الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشروع ليلى


مشروع للجموح ... الوصول إلي الطرف الآخر حيث الحرية المطلقة في فعل الأشياء دون الرجوع إلي الأديان السماوية ... مشروع للهروب من النظام الكوني الذي خلق الله البشر عليه وأمرهم بيه ... الفكر ليس في الأغاني التي تطرح من خلال هذا المشروع الفكر في ما وراء الانطلاق منذ البدء ... البحث عن التحرر الفكري والديني والدنيوي ... حياة بوهيمية لا ملامح لها ولا حدود... تحكمها الرغبة ولا يحكمها الشرع أو العرف المجتمعي ... استطاعت استقطاب فكر عدد كبير من الشباب من بلدان متعددة ... السن الخطر الذي يسعي للتحرر واثبات الذات دون حدود أو شروط...

والخلاف الجوهري حول هذا المشروع هو هل حقًا يستحق ما وصل إليه من نجاح وشهرة استطاع بها أن يجوب بعض بلدان العالم ... أم أن الفكر الذي وراء هذا المشروع هو ما يحكم الأمور والقدرة علي الظهور المجتمعي!! كلمات عندما تقرأها لا تصل إلى شيء غير مغزى وحيد أن تحيا هائمًا في الأفق دون شروط وحدود ورقابة...

الحياة الهائمة التي تحكمها الرغبات والمشاعر المتضاربة بين حب الأرض وكره نظامها... وبين حرية اتخاذ القرار أينما شئت في أي موضوع كان، لا تؤدي في نهاية المطاف إلا لفساد المجتمع وانتشار الفتن والضلال عليها ... يتناسي البعض أن للأرض ملك حي قيوم يري ما يحدث ويعقب برد فعل عنيف علي أي فساد مزعوم علي أرضه فساد الدين أو فساد الفعل والعمل ...

حكايات متعددة سردها لنا القرآن تحكي وتروي كيف خسف الله الأرض بأقوام قبلنا وكيف أنقذ المؤمنين من الهلاك العظيم ... ومع الأسف لم تتعظ بعض الدول من فعل الملك العظيم والذي تروي حكاياته الأديان السماوية المختلفة ونظروا للأُمور من منظور الحرية والديمقراطية حتي فسدت بعض البلاد وتلوثت من فعل ساكنيها من الأمور الموبقة والتي يرفضها العرف والدين...

الحسرة الكبري هي تحول الجموح إلي العوالم الاسلامية وانتشار الفكر الشاذ بين ابنائها ، فكر يؤدي إلي الهلاك الأعظم ولا تستطيع معه الحياة بنقاء وبركة... هل أتي علي أرض مصر المباركة الزمن الذي كُتِبَ عليها فيه التباهي بما يغضب الله جهرًا وعلي الملأ؟ هل تحولت بعض براعم المجتمع المصري إلي براعم فاسدة تحتاج إلي العزل والمعالجة حتي لا تنشر الفساد بين الآخرين؟

العجب نراه والعجب كل العجب من سرعة انتشاره والدعوة إليه جهرًا ... مع احترامي الكامل للحريات والديمقراطية إلا اننا دولة من الدول الإسلامية العريقة المذكورة في الكتاب الكريم والتي تحمل ربوعها ذكريات لأنبياء الله وبها أماكن مقدسة كيف تتحول بعض براعمها إلي براعم شاذة ... شذوذ فكري وفعلي يفسد القلوب ويحرض علي التفكك المجتمعي ينتشر بين أبنائنا ويتوغل ببطء ليفسد مجتمع يحتاج للمعالجة من أمور متعددة مجملها الفساد في جميع المجالات.

فساد يطحن المواطن ويذهب ثمرة الجهد المبذول من الدولة هباءًا ، نحتاج إلي التداوي من منظومة مجتمعية فاسدة تتوغل في الجذور وتضعف الكيان المجتمعي الذي يصل إلي المئة مليون نسمة ، قوة خارقة إذا اكتمل شفاؤها وطرحت ثمار الخير تهز العالم بأكمله ... حال يحزن القلوب أن تتحول الأراضي التي تحمل ذكريات أنبياء متعددة إلي أراضي يسكنها الفاسدون في جميع المجالات وآخر ما ظهر لنا علي ساحة الفساد التباهي بالفساد المثلي والدعوة إليه علنًا ... وكأنما يقولون نحن معكم أيها العالم الذي تحرر من قبضة مالك الملك وصرنا أتباعًا لشيطان الفكر والجسد حتي ينتصر الشر في النهاية ونصبح ملوك الارض !!!

قلوب مسحورة بسحر الفساد أبهرتهم الحرية المطلقة وعمت أعينهم الأفكار حتي توغل الخلل بين بنيانهم وأصبحوا مسخ ضال يحتاج للمحاربة حتي لا ينتشر بين الجموع وتفسد أمة بأكملها ويكون مصيرها الخسف أو العذاب الأليم من رب العالمين.

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط