الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجتي الحبيبة.. أرجوكِ "أنتخي" قليلا


ليست المرة الأولى التي تقع فيها حوادث من نوع هذه الحادثة التي جاءت بطلتها هذه المرة - عديلة - الأخصائية الاجتماعية التي سحلت من قبل طالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة محمد عبده بوابور الطحين في عين شمس الشرقية وقد طرحته أرضا بالفصل الدراسي أمام زملائه ووضعت قدمها على صدره بينما تولت عصاها القصاص منه في جريمة لا يمكن أن تمر بلا عقاب ..!

واقعة يجب أن يتحرك لها ولما يشبهها من كوارث أولى الألباب من شخصيات ومؤسسات وكيانات حقوقيه كي تكون رساله لكل من تسول له نفسه القفز فوق القيم وتحدي القانون بأن يكون السجن مكانه لا مدارسنا ... والتسول مهنته لا أروقتنا التعليمية ووظائفنا الحكومية ...! 

- عديلة ومعها عديل - هما نتاج لعهد طويل من الفساد الذى قدم لنا أصناما متحركة تحمل أوراقا ممهورة بأختام مجهزة للسطو على عقول أبنائنا الطرية التي تحتاج مع التعليم إلى التربية وتحتاج مع التربية إلى الصبر لتلقينها وسائل الرقي بجمال التلقي ..!

ولذا علينا أن نعلم أن البيئة التي تفشل في إعداد المعلم الصالح وفقا لخلطه خاصة من المعارف النفسية والتطبيقات السلوكية الراقية والاجتماعية السوية ليكون قدوه تصب عطائها وجلالها ورقيها في خلايا جيل جديد نافع للوطن ... هذه البيئة الفاشلة لن تستطيع رفدنا إلا بأمثال عديل أو عديلة التي أصبحت ظاهرة تجتاح ليس فقط وزارة التربية والتعليم بل كل وزاراتنا الخدمية وغير الخدمية ..!

بيئة كسل نهبويه من الدرجة الأولى كل همها الزحف بالأيام لآخر الشهر من أجل الحصول على الراتب وسحق كل ما يعترضها من قوانين متراخيه لا تملك مؤهلات القصف عبر رقابه جاده على الأعمال جوده وإنتاج وكيفيه ...!

هذا الواقع الذى قدم لنا من قبل صورة الطالب المسحول تحت أقدام عديلة يقدم لنا اليوم بموقع آخر طالب مسحول تحت أقدام عديل ليلخص المشهد برمته ... المشهد الذى نعيشه .... والمشهد الذى نرقبه أيضا ....!

فلا يمكن أن يأتينا مستقبل مشرق من تحت أقدام هؤلاء الهمج المحتلين لمدارسنا يمارسون فيها بالعف الإرهاب لا التعليم والسحل لا الترقيه والإرعاب لا التربية .. 

بل سيكون إنتاجهم جيل ضامر الوعي ... مهزوز الكفاءة ... متلعثم لا يعرف السطور من الساطور .. لتنتظره أخت عديله من الرضاعة على الناحية الأخرى .. داعش المنصوبة خلف الناصية تحت رايتها الغاوية ... حول غلالة جهل وبلطجة ..!

نحن من ننتج الإرهاب .. ونسعى بكل إمكانياتنا لإسقاط أنفسنا ومستقبلنا عندما لا يكون هناك مؤسسات جادة تتسم بالانضباط والشفافية تؤهل كل العاملين في أجهزة الدولة وأخص منهم وزارة التعليم والصحة والمحليات وغيرها من الجهات التي تتواصل مع المواطنين بشكل مباشر ..!

كيف نفذت عديلة وقدمها وعديل وعصاه إلى صفوف وزارة التعليم وأقصى ما يمكن أن تحصل عليه مع ملابسها المحتشمة وحجابها الملون هو سجانه في عنبر النساء ..؟
كيف أصبح الحصول على وظيفه في وزارة تعليم وتربيه أمرا متاحا ومباحا لطوابير من المرضى النفسيين والمضطربين عقليا ..؟

أين كشوف اللباقة واللياقة الصحية والنفسية وتدريبات التأهيل السلوكي ومراقبتها لكل الملتحقين بوزارة التربية والتعليم عبر تقارير شهرية ..؟!

كيف يُترك أبناء الوطن ومستقبله هكذا كلأ مباحا لسطوة عديل وعديلة وجنوح قدميها ..؟

أليس في منظومة الدولة كيان رشيد يأخذ بأيدي الجيل الجديد إلى بر الأمان ..؟

إلى متى نستمر في تدوير الخطايا ... ليأتينا كل جيل من تحت أقدام عديله وعديل بألف منهما أو يزيدون ..؟
نحن نتجه إلى الهاوية عندما يغيب العقاب .. ويتراخى القانون .. وتتدخل المحسوبيات ... وينزوي التقييم .. ونعيش على استثمار العلاقات الشخصية أو الأحقاد البينية ..!
هذا واقع لن يعطينا مفاتيح المستقبل ...

هذا المستقبل الذى تلمحه منزويا في عين الطالب الذى قام من تحت أقدام عديله لتبقى الصورة المنشورة حوله تاريخ يشمع كل مستقبله بالشمع الأحمر في بيئة كئيبة لا تعرف كيف تعزز القدرات أو تمسح الزلات ...!

فمتى نفيق إلى واقعنا الذى تسحقه أقدام عديله وعصا عديل في كل أروقه الجهاز الإداري الذى يحتاج وعلى عجل إلى تطهير وتطوير وإزالات .. ...؟

سؤال يهيم على وجهه في دروب مغلقه يبحث عن جواب .. فمن يلهمه قطرة من صواب ..؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط