الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأردنية الفائزة بجائزة اليونيسكو لمحو الأمية: "نحن نحب القراءة" إثبات لقدرة العقل العربي على الإبداع

صدى البلد

أكدت الدكتورة رنا الدجاني، القائمة على مبادرة "نحن نحب القراءة" الأردنية التي فازت بجائزة منظمة (اليونيسكو) - الملك سيجونج لمحو الأمية لعام 2017، أن المبادرة هي اثبات على قدرات العقل العربي على الابتكار والإبداع في تطوير وتصميم الحلول والمبادرات للتحديات التي تواجه الوطن العربي والعالم أجمع.

وقالت الدجاني - في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان - إن "المبادرة بدأت رحلتها منذ إدراكي أنه لا يوجد سوى عدد قليل من المكتبات التي يمكن أن أصطحب أطفالي إليها، فقررت إقامة مكتبتي الخاصة، حيث بحثت عن متاجر الكتب ودور النشر للحصول على كتب باللغة العربية ذات مظهر مشجع وجذابة من حيث الصور واللغة والمضمون، واشتريت نحو 100 كتاب، وأعلنت في صلاة الجمعة أنه سيكون في صباح اليوم التالي جلسة لقراءة القصص بصوت عالٍ للأطفال من كلا الجنسين للأعمار 2-9 سنوات".

وأضافت "أعددت مجموعة من الأزياء التنكرية مثل زي السيدة العجوز أو المهرّج وعدد من دمى المسرح، وجاء 25 طفلًا تقربيا في اليوم التالي. وقرأنا ثلاث قصص مع تمثيل وإيحاء وقضينا وقتا ممتعًا. ثم وزّعنا كل الكتب التي اشتريناها على الأطفال.. وكان على الأطفال قراءة تلك الكتب مع أهلهم كل ليلة حتى الجلسة التالية والتي كانت مرة كل أسبوعين".. مشيرة إلى أن المبادرة نجحت نجاحا باهرا، حيث سعت إلى تطويرها على المدى البعيد ليكون هناك "مكتبة في كل حي".

وفازت مبادرة "نحن نحب القراءة" التي أطلقتها الدجاني عام 2006، بجائزة (اليونيسكو) - الملك سيجونج لمحو الأمية لعام 2017، حيث حصلت على الميدالية الفضية وجائزة مالية قيمتها 20 ألف دولار، وتسلمت الدجاني الجائزة خلال احتفالات المنظمة الأممية باليوم العالمي لمحو الأمية في العاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع الماضي.

ولفتت الدجاني إلى أن المبادرة أسست حتى اليوم 1569 مكتبة داخل الأردن، وانتشرت إلى 33 دولة حول العالم، واستفاد من جلسات القراءة 183921 طفلًا حول العالم، ودرّبت 3461 شخصا على القراءة بصوت عالٍ للأطفال، ووصل عدد سفراء القراءة إلى 3079 سفيرا حول العالم، ووزّعت أكثر من 211000 كتاب أطفال على سفراء القراءة.

وقالت "إن هدف المبادرة هو أن نصل إلى كل مكان، وكل طفل، ونغرس عنده حب القراءة ليكتشف الطفل مدى التغيرات الداخلية عنده والخارجية حوله. وسنبدأ بالوطن العربي؛ ‏ومن ثم العالم أجمع".. مشيرة إلى أن "(القراءة بصوت عال) هي المفتاح والسر لاستقطاب الأطفال، لأننا بذلك نعرّفهم على جانب آخر للقراءة وهو القراءة من أجل الاستمتاع ليتعرّفوا على عوالم جديدة ومتع مختلفة لم يختبروها في أي مكان آخر إلا في الكتب".

وأضافت أن المبادرة ألفت قصصا للأطفال باللغة العربية، لإثراء المحتوى العربي في هذا المجال؛ حيث تتناول تلك القصص مواضيع مختلفة مثل: البيئة والحفاظ على الطاقة والمياه، واحترام الآخرين مثل اللاجئين وذوي الاحتياجات الخاصة والاندماج الاجتماعي والعدالة في النوع لاجتماعي ومناهضة العنف.. مؤكدة أن خلال ‏القراءة يمكن أن يتغير سلوك الطفل إلى الأفضل بطريقة سلسة.

وأشارت إلى أن الأثر الذي تتركه المبادرة على الأطفال والكبار على حد سواء، هو أهم وسائل التسويق التي اعتمدت عليها المبادرة، وأكثرها فعالية، فالأطفال من خلال المبادرة تغيّر مفهومهم عن القراءة وأصبحوا يحبون الذهاب إلى المدرسة ليتعلّموا، والكبار شعروا بأهمية دورهم في المجتمع وفي أثرهم على من حولهم فتولّد لديهم حس المسئولية لتطوير مجتمعاتهم إلى الأفضل.

ونوهت إلى أن المبادرة تعتمد على المتطوعين، وتعد نموذجا بسيطا وسهل التطبيق بطريقة تتناسب مع خلفية المتطوع الثقافية مهما اختلفت وتنوّعت، فضلا عن اعتمادها على الأبحاث التي تجرى بالتعاون مع جامعات عالمية كبرى مثل جامعة ييل وجامعة هارفرد.

وحول الصعوبات التي واجهت المبادرة منذ بدايتها، قالت الدجاني إن البقاء على اتصال مع الأفراد الذي تدرّبو معنا - الذي نسميهم (سفراء القراءة) -، كان أحد التحديات التي واجهتها المبادرة، وقد تغلبنا عليها بتصميم تطبيق على الهاتف المحمول يخلق مجتمعا افتراضيا يستطيع من خلاله أن يتشارك جميع سفراء المبادرة ‏قصص النجاح والتحديات والاقتراحات.

وأضافت أن الوصول إلى كل حي في العالم مع المحافظة على مستوى التدريب، كان أيضا تحديا تغلبنا عليه بإطلاق التدريب الإلكتروني على الإنترنت لكي يستطيع أي إنسان يرغب بالقراءة للأطفال بصوت عالٍ بالتدرب ‏على المبادرة أينما كان.

وبحسب الدجاني، فازت المبادرة بعدد من الجوائز منذ إطلاقها؛ أبرزها جائزة الملك ‏الحسين للعطاء المميز 2014، وجائزة مكتبة الكونجرس الأمريكي 2013، وجائزة "ستار" من بريطانيا 2015، وجائزة إيديو للتعليم غير الرسمي للاجئين 2014، و123جائزة كلنتون العالمية 2010، وجائزة سنرجوس 2009.