الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمود الجلاد يكتب: 17 أكتوبر.. قصة نهاية لـ «فوضى الفتاوى»

صدى البلد

محفل كبير على الصعيد الدولي، ينتظره العالم العربي والإسلامي، يحضره علماء ومفتون من 60 دولة تجمع قارات العالم المختلفة، علماء الأمة الإسلامية وكبارها يجتمعون على أرض الكنانة، لإنهاء فوضى سببت لنا حالة من التوهان والتخبط ممن خروجوا على الشاشات وتصدروا للفتوى دون مراعاة لأي قيم.. نعم هو المؤتمر الدولي الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر الجاري.

الإفتاء علم له أصوله وضوابطه وفن يحتاج إلى تدريب ومهارات، صناعة لها متخصصوها، وكذلك الإعلام بمجاله الواسع دوره كبير في حياة الناس وإخبارهم بما يشغلهم، لكن هناك من يسيء استخدام الآلة الإعلامية وهناك من يشيع الفوضى باسم الدين.

"الفتوى" صناعة، ومهنة، لا يقترب منها إلا المكلف بها، ولا وقت للعبث، حتى ولو كان صاحب علوم شرعية، لكن الأيام القليلة الماضية أطل علينا كل من قرأ فأفتى.

برؤية الوسطية، تقود دار الإفتاء حرب ضروسا طوال الأعوام الماضية، للحفاظ على استقرار المجتمعات الإنسانية، فنظمت دورات تدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج، وإرسالها نشرات دينية شهرية باللغة الإنجليزية إلى السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، والتواصل مع دول حوض النيل والاهتمام باللغات الأفريقية "السواحلية، الهوسا، الفولانية، الأمهرية"، ومرصد الفتاوى التكفيرية الذي أشادت به الأمم المتحدة في الدورة الحادية والثلاثين.

وكان لها أيضا إنجاز لم يسبقها أحد في السوشيال ميديا، فقد اقتحمت صفحات التواصل الاجتماعي بطفرة غير مسبوقة في حجم وأعداد المشاركين والمتفاعلين، فكانت ولاتزال الدار تبهر وتسبق الجميع بكل ما هو جديد.

ولعل الناظر إلى ما وصل إليه الحال من الإفتاء بشكل عام، وما يحيط بنا من حاجات ومخاطر يلحظ أن تلك الأمور تدعو وبشدة للجلوس على موائد البحث العلمي لدراسة فوضى الفتاوى التي نرها، وإيجاد الحلول لمشكلاتها وطرح الخطط لإنهاء هذا الأمر، الأمر الذي جعل دار الإفتاء عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن تجمع علماء ومفتي قارات العالم في مؤتمرها الدولي الثالث برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ولحساسية الموقف، في وقت مهمومة فيه الأمة والعالم كله بالتخلص من الاٍرهاب الذي روع وطال الكثيرين، فكان لزاما إنهاء هذه الفوضى التي ستجلب على الشباب وبسطاء الأمة مخاطر كثيرة، ومن هنا كان لدار الإفتاء خطوة نحو المسار الجيد، فجعلت عنوان مؤتمرها "دور الفتوى في استقرار المجتمعات"، لبحث آفاق عملية الفتوى من حيث تعلقها بحفظ استقرار حياة الناس في مختلف نواحيهم سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وكيفية استخدام منجزات العلم الحديث بروافده المتعددة في خدمة هذه العملية، أو الصناعة كما يسميها بعض الفقهاء.

وليس كثيرًا على فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للإفتاء، والدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتي والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء وعلماء الدار، وكوادرها، ورجالها، أن يضعوا لنا الحلول لأي مشكلة تواجه مجتمعاتنا العربية والإسلامية بشكل علمي وعملي، فدائما ما يثبتوا أمام العالم أنهم قادرون على تجاوز أي مشكلة تطفو على الساحة، فالدار كانت ومازالت هي المؤسسة الأكثر وعيا وإدراكا ومسئولية، وذلك أمر نابع من ثقل عربي وإسلامي لها، أشبه بثقل مصر وتاريخها ومكانتها.