الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"فورين بوليسي": السوريون مستعدون لقبول بقاء بالأسد في ظل تعطشهم لعودة الحياة الطبيعية

الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الأسد

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن السوريين مستعدون للقبول باستمرار بشار الرئيس الأسد رئيسا للجمهورية، مشيرة إلى أن البلد الذي مزقته الحرب لم تعد متحمسة بشأن من يكون رئيسا، وإنما متعطشة لعودة الحياة الطبيعية.

وذكرت المجلة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أنه "من الواضح أن الجميع نادم على الحرب، لكنه مفهوم أن المقيمين - أيا كانوا في الأصل في أي طرف (من أطراف الصراع) - يلقون باللوم على جميع الأطراف".

وأضاف التقرير: "لكن بينما فعل النظام (السوري) القليل أو لم يفعل شيئا لهم، فإنهم يقبلون به لأنه يمثل الفرصة الوحيدة لاستعادة مظاهر الحياة الطبيعية في حياتهم"، مشيرا إلى أنه بات على من يسعى إلى عودة تلك الحياة الاعتماد فقط على الأسد.

ولفت إلى أنه في كل أنحاء سوريا بات السوريون ممزَقون من آثار الحرب الدائرة منذ أكثر من 6 سنوات، ويشعرون بخيبة أمل من المعارضة المسلحة الممزقة والتي تميل نحو التشدد الإسلامي بشكل متزايد، فضلا عن كونهم يائسين لعودة الضرورات الأساسية للحياة، كالخدمات الأساسية من المياه والكهرباء والصحة والتعليم، والتي انقطع الكثير منها منذ سنوات عن معظم المناطق، وهو ما لم يقدم النظام السوري منه إلا القليل مع العودة للسيطرة شيئا فشيئا على مجريات الأمور هناك.

وأوضحت المجلة أن انتشار المتشددين "الإسلاميين" بين المعارضة المسلحة جعلت من الأخيرة هدفا سهلا لإلقاء اللوم عليها من قبل جميع الأطراف، وليست فقط الحكومة السورية، وخسارة التعاطف معها من جانب عموم السوريين.

ونقلت عن أحد المواطنين السوريين القاطنين شرق العاصمة دمشق، حيث لا زالت تدور معارك بين القوات الحكومية والمسلحين، قوله: "نسمع.. ونشعر بالقذائف تُطلق نحونا، المتطرفون وأذنابهم في (حي) جوبر (شرق دمشق)، إنهم يهاجموننا وأيضا يقتتلون فيما بينهم، أي نوع من المعارضة هذه؟"

وأوضحت المجلة أن الإحساس بأنه لم يعد هناك بديلا عن الأسد ليس مرتبطا بالسوريين فقط، لافتة إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة دعت مجموعة من الأطراف الدولية التي كانت داعمة في السابق للمعارضة، إلى القبول بفكرة استمرار الأسد في الحكم؛ حيث أقر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أخيرا بأن فرض مسألة عزل الرئيس السوري من الحكم كشرط لمحادثات السلام أمر ليس بالواقعي.

ورأى تقرير "فورين بوليسي" - في الوقت نفسه - القبول المتزايد ببقاء الأسد على رأس السلطة لا يعني أن الرئيس السوري قد انتصر للنهاية، مؤكدا أن قطاعا من السوريين متفقون في قرارة نفسهم على أن ينتظروا يوما آخر لفرض معتقداتهم السياسية، ولكن تبقى الأولوية الآن للسلام.