الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيادة السكان أحد موارد الإنتاج والقوة لو كنتم تعلمون ..!


إذن لا تحدثونا عن زيادة السكان بل حدثونا عن زوايا الفشل 
كما يحكي السطر الأول من المقال الذي يحيط بمكر الساسة ومن معهم في زفة الإعلام ...
لا تحدثني أبدا عن ندرة الموارد ولا عجز الميزانية ولا ضغوط الحاجة ولا مقارع الفقر وزيادة السكان ....

يكفي أي حكومة كي تبرر عجزها أن تحدثني عن فشل إدارة اللحظة ومواجهة الارتباك بمزيد من الارتباك ... وتحدى الإعاقة بما يضيف إليها إعاقة إدراكية لا تستطيع الوقوف على طبيعة المشكلة وإدارة المشهد ناحية الخروج من عنق الزجاجة التي قدر لنا أن نبقى فيها لما بعد أزمان قادمة ما دامت الأمور تدار عبر تكريس الفشل بمزيد من الفشل بعد تعطيل القانون وغياب الشفافية وانكسار سطور الدستور لصالح الأهواء الرخيصة ...

فاليابان دولة بلا موارد طبيعية وهي في القمة.. وأوروبا بمجملها دول بلا موارد كأفريقيا والشرق الأوسط ومع ذلك أين هي وأين القطيع الآخر ..؟

والشرق الأدنى الذي فيه كوريا والصين وأخواتها هناك دول كثيفة السكان شحيحة الموارد ولكنها استطاعت أن تجعل من عدد السكان رافعة اقتصادية وقوة إنتاجية وداعما لاستقرار الدولة بالعمل والعلم والخلق الكريم وهي ثلاثية ضرورية لأي نهضة تحتاجها أمة من الأمم ...!

بل لم تنتفع أفريقيا مع الوطن العربي ودول في الخليج هائلة الموارد شحيحة السكان بما جاءها من الخير وما أحاطها من المال وظلت ترتع في مربع الفقر المعرفي ومثلث التخلف الذي لم تزحف من أحد زواياه لترتقي إلى العالم الأول أو الثاني مثلا ..

يكفيكم أن تحدثونا فقط عن فشل الإدارة فيما تمتلكون وغياب الأخلاق فيما تعملون والتسليط على فقرات النهب المنظم فيما يسند إليكم من أعمال بظل قوانين على قياس هز الوسط لا تعمل للمستقبل بل لمتع السُكر والنهب المنظم ..!!

حينها سيكون كل مورد في الوطن عبئا ... وكل رافعة إنتاج جناية ... وكل وسيلة لدعم التطور بئرا معطلة وقعرا مظلمة ..

في حوار صحفي لا يمكن لنا أن نخفي ما خلفه من قيم ولا نلغي ما يحمل من ملامح التربية السياسية صرح رئيس الوزراء التركي يلدريم على أثر المحاولة العسكرية الفاشلة التي أرادت تغيير نظام الحكم في تركيا وإزاحة أردوغان وجماعته قال الرجل إن الشعب التركي بعد المحاولة قام بدعم الاقتصاد التركي بـ 11 مليار دولار عبر تحويل جزء من مدخراته وفورا إلى الليرة التركية ...

التصريح جاء في وقت كانت تحاول فيه الحكومة المصرية استصدار قانون يجرم شركات الصرافة المملوكة للقطط الثمينة ورجال أعمال مهتمين بالمضاربة في الدولار بين شعب ونخب يتهافتون على تخزين الورقة الخضراء لضرب الجنيه المصري وتعويق قدرات البلد على الاستقرار في القطاع المالي وما يعقبه من اضطراب سياسي نتيجة للقفزات غير المسبوقة في الأسعار بين شعب فقير المعرفة والسلوك والمال أيضا ...

كيف سارع رجال المال والحكم ومعهم مؤيدوهم في تركيا لدعم دولتهم بمدخراتهم بكل أريحية فيما يتسارع هنا رجال المال وحواري السلطة لسحل العملة الوطنية المصرية من أجل أنفسهم لا الوطن ومدخراتهم على حساب خيرات البلاد واستقرارها ...

هذا المشهد بالطبع يختزل جزءا من السبب الذى أدى بنا إلى العيش طويلا في زاوية الفشل الذى يخيم على كل شيء .. فشل في إدارة موارد الدولة وتوجيه طاقاتها ناحية الإنتاج والكف نهائيا عن الاستيراد .. وفشل في تربية الشعب والارتقاء بسلوكه ليكون بجوار وطنه في مواجهة التحديات ..

وفشل في ترسيخ قيم الإخلاص والوطنية نتيجة لما يراه الناس من انحراف القوانين وغياب العدالة وشيوع نوع من البلطجة كسلوك عام يمارسه الجميع لا نستثني أحدا كل بطريقته وعلى طريقته ووفقا لمكانه ومكانته ... ثم يريدون أن يختزلوا كل هذا الإخفاق في زيادة السكان التي تعتبر للدول المحترمة أحد موارد الإنتاج والقوة..

ساعتها سنقول لهم عفوا يا سادة .. يكفيكم أن تحدثونا عن زيادة الفشل حتى تُروى سطور الحقيقة من أبجديات أخفقت في تشخيص الأسباب ووضع ما يواجهها من سياسات .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط