الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يحيى ياسين يكتب: ما بال معاوية فى "كربلاء" يرحمكم الله؟‎

صدى البلد

خوضٌ ثم طعٌن ثم لعنٌ، ثلاث مراحل يمر بها المسلم العادى ثم الصوفى فالشيعى، ما بالكم ومعاوية رضى الله عنه؟، أكثر ما أثار حفيظتى فى ذكرى عاشوراء ومقتل الحسين رضى الله عنه حفيد رسول الله، هو السباب واللعن فى شخص معاوية وأنه من جاء بولده يزيد قاتل الحسين!، فتختلف درجات النبذ والكره بين الشيعة، فمنهم من يراه فاسق، ومنهم من يراه "فاجر" لخروجه على سيدنا «علي بن أبى طالب» رضى الله عنه ورفضه البيعة وقتاله فى معركة "صفين"، ومن الصوفية من ينزع عنه لقب صاحبي رسول ويعتبرونه من عامة المسلمين له ما له وعليه ما عليه.


لا تجدهم ينقمون على معاوية إلا باطلًا ورب الكعبة، فإذا ما سُئلوا عن بغضهم له أجابوا أنه رفض البيعة لطمعه فى الخلافة!، أما فى هذه فقد كذبوا فوالله ما طلب البيعة لنفسه "خليفة"، فقد طلب البيعة لقتال «قتلة عثمان رضى الله عنه»، وأما الثانية يتهمونه بأنه قسم جماعة المسلمين بفرقته عنهم!، وفى ذلك كذبوا أيضًا فوالله ما ارتضى للمسلمين سوى الثأر من قتلة ابن عمه فهو وليه وكثيرًا ما راوده العدول عن ذلك حتى لا يتفرق المسلمون، وأما الأخيرة فلأنه أخذ البيعة لولده يزيد (قاتل الحسين)، وفى هذه اتفق أهل السنة والجماعة على أنه جانبه الصواب فى هذا القرار لأنه شرع مبدأ توريث الحكم فى الإسلام ولم يكن موجودًا من قبل.


أما بن أبى سفيان رضى الله عنه أمير المؤمنين، ومن كتاب الوحى الأمين، وصاهر رسول الله (ص) فى أخته أم المؤمنين "رملة بنت أبى سفيان"، أسلم قبل فتح مكة على عكس الروايات الشيعية الكاذبة التى ذكرت أنه أسلم بعد وفاة النبى ببضع سنين، شارك في فتح مدينة «صيداء وعرقة وجبيل وبيروت»، ولما استُخلف عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه) ثم ولّاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له.


يتهمه الشيعة بأنه هو من أجج الفتنة بين المسلمين حيث بايع صحابيا رسول الله "الزبير بين العوام وطلحة بين عبيد الله" رضى الله عنهما لقتال سيدنا (على) رضى الله عنه، فوالله ما فعل ذلك سوى تأييده لهم فى الثأر من قتلة عثمان وليس قتل ابن عم رسول الله! وما ثبت فى التاريخ عنه بدليل قاطع سوى مؤرخى الشيعة المزيفين الذين أرخوا بعد انتهاء الدولة الأموية فى الأصل، فلم ترد ورقة واحدة تؤرخ حكم معاوية فى عهده!، بل ويزيدون فى التزييف أنه شرع سب أبى الحسن على المنابر!، ويستمر الشيعة فى التطاول على الصحابي الجليل بأنهم جعلوا سب معاوية ركن من أركان الدين فى شرعهم!.


تالله أحسب الشيعة وبعض فرق الصوفية فى ضلال وخوضهم فى سير الصحابة الأجلاء الذين قد خلت سيرهم ورضى الله عنهم وهم فى غنًى عن ذلك!، فترى العجيب والغريب فى ذكرى احتفال الشيعة بعاشوراء (مقتل الحسين) كـ اهلاك للنفس وتعذيب ولطم وحزن شديد ويدعون أن ثورة الحسين قائمة فضلًا عن العبارات الخطيرة التى يرددونها، وإذا سُئلوا من أين لكم هذا؟، افتروا على رسول الله أنه لطم على صدره عندما علم بمقتل سيدنا "حمزة بن عبد المطلب" رضى الله عنه وما كان له أن يفعل ذلك فقد افتروا بهتًا، بل يبالغ الشيعة وخاصة الاثنا عشرية منهم فى الحزن على الحسين أكثر من أبيه!، ويغفلون فى الحزن عن أبناء الحسين الذين قُتلوا معه فى نفس المعركة! (أبو بكر وعمر وعثمان) فقد لأنهم على أسماء صحابة رسول الله الذين ينهلون عليهم سبًا وشتمًا.


لا يختلف أهل السنة والجماعة مع الشيعة فى فاجعة مقتل الحسين!، إنما اللطم والضرب على مقتل الحسين وأن ثورة الحسين قائمة؟ فعلى من تقوم الثورة؟ أوَ يدعى الشيعة أن أهل السنة هم قتلة الحسين أو أنهم ناصروا هذا الفعل؟ فوالله كذبوا جملةً وتفصيلًا فى ذلك، فحزن أهل السنة ومتبعيها لا يقل فى شئ عن هؤلاء المدعين المبالغين، فتجدهم يتجمعون فى المقامات المختلفة التى لم يتفقوا حتى هذه اللحظة عن صحة أحدها فى مدفن الحسين، فقيل أنه فى النجف بالعراق وقيل رأسه فى القاهرة بمسجد الحسين، وله مقام آخر فى سوريا!، يلطمون الحسين ويبكونه بل يصل اللطم حد الأذى!.


وقال «الملا علي القاري»، عندما حضرت الوفاة معاوية رضى الله عنه، إنه كان عنده إزار رسول الله ورداؤه وقميصه وشيء من شعره وأظفاره فقال:"كفنوني في قميصه، وأدرجوني في ردائه، وأزروني بإزاره، واحشوا منخري وشدقي ومواضع السجود من شعره وأظافره، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين"، فرحم الله معاوية وكفانا الله شر السباب والخوض فى قوم رضى الله عنهم فى كتابه ( رضى الله عنهم ورضوا عنه)، فأتذكر قول رب العالمين «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون».