الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد علي يكتب «نعي اللحاد»

صدى البلد

فارقني شخص إلى الأبد ..
عنده ما لم يسعد به أحد
إخلاص الكلاب فيه طبعًا ..
وصبر الأبل لديه قطعًا !

يسميه معارفه اللحاد ..
فكتاباته كخرط القتاد
بائسة سوداء كالمداد ..
ويندر إعجابه بالعباد
يطل لبعضهم ببسمات ..
ويودع آخرين بلعنات
لقاؤهم بديل الكافيهات ..
وهم لديه دفتر وفيات

هو ينتمي للفئة الفارة
شارد كالذئاب الضالة
ولا يطرب لأي زمارة
فمزماره قصبة صنارة

صناعته غزل البنات
كلمات كحشوة القات
بضة كأثداء السيدات
زاهية ولينة كالحيات

تراقصت كل القردة بيديه
ومال صنف نساء لشفتيه
ثم حفر يومًا لحده بظفريه
فبالت جميع الضباع عليه

ضيع بديع الفرص الثمينة
وضلله فيلق رفاق المدينة
صداقتهم كانت فعلاً متينة
وخيانتهم مثلهم حقا نبيلة !

اللحاد كان يومًا ريتشارد
خانه صبي بصحن المعبد

أتراه وعى الدرس حقًا؟
أيبقى لسانه للأبد زلقًا؟
نوبة سكر تشعله حتمًا
وقطعة منه تقتله شهرًا ..

أراه يمشي الآن زحفًا ..
ليته كان صنما حجرًا
ولم يقتله الألم كمدًا ..
نساعده كي يبقى بشرًا

نؤهله ليصبح مدرسًا
ليبقى بالساعات واقفًا
ويلاغي طلبته هامسًا
فيغلبهم النعاس قسرًا
ساعتها نودعه حزنًا !

لجميعهم في جعبته حكايات
قصص ناعمة وحكر للبنات
وللبنين منهم كل المغامرات
سيمنع عنهم تقبيل الفتيات !
عندها نطرده بحجة الانفلات

يحدثهم آسفًا عن الصحافة
سيقاطعه شبان بكل سخافة
فيجادلهم حتى قيام الساعة
ينصحهم بتحاشي أي كتابة
خصص ساعة فقط للقراءة
حتى تدبج ذات يوم مقالة

يومها تبني لك بحق منارة
تغيظ بها حتما رفاق الحارة
وتدهش أهلك كمقبرة سارة
أو كبالوعة أمام العمارة !

انفجرت طالبات في الضحك
فامتقع وجه العميد الرشيق
أمرهم بتسطير خطاب أنيق
يستبعد فيه اللحاد الصفيق

نصحه بتجنب مهنة التدريس
وله بيع المشط في الأتوبيس !

محمد علي - مدير تحرير الأهرام