الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا.. سأتلو عليكم منها ذكرا ..!


المجتمع غير الدولة ... ثقافة الناس غير ثقافة الساسة ... عمق التواصل الإنساني في الشوارع مختلف تماما عن التطلع المصلحي وما يحيكه من مؤامرات ومغامرات في أروقة الحكم وخلف الكواليس ..

وعليه يصبح المجتمع دائما في الطليعة .. منتجا للقيم .... محاسبا لرجال السياسة ... قادرا على إلحاق الهزيمة بأي حزب أو كيان سياسي يحاول أن يعرقل منظومة القيم العلمانية التي تؤمن بحريه الآخر وتكفل له هذه الحرية حتى لو لم يكن المجتمع متقبلا لقيم هذا الآخر السياسية والدينية ..

ولكنه لا يمنعه من الممارسة ويشكل حاجزا صلبا ضد الاعتداء عليه أو الانتقاص من حقوقه ...
فالمجتمع العلماني ليس فيه مساومة على الحقوق مطلقا ...

وعليه ترسم القوانين في هذا المهد خطاها .. وينشأ الصغار على تقواها ... ويدفن الكبار تحت ثراها ... وتتتابع الأجيال خالية من الحقد والكيد المشتهر به هذا الشرق العجوز العتيق بحمله العجيب من شعوب الكسل والجهل والغباء ..!

الغباء الشرقي الذى لا يفرق بين أمي وإعلامي ... بين حاصل على الدكتوراه وجامع القمامة في الميدان ... بين استاذة في الطب وربة بيت لم يرها شارع ولا باب البيت ... !!

فعند الغباء والطائفية والجهل تجدهم يشبون على أطراف أقدامهم سواء بسواء ...ويتساوون جميعا وعندها تسقط الهالات وتنتصب الرزايا فوق الرايات ..!!

سم التعلم وهواء المعارف ومساجد الضرار ومنظومة الثقافة التي تشرف على هذا الغي استطاعت أن تنتج لنا أجيالا متتابعة تعادي الحقيقة والتعايش .. ومن يشذ عن القاعدة تنتظره خناجر داعش اللامعة... فالكل داعش قبل التأهيل ومع قليل من الأشرطة يصبح مسلحا بدانات التكفير والنكير ... وكأنه جين شرقي أصيل .. تأصل في التربة فأصبح هذا إنتاجها وبعد الموت أيضا يجتمع في مقابر جماعيه بحضنها ..!!

الآن دونوا هذا السقوط الأخلاقي الشرقي الذى يزكم الأنوف عبر تاريخه كله وصولا إلى مصبات الدماء في كل عواصمنا والتي لا يمانع أن تصاب بالدانات من أجل هوي أو هوس شخصي طائفي مريض يحول شعوبها إلى طوابير على شواطئ الشتات ..!!

وتعالوا إلى لقطة واحده يصنعها ويقدمها مجتمع المقهى في أمريكا وما يحكمها من نطاق غربي علماني تربت عليه هذه الشعوب التي تحمي حقوق الأقليات وتصونها حتى لو تجاوزت الدول أحيانا في تصرفاتها ..!

في ولاية شيكاغو ..
على آرائك مقهى أنيق يأخذ ناصية على أحد الطرق الخضراء يسمى sofra cafe تم الاعتداء فيه على امرأة مسلمة ترتدى حجابها من بعض المستهزئين الذين لا يمثلون قيم المجتمع وتحت ضغط مما هو مثار من عمليات إرهابيه بشعة رجت أعصاب العالم وهو يرى خناجر داعش السلفية تقطف الرؤوس البريئة نحرا تحت صيحات الله أكبر ...

ومع ذلك لم يُسلم المجتمع للمعتدين .. ولم يقبل منهم التطاول على حقوق الآخرين ..!
وفي الأيام التالية حضرت عشرات النساء الأمريكيات غير المسلمات إلى نفس المقهى وهن يرتدين الحجاب تعاطفا مع المرأة المسلمة المعتدى عليها .. ليقولوا للجميع نحن هنا ننتصر للآخر .. ولحقه في الحياة ولحقه في أن يتميز بما يشاء من رداء ..

فيما ينطلق الذعر الطائفي في بلادنا خلف حشد الشيوخ لفتاوي التكفير الطائفي ضد أمم من المسلمين سحلنا رموزهم في شوارع أبو النمرس وأدخلنا جيوشا فتاكة لمنعهم من ممارسة حقوقهم في البحرين وهيجنا على كل مخالف مجتمعه ليتم إسقاطه بالتحقير أو التصفية من خلال لغة طائفية ميتة جاءت لتميت معها الأمل في مستقبل ينعش قيم السلام في هذه المنطقة الموبوءة من العالم ..

إن كنتم بلا قيم تعلموا ... إن كنتم بلا عقول فليس لكم من دواء غير العدم ...
ولنبدأ التصحيح بالاعتراف بالخطايا حجما وكيفا خيرا من التسكع على النواصي ونحن نردد كنتم خير أمة فيما يأتون من الأفعال ما لم تمارسه أرذل الأمم ...!

بعض البصيرة يا ساده قبل طوفان لا يبقى ولا يذر .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط