستقرار والتنمية واﻻندماج الوطنى ولم تتحقق تلك اﻻهداف عبر تاريخ طويل من التوجهات المختلفة للنظام السياسى وكذلك اختلاف أيديولوجيا تلك النظم عبر حقب طويلة ساهمت فى غياب تلك اﻻهداف والتى أصبح تحقيقها هما كبيرا على نظام اﻻنقاذ الذى وصل للسلطة فى عام 1989 الذي جاء عبر اﻻنقلاب حاملا توجهات ومشروع اسﻻمى تم تسميته بالمشروع الحضارى مع تطبيق الشريعه اﻻسلاميه مع توجهات وأفكار الشيخ الترابى الذى تحالف مع العسكريين للوصول الى السلطة والحكم.

ومازالت تلك الغايات بعيده المنال ﻻن النخب لها خيارات بعيده عن الواقع وفى تلك اﻻيام هناك تغيرات فى الواقع اﻻقليمى والدولى تركت آثارا واضحة فى جسد الدول العربية بحيث أصبحت تلك الدول على حافة التقسيم وبعيده عن تحقيق اﻻستقرار وظهور تنظيمات وحركات إسلامية ودعوات الغرب لفرض واقع جديد يهدد النظام اﻻقليمى العربى لصالح دول اقليميه ودوليه اخرى ...مثل ايران وتركيا واسرائيل ...وكذلك قطر التي تلعب دورا له مكانه لصالح تلك الدول وهذا ماظهر فى اﻻزمه اﻻخيره مع الدول التي أعلنت مقاطعة قطر ﻻعتبارات دعمها لتنظيمات إرهابية فى عمق الدول التي قامت بقطع العلاقات معها وعلى رأسها مصر والسعودية واﻻمارات وأصبحت المواقف العربية من تلك اﻻزمه ﻻتحمل خيارات وانما هناك مايشبه اﻻتفاق على دعم موقف دول المقاطعة.

والسودان يواجه تحدى الوقت وكذلك المسار ﻻن السودان لديه عﻻقات وثيقة مع قطر بحكم مساندة قطر للسودان على كافة المستويات وقد عرض السودان خيار التوسط لحل تلك اﻻزمه التى أصبحت تتصاعد فى ظل رغبة قطر اﻻستقواء بإيران وتركيا على الصعيد اﻻقليمى ولم يعد أمام السودان فى تقديرى سوى اﻻنحياز لﻻجماع العربى ﻻن غير ذلك سيعود بالنظام نحو عزلة جديدة ستكلفه الكثير وخاصة الجانب اﻻقتصادى.

والنظام السوداني أمام اختبار آخر يتطلب حزما وقرارات تختلف عن قرارات سابقة فهل يعى النظام عمق اﻻزمه ويعلم ان المسارات المستقبلية ﻻ تعرف اﻻزدواجيه والتناقض.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط