الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مينا بولس يكتب: السيجارة بداية طريق الموت البطيء

صدى البلد

يعد التدخين أحد الظواهر السيئة التي باتت شائعة بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم وبين العديد من الأفراد من مختلف الفئات العمرية، وهو يعرف على أنه عبارة عن عملية يتم خلالها حرق مادة معينة، والتي عادة تكون التبغ، ثم بعدها يتم استنشاق الدخان أو تذوقه، والهدف الأساسي من وراء هذه العملية هو الترويح عن الذات والنفس لكن في الأصل هذه العملية تهدم الصحة وتدمرها.

التدخين ظاهرة منتشرة كثيرًا، بين المراهقين والبالغين خصوصًا في الآونة الأخيرة، وانتشار هذه الظاهرة أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات، لما يسبّبه من أمراض كثيرة وخطيرة، كسرطان الرئة، وأمراض القلب، وأثبتت الدراسات الحديثة أن مادة التبغ التي يقوم بتدخينها كثير من الأشخاص تحتوي على 4000 مادة سامة وخطيرة، أهمها أول أكسيد الكربون الذي يسبّب انخفاضًا في نسبة الأكسجين في الدم، وهو بذلك يؤثر على جميع أجهزة وأعضاء الجسم، وأيضًا يحتوي على مادة القطران المعروفة أنها من المواد المسرطنة، ومادة النيكوتين التي تسبب الإدمان، غير أنه وفي كل مرة يقوم المدخن بإشعال سيجارة تأخذ من صحته وعمره بحوالي 5 - 20 دقيقة (والأعمار بيد الله ) ، حتى لو حاول الشخص اختيار دخان قليل النيكوتين والقطران، فإنه بالتالي يزيد من عدد السجائر التي سيتناولها في اليوم، ليحصل على نفس كمية النيكوتين الموجودة بالسجائر الأخرى.

يتوجه البالغون للتدخين كنوع من تخفيف التوتر والقلق والعصبية أما المراهقين وصغار السن فهم يعتقدون بأن السجائر تدخلهم عالم الكبار والرجولة ولتساهل الوالدين وعدم اكتراثهم بما يفعله أبناؤهم يأخذ الأبناء مجدهم في التدخين والقيام بأعمال أُخرى لا تليق بسنهم، ويمكن أن يصل التدخين إلى حد الإدمان لأن النيكوتين الموجود في السجائر ينتج نوعًا من الإدمان النفسي والتعود الفيزيائي وبذلك يعتبر المدخن مريض ويجب علاجه والأمراض التي يسبّبها التدخين كثيرة، منها أمراض الرئة كسرطان الرئة، ومعظم حالات تمدّد الرئة، والتهاب القصبات الهوائية المزمن، كما أنه يؤدي إلى العديد من أمراض القلب، والجلطات الدماغية، وأمراض الفم، هذا من الجانب الصحي، أما من الجانب المادي والإقتصادي للشخص المدخن، فإنه ينفق مبالغ كبيرة لشراء السجائر كان من الأولى الإستفادة منها في أشياء أخرى، كتأمين الطعام، المأكل، والملبس، وغيرها من الاحتياجات الأساسية، أو المشاركة في أعمال خيرية والتطوع بها لوجه الله .

وهناك عدة عوامل تشجع المراهق أو الشاب على ممارسة التدخين ومن أهم هذه الدوافع : العادات الخاطئة التي يتبعها المجتمع في كون التدخين يعبرعن قوة الشخصية والإستقلالية والنضج ، تساهل الوالدين مع الأبناء، فيصير من السهل عليهم التدخين ويتعقد بأن هذه السجائر ليست فيها أي خطورة وإنما هي عادات يمارسها الأهل والأقارب ، الرغبة في المغامرة حيث يستمتع المراهق في تعلم أشياء جديدة كما ويحبون أن يظهروا أمام أقرانهم ، الإقتناع بواسطة الأصدقاء حيث يخشع الكثير من المراهقين إلى أراء أصدقائهم واعتقادهم بأن عدم ممارسة التدخين يقلل من ترحيب رفاقهم بهم ، التقليد الأعمى .

وفي النهاية يجب الإنقطاع الفوري عن التدخين ويتم ذلك من خلال توقف المدخن عن التدخين بشكل مفاجئ مستغلًا قوة عزيمته وإرادته .

ويجب نشر التوعية المجتمعية عبر الوسائل المختلفة التي تساعد في الحد من انتشار التدخين وتحذر من خطورته وأضراره كوسائل الإعلام وغيرها .