الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمير السكرى يكتب: شماعة النصيب ولكن...

صدى البلد

يالها من شماعه مثقله بكل شىء يتعارض مع امزجتنا واهوائنا المتقلبه وشهوات انفسنا، والتى تضرب دون حكمه او وعى لانهاء شىء او علاقه ما، انها شماعه النصيب يا ساده... فالمشكله ليست فى نصيب وحكم المولى، فاراداته ساريه على كل شىء، وامر طبيعى ولكنها متمثله فى ارتكاب حماقات اجتماعيه تحت غطاء فلسفه النصيب، والتحجج بها لاخفاء عيوبنا، ومشاكلنا المزمنه التى لم نقدر على حلها، فطالب مستهزىء لا يعرف شكل كتبه المدرسيه! عندما يرسب يقول لك بكل برود عصبى وبجاحه (ده نصيب ومكتوب) وهكذا وهكذا تنتقل هذه الحجه لكل مناحى حياتنا لكى نعلق عليها افكارنا الخبيثه والخاطئه..

وبالحديث عن الارتباط او الخطوبه فان شماعه النصيب تعيش ازهى عصورها فى ظل مجتمع تغيب عنه غالبيه ابجديات الحياه وكذلك الحكمه والعقل ..

مجتمع لا يعرف المفروض وعكسه فى الارتباط ومبادئه بشكل عام وحديثى هذا ليس معناه عدم ايمانى بان النصيب هو صاحب الكلمه العليا فى الارتباط ولكنى اقصد وبشكل يفهمه الجميع استخدام كلمه النصيب من قبل البعض للخروج بشكل (جمالى وشيك) مما ما تقتضيه عليه اما شرور انفسنا اوعقولهم الفارغه وشخصياتهم المعقده فحل الازمه لديهم ينحصر فى كلمه كل شىء قسمه ونصيب ! ستساق لى الاتهامات باننى ادافع عن اى علاقه او ارتباط واننى لا اؤمن بالنصيب ولعياذ بالله واننى مع استكمالها ومحاوله ترقيعها !

وقتها سأقول لهؤلاء جمله واحده فقط وسأسلهم :هل هذا الكم الهائل من فشل الارتباط (الفركشات) طبيعى ومعهود وهل هذا لا يضطرنا الى التعجب من هذا الامر والبحث عن الاسباب ؟ فانا لا اغفل قوى النصيب ولكن اريد ان اوضح انه لابد من حل مشاكلنا الاجتماعيه المزمنه وعدم تعليقها على شماعه النصيب وعدم التحجج بها كذريعه لافساد ما لايطيب علينا وكذلك مايتعارض مع عجرفتنا او ربما تفاهاتنا وعقولنا الفارغه .. الخ لان ذلك سيزيد من هذه المشاكل ويعمقها فاليوم نجد فلانا قد ارتبط وبعد شهر او اتنين بحد اقصى نجده عاد الى قائمه السناجل التى تعج بالعاجزين عن الارتباط لاسباب كثيره وواقعيه ..وهكذا يقوم غيره بهذا الكورس ليعود الى هذه القائمه مره اخرى هذا بالاضافه الى حالات الطلاق التى تزداد بشكل مريب !

فمن يصل بهذه العلاقه المفترض اسمها عاطفيه! الى بر الامان ويتم الزواج فانه لامر نادرا و عجيبآ فى هذا الزمن بالتحديد فلا وجه مقارنه بين عصرنا هذا والعصور السابقه ! فهل نعتبر مايحدث امرا عاديا يا ساده ونقوم بتعليقه كالعاده على شماعه النصيب دون البحث فى هذا الامر المريب ؟؟ وهذا ما اقصده فالامر بحاجه الى تدخل المجتمع لتصحيح الاوضاع فتردى هذا النوع من العلاقات لهو انعكاس لحاله وطبيعه مجتمعيه حاليه وانعكاس لحاله من الخلل الجثيم فى منظومه القيم قبل ان نتحدث عن تردى الحاله الاقتصاديه للمجتمع فهذا اخر شىء يذكر ولا اخفى عليكم ان الارتباط اصبح الان بنسبه كبيره تجاره بحته ففى اوقات كثيره لا نتعامل وفقآ لعلاقه عاطفيه وانما علاقه تجاريه او زواج من اجل الزواج فقط !

فكل شىء فى حياتنا له تسعيراته الخاصه والتى يفرضها مجموعه من الجهلاء معدومى المنطق والضمير وفى النهايه يصبح (بين البائع والشارى يفتح الله) لقد انتزع الحب يا ساده من حياتنا سواء كانت علاقه ارتباط او غيرها الا من رحم ربى من الناس وهم قله ، فافشال الارتباط يرجع بشكل مباشر لما ذكرته فعلينا تصحيح اوضاعنا الاجتماعيه وبعدها فلنتحدث عن فلسفه النصيب كما نشاء فنحن الان فى هذه العلاقات اشبه بمن يلقى نفسه امام القطار طواعيه ليلصقها بالنصيب واحكامه فهذا النتيجه المحتمله تعد قدرا ولكنك من صنعها وهذه هى المشكله الكبرى ،

فالموضوع اصبح عرضه للمزاج والحسابات الخاصه ومع احترامنا لحريات الافراد فى الاختيار ورسم ملامح حياتهم المستقبليه بالشكل الذى ينشدوه علينا الاعتراف بان هذه المنظومه بها خلل كبير وغياب ضمير وافكار غير هادفه للقيمه والمبدآ على الاطلاق ولكنها هادفه لارضاء نواقص الشخصيه وغرور الانفس والتى لهى نتيجه حتميه لمجتمع يعج بالسلبيه والافراط فى اللامبالاه نتيجه بعده عن الدين وهذا هو جوهر المشكله.. فعلى سبيل المثال نذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (يسروا ولا تعسروا ) فمن من الناس يعمل بهذا المنطق وييسر على شبابنا المتقدم للزواج؟؟ من منهم لا يثقل الشاب باشياء متعلقه بالمهور او مواصفات الشقه او قاعه الفرح او غيره ؟ من منهم يزوج ابنه او ابنته دون النظر الى الاخرين وما فعلوه؟ لا انكر ان هناك القليل من الناس لا يفعلون ذلك ولهم كل التحيه والتقدير ونامل ان يحذو الاخرين حذوهم ان ماطرحته هذا فى مقالى ليس من قبيل الافتاكسات والتخيلات وانما هو لواقع له اثباتاته وتجاربه

ارجو ان ننسحب فورا من هذا المستنقع والماراثون المقزز والذى بذر الجاهلون وعديمى القيمه بذوره الا ان صارت تطرح لنا خيبه امل ومجتمع مهلهل مضطرب فكريا متستر على كوراثه تحت غطاء من النصيب.