الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا .. ملامح خاصة


عندما تقترب من القاره الأفريقية تستطيع أن ترى الشغف وعمق التقاليد السمراء التى مازالت على حالها فى بعض مناطق القارة على الرغم من تأثيرات العولمة على اﻻنسان اﻻفريقى من جميع النواحى وخاصة الثقافية واﻻجتماعية، ولكن تشعر بأنك داخل كيانات ذات تاريخ قديم تشعر معه بالأصالة واﻻرتباط بالماضى وتراث الديانات الطبيعية وتقديس الكبار والشيوخ حتى بعد وجود السلطة المركزية مازالت قوة القبيلة تحكم وتؤثر بشكل فاعل فى الحياة السياسية وتبقى قوة زعيم القبيلة شاهدة على هذا التراث حتى وإن بقى رمزا ولكنه يتمتع بسلطة روحية ونفوذ شبه مطلق على أبناء قبيلته الذين يرون فيه القدوة والمثل.

صحيح.. أن هذه المعانى اختلفت نسبيا عن الماضى ولكنها تبقى أحد ملامح القارة اﻻفريقية ومازالت تمثل انعكاسا وصوره ذهنية ممتدة عن القارة وعالقة في اﻻذهان ولكن العيب أن يرتبط ذلك عند البعض كمرادف للتخلف وعدم التحضر والأمر كله يعتبر شكلا ممتدا كأحد السمات التي كانت موجودة في القارة ومازالت.

وارتبطت تلك الظاهرة بحكم الكبار أو الشيوخ التى كانت تعبر عن سبق القارة عن غيرها فى معرفة أحد اشكال التنظيم السياسى والمركزية فى الحكم ويعتير عدم تطور تلك الظاهرة فى مسارها الطبيعى بسبب انقطاع تطورها بفعل دخول الأوروبيين للقارة منذ حقبة الكشوف الجغرافية والتى صاحبها ظاهرة الرق التى مزقت تلك الكيانات القبلية وبعدها الحقبة اﻻستعمارية التى قسمتها لصالح اﻻطماع التى عليها تلك الدول وكان مؤتمر برلين شاهدا على التنسيق الكامل بين الدول اﻻستعمارية بغرض تحقيق مصالحها وتسهيل عمليات النهب المنظم للقارة.

هذا التقسيم أدى الى وجود مناطق نفوذ للدول اﻻستعمارية التقليدية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا دون صراعات بينها...ثم تبع ذلك ممارسات استعمارية فى داخل الدول أدت الى وجود ملمح آخر من ملامح القارة أﻻ وهو الصراعات الاثنية الممتدة وذلك بسبب سياسات التميز اﻻستعمارية لصالح قبيلة أو اثنيه على أخرى إضافه الى تحديد حدود الدولة على أساس سياسى مما أدى الى وجود تداخلات اثنيه بين الدول أى وجود اثنية واحدة داخل أكثر من دولة وهذا أدى وجود صراعات اثنية داخل الدول على واقع التمييز مما يؤدى إلى اﻻحساس بالتهميش الذى يعقبه انفجار الصراع الذى يكون دمويا لأنه يمس مسألة عميقة أﻻ وهى التعصب العرقي والدينى أحيانا وبمجرد بداية الصراع يمتد والحلول ﻻ تكون جادة ونهائية ولذلك يصبح تجدد تلك النوعية من الصراعات اﻻثنية مسألة حتمية فى ظل عدم عدالة الحلول.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط