الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإسلاموفوبيا بدار الكُفر.. والنكاحوفوبيا بدار الإسلام


للأسف رغم ما تتعرض له عواصم أوروبية عديدة في الفترة الأخيرة لعمليات إرهابية على أيدي الذئاب المنفردة التي تنتمي لتنظيمات إرهابية خرجت من رحم الإسلام السياسي والإخوان وتم تدريب قياداتها في البيوت الأمنة لأجهزة المخابرات الأمريكية والأوربية نفسها ومولتها دول مثل قطر وايران وتركيا وبعد أن قامت تلك التنظيمات الإرهابية بالدور المرسوم لها في تخريب الدول العربية القديمة مثل العراق وسوريا وما يجري في اليمن وقتل المسلمين على أيدي مسلمين والغريب أن شعاراتهم التي يتسترون وراءها لابد أن تجد فيها الطريق الى القدس عبر أفغانستان وعبر بغداد وعبر حلب وعبر طرابلس ولم يطلقوا رصاصة واحدة على جندي إسرائيلي ويقتلون أبناءنا الحارسين لحدودنا مع إسرائيل بدلا من أن يذهب الى فلسطين لمحاربة الإحتلال .. ماعلينا المهم أنه رغم كل العمليات الإرهابية الأخيرة في الدول الأوروبية وأخرها تفجير محطة مترو الأنفاق في لندن والذي قام به شاب بريطاني مسلم من أصل عراقي ومن قبلها حوادث الدهس في برشلونة والذي راح ضحيته العشرات من جنسيات عدة ..

لم يعد يتحدث أحد عن من يتصدى لموجات الإسلاموفوبيا وما ينتج عنها من زيادة العداء تجاه الدين الإسلامي والجاليات المسلمة التي تعيش في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية .. والإسلاموفوبيا ياسادة ياكرام هي كلمة مستحدثة تتكون من كلمتي (إسلام) و (فوبيا) وهي لاحقة يُقصد بها الخوف غير المٌبرر من شيء يتجاوز خطره الفعلي المفترض وقاموس أكسفورد يُعرف الإسلاموفوبيا بالخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام كقوة سياسية والتحامل والتمييز ضد الاسلام والجاليات المسلمة وطبعا تساهم في كراهية الإسلام لدى تيار اليمين المتطرف والمعادي للمهاجرين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص وهو ما شاهدناه في فرنسا وفي أمريكا عقب وصول ترامب للرئاسة وقراره بمنع السفر الى الولايات المتحدة الامريكية من دول إسلامية بعينها ..

المهم أنني كنت أتمنى أن تتوجه كافة الجهود من كل المنابر المعتدلة والواعية وفي مقدمتها الأزهر الشريف منارة التنوير والتسامح والسماحة وصوت العقل المٌعبر عن روح الدين الإسلامي الصحيح بدون تطرف ولا تشدد نحو الغرب لضحد أي دعاوى باطلة تٌلصق الإرهاب الأسود الذي وصل الى عٌقر دار من صنعوه والعمل على تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها بعد ما أرتُكب من عنف وسفك دماء أبرياء بالعشرات والأسلام منها بريء .. للأسف الشديد بدلا من أن يتقدم مشايخ الأزهر الشريف الصفوف في محاربة ومنع موجات الكراهية والخوف غير المُبرر من الإسلام في الغرب ... 

نجدهم يزيدوا الطين بَلة ويهيلوا مزيد من الغبار والشوائب والتخاريف الى صورة الإسلام من خلال فتاوى النكاح الغير مُبررة أيضا وبكثافة غريبة ومتلاحقة وكأن هناك من يتعمد ذلك سواء كانت مواقع أخبارية ينبري الصحفي بطرح أسئلة من هذا النوع على احد الجهابذة من المشائخ مثل الشيخ الدكتور صبري عبد الرءؤف والمعروف عنه بغرابة فتاويه ويصدر فتوى جديدة نتيجة سؤال يتم توجيه اليه عن موقف الشرع من شخص توفت زوجته ولديه رغبة في توديعها نكاحاَ .. بالله عليكم من هذا الأدمي المتوفاه زوجته من ساعات مثلا ويرغب في نكاحها .. وياليت الأمر ينتهي عند هذا الحد .. تتوغل النكاحوفوبيا وتنتشر وبعدها بساعات يتم توجيه أسئلة للدكتورة سعاد صالح ورغم علاقتها الوثيقة والممتدة من سنوات بالعمل التليفزيوني من خلال برنامج يومي لها .. الا أنها وقعت في الفخ وأشارت الى أن هناك بعض الفقهاء أجازوا للرجال نكاح البهيمة .. وبعد البهايم لا مؤاخذة جاء الدور على نكاح الجن وأكل لحومها .. كل هذا ياسادة لو أضفنا الى منظومة النكاح الإسلامي (جهاد النكاح) وهو النصر الوحيد الذي حققته داعش والدواعش .. نعم الإنتصار الوحيد للدواعش هو النكاح .. والإساءة للإسلام وتشويهه .. الدين الإسلامي السمح الصحيح وضع المرأة في مكانة كبيرة وقدرها وأعزها بخلاف باقي الديانات .. إذن المخطط هو خلق حالة في المجتمع المصري تشبه حالة الأسلاموفوبيا في الغرب ولكن فيما يخص النكاح .. لتصبح (النكاحوفوبيا) والتحقير من شأن المرأة والزوجة لدرجة أن تتعرض للنكاح بعد وفاتها .. فقط لأن أحد المشائخ إستند الى أحد فحول الفقهاء ( والفحولة هنا جنسية وليست علمية ولا فقهية ) وهذا الفقيه الفحل من المؤكد أنه عاش وتوفى قبل 14قرنا من الزمان ياسادة .. 

أين أنتم يامشايخ من فقه الضرورة والاجتهاد من أجل أن نلحق بالتطورات التكنولوجية الحالية التي تسير بسرعة الصاروخ وإحنا واقفين عند فقهاء ماتوا من 1400 سنة .. أين أنتم من الإنفجار السكاني .. أين أنتم من الأزمة الاقتصادية .. أين أنتم من حرمان المرأة في الصعيد من الميراث لأن التقاليد تفرض ذلك .. أين أنتم من زواج الـ WatsAp .. نعم زواج يقع بين فتيات صغار وفتيان في سن المراهقة عبر تطبيق WatsAp على الهاتف المحمول ولا يعلم أحد من الأهل عنه شيئا مواجهة هذه المخاطر وحماية النشء وحماية أولادنا من المخاطر الجمة التي يتعرضون لها عبر الشبكة العنقودية أخطر وأهم من فقه الحيض والنفاس وأيضا حمايتهم من الوقوع في براثن تجار الإسلام السياسي وأزلامهم من التنظيمات الإرهابية حماية وتثبيت أركان الدولة في مواجهة المؤامرات الخارجية ومن يعاونهم من الداخل أهم تريليون مرة من مضاجعة الوداع ووداع المضاجعة .. إرحمونا .. إرحمونا .. وأفتحوا باب الإجتهاد حتى لا نظل في مؤخرة الأمم .. والله المستعان
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط