الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة مقهى خرجت منه ثورة 1919.. من أشهر رواده «سعد زغلول وجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده»

صدى البلد

تضم القاهرة العديد من المقاهي التاريخية التي صنعت التاريخ أو خلدها الأدباء في كتبهم كما فعل نجيب محفوظ مع الحرافيش، وبينهم أيضا مقاهي فرضت نفسها في ظرف تاريخي كما حدث مع مقهى «متاتيا» التي خرج منها أولى شرارات ثورة 1919 كما كانت نواة لنشر العلم والأدب بفضل روادها الذين تعودوا على ارتيادها.

في كتابه «ملامح القاهرة في 1000 سنة» يحكي الكاتب الكبير جمال الغيطاني عن تاريخ المقهى المهم الذي ضم مجلسه "رواد" كسعد باشا زغلول، جمال الدين الأفغاني، عبد الله النديم، محمود سامي البارودي رئيس الوزراء والشيخ محمد عبده أمير الشعراء أحمد شوقي والشاعر حافظ إبراهيم، عباس محمود العقاد» وغيرهم من رواد الأدب العربي.

ويقول الغيطاني: «وتعد قهوة ماتتيا أحد أشهر المقاهي في القاهرة مع مقهي الشيشة في شارع الجمهورية ومقهي التجارة ومقهى الكتبخانة أما مقهى ماتتيا فمكانه في ميدان العتبة الخضراء وفي ركن المقهى مطعم صغير للفول والطعمية كان رواد المقهى يجدون فيه حاجتهم من الطعام».

وتعود أرض المقهى في البداية لمنطقة خلاء في القرن الـ19 قبل أن يقرر الخديوي إسماعيل المهندس الفرنسي هوسمان بإعادة تخطيط منطقة القاهرة الخديوية وتأسيس ميدان العتبة وباقي الميادين ومن بعد ذلك حضر المهندس الإيطالي ماتتيا لاستكمال باقي مشروعات البناء في وسط البلد.

العمارة التي حملت اسم المهندس الإيطالي «ماتتيا» كانت هي نواة تأسيس المقهي أسفل العمارة التي كانت تعد أحد أشهر معالم ميدان العتبة في ذلك الوقت وساعد على شهرتها وجود «لوكانده» كانت تعد الأشهر في منطقة وسط البلد.

وكان هذا المقهى هو الأكبر ‏‏فى القاهرة من حيث المساحة، والأهم من حيث الموقع الجغرافى حيث كان يطل على ترام العتبة الشهير الذى أنشأه الخديوى، وكان يشغل بقية واجهة عمارة متاتيا المطلة على ميدان العتبة تحول المقهى بعد ذلك لمكان رواد والزعماء والمشاهير ليس المصريين فحسب، بل من كافة البلدان العربية، اتخذوا منه مكانا يجلسون فيه ويلتقون خلاله بأصدقائهم بل ويمارسون أنشطتهم الثقافية والتنويرية بين أركان المقهى وفوق كراسيه.

ارتبط اسم مقهى متاتيا باسم المناضل والمصلح الكبير جمال الدين الأفغاني وسعد باشا زغلول فكان تجمعًا هامًا لمناقشة العديد من القضايا فى الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية المصرية حتى أن البعض يفسر خروج شرارة وأولى المظاهرات في ثورة 1919 من على المقهى نظرًا لقيمته الكبيرة.

ظل المقهى الشهير صامد لسنوات طويلة حتى زلزال 12 أكتوبر 1992 والذي ضرب القاهرة وعددا من المحافظات بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر، فأحدث الزلزال وتوابعه التى استمرت قرابة أربعة أيام تصدعا بعدد من المبانى الأثرية المهمة خاصة ومنها عمارة متاتيا.

مع مرور الوقت ظل حال المقهى والعمارة من سيئ إلى أسوأ حتى قررت محافظة القاهرة عام 1999م، بهدم أدوار عمارة متاتيا الأثرية، ثم هدم كل ما تبقى منها لصالح مشروع نفق الأزهر، فكانت تلك نهاية أحد أشهر المقاهى فى مصر.