النسب

قالوا فى الأمثال الشعبية الشفوية "حاسب قبل أن تناسب" ، و" النسب مثل اللبن أقل شئ يعكره".

المجتمع تغيرت سلوكياته ،ولا ادرى ما السبب هل التكنولوجيا الرقمية ،أم ظهور البث الفضائى فى التسعينات، أم بعد الإنفتاح فى السبعينات، فهناك فجوة كبيرة بين جيل وجيل ، جيل تربى على القيم والمبادئ والعادات والتقاليد ، وجيل أخذ ثقافته من شاشات التليفزيون وشاشات pc ، فرق شاسع بين شاب يسخر ثقافته لبر اهله ، واخر يتعالى على بر اهله .

مقالى عن النسب وسألت والدتى عن أهم جملة أكتبها فقالت لى "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" وبحثت عن أصل هذا الحديث فوجدته غير صحيح فاصبح كالأمثال الشعبية يقال عن النسب ، ووجدت "تخيروا لنطفكم فإنكحوا الأكفاء" أخرجه بن ماجه ٧٠٦/١ .

كانت الفلسفة المصرية فى النسب فى قديم الزمان قائمة على "إن مكنش لك أهل ناسب" ، أى ان أهلك وعزوتك هم أنسابك وهم ظهرك وقوتك فهذا الأصل فى الزواج ، أما فلسفة هذا الزمان "إن كان لك نسب ، أفرمه فهم أعداءك" .

أعتقد أن إختيار زوج أو زوجة مسؤولية تقع على عاتق الاسرة بأكملها وليس اختيار الزوج فقط ، وذلك لأن هذه العلاقة علاقة إجتماعية مشتركة أطرافها من داخل كيان واحد.

فإذا شاب هذا النسب شائبة عادت أضرارها على الأسرة بأكملها وتحول الخلاف إلى صراع ، تحول الزوج إلى محامى لأحد قضبى النزاع وأصبحت المعاناة يوما بعد يوم إلى كارثة أسرية .

ويتحول لإرضاء الزوجة تارة وتارة أخرى إلى والديه وتبدأ سلسلة من المعاناة لابن هذه الأسرة.

ولكى تُحل هذه المشكلة من الجذور ننشئ أبناءنا على أن الاختيار مشترك ومن أصل البيوت الطيبة الكريمة .

وأهم النصائح للزوج ما يلى :
⭕ إذا أقدمت على الاختيار ، فاختار الودودة ، البشوشة التى تعلم المعنى الحقيقى للبر .
⭕ أنت من عاشرت الأهل وتعرف ما يخرج منهم من سلوكيات ومفردات ، وأيضا عاشرت زوجتك وعرفت عيوبها ومميزاتها وتعرف مفرداتها ،فإذا عانيت من مشكلة تحول إلى حكيم القرية الذى يصمت ليزن الأمور بميزان العدل ويحكم بما يمليه عليه لسان الحكمة .

⭕ إذا دخلت الزوجة بيت العم واحدثت مشكلة وبيت الخالة وأحدثت مشكلة وبيت الأخت وأحدثت مشكلة وبيت الصديق وأحدثت مشكلة وبيت الجد وأحدثت مشكلة ، فليس من المعقول أن كل هؤلاء خطأ وهى وحدها صاحبة الموقف الصحيح ، إذا هناك شىء خطأ فى شخصيتها .

النسب هو عمومة أولادك أو أخوال أولادك فعند الاختيار دقق بمن سيكون الخال/ة أو العم/ة فتخيروا لنطفكم
حتى تستطيعوا تكوين أسرة هادئة ومحيط عائلى مستقر.

رزقكم الله راحة البال والأمن والأمان الذى تبدئوا من خلالهم سلسلة الصعود على سُلم النجاح .