الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرو موسى : إسرائيل يجب أن تبقى مستعدة لـ"السلام".. ومصر عائدة لدورها النشط في المنطقة

عمرو موسي
عمرو موسي

  • عمرو موسي:
  • المجهودات المصرية بالملف الفلسطينى تعود بالقاهرة إلى دورها الإقليمى
  • القضية الفلسطينية تفرض نفسها اقليميا ودوليا .. وسياسات مصر معروفة
  • هناك علامات استفهام حول المُراهنة على نتنياهو كشريك للسلام .. والرأي العام الإسرائيلى يميل إلى السلام
  • على إسرائيل الاعتراف أولا بالدولة الفلسطينية .. ولايصح قلب المعادلة


أكد وزير الخارجية السابق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية - فى تصريحات خاصة لموقع" دويتش فيلا" - ان المجهودات الدبلوماسية التى حققتها القاهرة في الملف الفلسطيني الداخلي، ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يبعث على الاعتقاد بأن شيئا ما يتحرك بالنسبة للدور المصري على الساحة الإقليمية.

وحول رأيه فى امكانية تحقق دعوةُ الرئيس السيسي للتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وألا تكون مجرد دعوة مكرَّرة مثل الخطاب السياسي والدبلوماسي المتداول من منبر الأمم المتحدة أو غيرها ؛ أوضح " موسي " ان تحقق تلك الدعوة يتوقف على ارادة الاطراف حل القضية الفلسطينية وحل النزاع العربي الإسرائيلي، لأن استمرار هذا النزاع سيؤدي إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، وسيكون نقطة توتر كبير في المنطقة، ولذلك من الضروري الإصرار والتكرار وعدم تغير المواقف، لا بدّ من حل منصف للقضية الفلسطينية بحيث يأخذ معه الفلسطينيون حقوقهم والإسرائيليون أمْنهم ؛ مشيرا الى اننا لسنا مُمتنِعين عن النظر في أمن إسرائيل، إنما يجب أيضًا على إسرائيل ألاّ تمتنع عن النظر في الحقوق العربية.

وحول الضمانات التى قد يقدمها الرئيس " السيسي" إلى كلا من الاطراف الفلسطينية والجانب الإسرائيلى للالتزام مستقبلا بعملية سلام مقبلة ؛ اكد موسي انه يتصور - وهو ليس عضوا بالحكومة أن مصر لها سياسة مستمرة ومستقرة في هذا الشأن، هي مستعدة وتعمل للتوصل إلى صلح فلسطيني-فلسطيني، وتوحيد الموقف الفلسطيني وهذا أمر مهم جدا للوصول إلى السلام والقدرة على تمثيل الشعب الفلسطيني في أي اتفاق قادم.

وأكد فى الوقت ذاته انه من الضروري أن تبقى إسرائيل مستعدة للوصول إلى سلام، معتبرا ان هذا سيكون من المواضيع التي سيتداول فيها اليوم الرئيس ترامب مع الرئيس السيسي، ومع كل الرؤساء العرب الذين سيلتقي بهم ترامب ؛ مؤكدا خطأ اعتبار القضية الفلسطينية انتهت، لأنها موجودة بشكل قوي جدا في أوساط الرأي العام العربي، وفي الحقيقة بشكل أكبر على المستوى الدولي لن يستقيم الأمر إلا بتسوية هذا الموقف.

وحول أجندة الفصائل الفلسطينية "المنقسمة" ؛ أشار موسي الى ان هناك إجماع دولي على أن تكون دولة فلسطينية آمنة مؤمّنة وقادرة على الحكم الرّشيد، وهذا ما يجب الاشتغال عليه، وأعتقد أن مصر تحاول التأكيد على نفس الأمر بالإضافة للدول العربية بصفة عامة

وحول مواقف نتنياهو المعلنة حول القدس والاستيطان والضمانات التى قد يحصل عليها الوسيط المصري من الجانب الإسرائيلي ؛ اكد " موسي " أن العلاقة المصرية الفلسطينية ثابتة، وأن إمكانية الحديث المصري الإسرائيلي يمكن كثيرا أن تمنح مصر القدرة على لعب دور بإقناع الطرف الإسرائيلي بتحريك المياه الراكدة وإقناع الطرف الفلسطيني بتوحيد الموقف هناك الكثير مما يجب فعله وأظن أن مصر قادرة عليه.

وبشأن اعتبار نتنياهو شريك للسلام يمكن المراهنة عليه ؛ اشار " موسي" الى ان هناك علامات استفهام حول مُراهنة مصر على نتنياهو كشريك للسلام، وربما تكون كثير من الأوساط السياسية الإسرائيلية أصبحت ترى في استمرار الاحتلال عبئًا واستمرار المماطلة نوعا من العبث ومن ثم، أعتقد أن هنالك في إسرائيل تطور للرأي العام نحو ضرورة الوصول إلى سلام، وأعتقد أن الانتخابات الإسرائيلية القادمة قد تؤكد هذا.

وحول مايثار فى اسرائيل من ان الحكومة الإسرائيلية تريد من مصر القيام بجلب دور عربي كامل للتفاوض معها أو لإيجاد تسوية إقليمية ؛ اوضح " موسي " انه ما لم تكن هناك خطة سلام تتعلق بقيام الدولة الفلسطينية، فلا يمكن التفاوض عربيًا ؛ موضحا ان الجميع ملتزمون بقيام دولة فلسطينية والعالم كله ملتزم بهذا، لأنه لا يستقيم أن نبدأ بالعكس، حيث الدول العربية تقدم كل ما لديها من تنازلات، ثم ننتظر أنْ تقدم إسرائيل شيئا وتعترف بالدولة الفلسطينية هذا قلبٌ للمعادلة، بينما الأصح أن كل طرف يتقدّم نحو الآخر، من أجل الوصول إلى نقطة نستطيع التوصل فيها إلى اتفاق.

اما عن رأيه فى الدور العربى وتنفيذ مبادرة الملك السعودى الراحل "عبد الله" بعد تحولات ما بعد الربيع العربي وفى ظل إدراة ترامب ؛ اوضح " موسي" انه لا يعتقد ان المبادرة العربية للسلام سوف تتغير أو تنقلب، ولن يتم حتى تقديم البند الأخير على البند الأول ؛ مضيفا ان المبادرة العربية باقية على حالها، وهذا الموقف العربي الذي يسانده الرأي العام العربي، بل والرأي العام الدولي، لن يتغير وبالتالي لا فرصة أبدا أن يُقدِم العرب على الاستغناء عن المبادرة العربية أو تغييرها، وهو إجراء غير ضروري ولا منطقي وغيرُ سليم، ولا يؤدي إلى أيّ نتيجة، من غير أن يكون كسبًا للوقت، وهو خسارة إضافية للجانب الفلسطيني والعربي.

وحول الازمة الخليجية أكد موسي ان الموقف العربى ضعيف وضعفُه هذا ليس بالأمر الجديد، لأن الفوضى التي حصلت بالعالم العربي والظروف الصعبة التي مرّ بها أضعفته؛ ولكن استراتيجيًا، الموقف العربي ليس ضعيفًا، لأنه هو الذي يقيم السلام مع إسرائيل، وشروط قيام السلام مع إسرائيل، في الواقع، هي المبادرة العربية كما هي الآن. وأعتقد بأن الضعف المرحلي الذي يوجد عليه العرب ليس ضعفًا استراتيجيًا.

وحول امكانية قيام إدارة الرئيس ترامب بإيجاد صيغة ما لإقناع الجانب الإسرائيلي بتسوية سلمية مع الفلسطينيين ؛ اجاب " موسي" ان الرئيس ترامب يتحمل دورًا كبيرًا، لأن أمريكا هي الصديق والسند الأساسي لإسرائيل، فإذا لم تنجح في إقناع الجانب الإسرائيلي ومعه أيضًا الجانب الفلسطيني بأهمية التوافق والوصول إلى حل مقبول في إطار القانون الدولي، فسيكون الأمر - صعب لأن ترامب سبق وأن صّرح منذ البداية بأنه يريد بذل جهد كبير للوصول إلى السلام، ولا بد أن ترامب يرى في المبادرة العربية طريقًا لذلك.

وحول المشاكل الداخلية فى مصر أمنيا وسياسيا واقتصاديا ؛ وتاثير ذلك على دورها اقليميا ؛ اوضح " الامين السابق للجامعة العربية ان مصر في طريقها إلى العودة إلى لعب أدوار نشيطة في المنطقة ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام تطورات فيها دول إقليمية تلعب أدوارا جديدة، لا سيما وأن العرب في حالة عزلة ؛ معبرا عن امله ان تلعب السعودية ومصر معًا دور كبير في التعبير عن الموقف العربي مستقبلا.