الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تهور البرزاني.. يقود شعبه إلى المحرقة!


لا يريدون للفتنة أن ترحل من حول العراق ... ولا يريدون للاستقرار والسلم أن يضع لبناته في أرض السواد ..

ولطالما أريد بهذا البلد المبتلى بالصعاليك والمتهورين شرا .. ولكن بقاءه كان قدر الصمود دائما في إحياء مسيرة التحدي لكل من أراد به سوء ...!

نعم تعب العراق كثيرا ولكنه لم يخضع يوما ولم يسلم للانحناءة ظهره أبدا وظل مستقيما في وقفته رغم الأعاصير التي حاصرته ...!
وفي النهاية قذفوه بداعش السلفية قطاعة الرؤوس فقام لها بصدور رجاله لا يلوي على الهروب من الميدان ولا يولى ظهره يوما حتى أعلن غيره الخسران ..!

قدم الضحايا وسط كل الميادين ... ولم يستكثر يوما عطاياه عندما كان غيره يفر باحثا عن منفاه ..!

حتى كسر ظهر المؤامرة التاريخية الكونية بعناصرها التراثية وظل مثابرا حتى لامست قبضاته الحدود .. حدود الوطن وحدود أمانه واستقراره ..

وما إن أثمرت جهوده وأفاءت عليه ببعض الاستقرار حتى ضربوا جبهته من جديد بفتنة مسعود البرزاني المنفذ الأمين لخط صهيوني قديم يعمل على تفتيت الأوطان وصك جبهتها بخاتم الفرقة والنزاع حتى تستمر حوله وحول كل المنطقة مسيرة الدماء والآلام ..

وإلا فأتوني بمستفيد واحد لما يحدث اليوم من شغب في كردستان العراق وسط سخافة أقلية عرقية كفرت بقيم المواطنة والتعايش وذهبت لتسمية تهورها استفتاء على فصل قطعة من أرض الوطن الكبير الذى يتوسد كرسي الرئاسة فيه رجل كردي لنصل في النهاية لتحقيق طموح مذبوح قبل أن يشب ليبقى الكيان المولود ميتا محصورا ومحاصرا بين حدود جغرافية مغلقة يعلن محيطها العداء لسكانها والقطيعة مع أهدافها لتموت هناك الحياة حول أوكارها فلا ملجأ لها إلا الالتزام بقوانين التواصل والتعايش التي هي بفعل جغرافيا هذه المنطقة قضاء قدر ...

ماذا يفعل بنا التهور الانفصالي الكردستاني اليوم ؟

وهل بظنه أن ينصره الصهيوني في مواجهة العراقي والإيراني والتركي والسوري مثلا ..؟

لكم عاني الإنسان من المتاجرين بحقوق الإنسان ولكم عانت الأوطان من المتاجرين بشعارات حقوق الشعوب والأقليات في الانفصال ..!!
اليوم تغازلنا أمريكا وأوروبا والهند والصين وغيرها من النطاقات الجغرافية المختلفة بعناصر قوتها التي جمعتها من ثراء تنوعها ..
التنوع الديني والعرقي والمذهبي والفكري ليصنعوا من هذه الفسيفساء أوطانا تنظر للمستقبل لا الماضي للبناء لا الصراع للتطور لا إعادة الهمجيات القديمة تحت رايات قومجيه تعادي قيم المواطنة ومبادئ الدولة الوطنية المعاصرة ..!

لن يفلح شعب يعيش في الوهم تحت شعارات مكذوبة تذهب به إلى الجحيم عندما يجد نفسه في مواجهة مع كل من يحيط به ...
لا حقوق لأقلية في الانسلاخ بجزء من الوطن في مواجهة أغلبية ساكنيه ...
وإلا أصبحت فوضى تشقى بها كل الجغرافيا في هذا العالم التعيس بالمشاغبين الجهلاء ..!

والغريب أن المشاهد المهينة والأزمات الطاحنة والفشل الذريع الذى حاصر ولا زال وسيبقى دولة جنوب السودان التي أغراها الصهاينة أيضا بالانفصال عن السودان كفعلهم بالكرد اليوم في شمال العراق لم يستلهم منها الكرد كأقلية عرقية ما يكفي من العبر السياسية وذهبت نخبهم الجاهلة للتجارة بقضية شعب مسكين ليقودونه إلى المحرقة بمواجهة لن تحقق لهم نصرا مطلقا حيال أغلبية الشعب العراقي الذى يملك من الحق ما يكفي في مواجهة الانفصاليين الذين يريدون تفتيت الجغرافيا لصالح هوى استعلائي لا يمكن أن يمر في أجواء العراق ..!

والذاهبين بأوهامهم إلى جر إيران وتركيا لمواجهة عسكرية مع سكان شمال العراق لدحر عناصر القوة المتبقية في المنطقة لن يفلحوا في ذلك أيضا كون سقوط مسعود برزاني ومن معه أقل بكثر من أن تتحرك لمواجهتهم مركبه عسكريه واحدة ..!

ففي أي سلة خاسرة يا ترى وضع هذا المغامر المتهور بيضه إذن ..؟

إن وحدة الأوطان ليست مجالا للعبث ... وتحريك السكين فوق الخارطة لا يمكن له إلا قطع الأيادي المارقة ..

فهذا العراق بحدوده الثابتة لا مكان فيه للخونة الذين أرادوا الذهاب به إلى العراك وسفك الدماء من جديد ..

وليبدأ من الآن النفير العام لمواجهة تنطع المتطلعين إلى هزيمته دون إدراك أنهم حيال وطن لم ينكسر بالرغم من تضافر المحن ...!

ولن يكون استفتائهم إلا أوراق تذروها الرياح بين حنايا المرتفعات التي ترسم حدود هذا الوطن وتجعل قوته في تماسكه ووحدته ... مهما استقوى المكر به ... ولعبت أجهزة الاستخبارات الدولية فيه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط